مسقط – الشبيبة
حصلت الطالبة شمسة بنت سالم البادية من قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس علي درجة الماجستير في الإعلام، بعد مناقشة رسالتها العلمية بعنوان "نشأة وتطور الدراما التليفزيونية العُمانية خلال الفترة من (1976- 2018) واتجاهات الشباب الجامعي نحوها".
سعت الدراسة إلى التأريخ لنشأة وتطور الدراما التليفزيونية العُمانية، وقسمت الفترات الزمنية لهذا التطور إلى أربع فترات، وهي: دراما السبعينات (1976 – 1979)، ودراما الثمانينات (1980 -1989)، ودراما التسعينات (1990-1999)، ودراما الألفية الجديدة (2000- 2018)، وتناولت في كل فترة الإنتاج الدرامي وخصائصه في الكم والمحتوى والشكل، بالإضافة إلى الشخصيات التي لعبت أدواراً بارزة في كل فترة، والتحديات التي تعرضت لها الدراما التليفزيونية العُمانية.
كما رصدت الدراسة باستخدام صحيفة الاستقصاء اتجاهات الشباب الجامعي نحو الدراما التلفزيونية، وذلك على عينة مكونة من 381 مبحوثا منً الطلبة المنتسبين إلى جامعة السلطان قابوس، وجامعة صحار، وجامعة ظفار، وجامعة نزوى، وجامعة الشرقية، وجامعة البريمي.
كذلك توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج كان من أبرزها: أن تاريخ نشأة الدراما التليفزيونية في سلطنة عٌمان يعود إلى العام 1976 أي بعد سنتين من انطلاق أول بث لتليفزيون سلطنة عمان، وذلك من خلال مسرحية "أُغنية الموت"، وكانت الطواقم التي شاركت في التمثيل والتصوير والإخراج جميعها عُمانية، وهو ما يؤكد أن الخبرة العُمانية في مجال الدراما التليفزيونية كانت متواجدة منذ البدايات الأُولى للبث التليفزيوني الوطني. وشهدت فترة الثمانينيات إنتاج 23 عملاً درامياً، أيضا كشفت هذه المرحلة عن الخبرة العُمانية في مجال الدراما الكوميدية.
ومثلت فترة التسعينيات نقطة تحول في الدراما التليفزيونية العٌمانية، إذ شهدت نشاطا مكثفا في إنتاج الدراما المحلية من نوع التراجيدي، وتم خلال هذا العقد إنتاج 25 مسلسلا تليفزيونيا وست تمثيليات، ولعل أبرز ما يميز هذه المرحلة هو خوض تجربة الاستعانة بالمنتج المنفذ من القطاع الخاص لأول مرة لتنفيذ بعض الأعمال الدرامية من خلال تليفزيون سلطنة عمان، ومع دخول الألفية الجديدة تضاعف الإنتاج الدرامي المحلي بشكل ملحوظ، حيث تم إنتاج (57) مسلسلا تلفزيونيا محلياً و(20) تمثيلية، وقد بلغ الإنتاج الدرامي التليفزيوني العماني ذروته بين عامي 2012 و2013، حيث تم إنتاج (16) عملا، وخلال هذه المرحلة سجلت شركات الإنتاج الفني الخاصة حضوراً ملموساً على مستوى الأعمال الدرامية المنتجة عبر التليفزيون العُماني، فتم إنتاج ما يقارب (23) عملاً درامياً محلياً بنظام المنتج المنفذ، كما شهدت المسلسلات التليفزيونية العُمانية تطورات ملموسة في جودة الصوت والصورة والمونتاج، وأصبحت الأعمال الدرامية تُخرج بأسلوب السينما.
وعلى صعيد قياس اتجاهات الرأي العام نحو الدراما التليفزيونية العُمانية، توصلت الدراسة إلى أن التليفزيون العُماني احتل الصدارة ضمن أكثر الوسائط التي يعتمد عليها المبحوثون في مشاهدة المسلسلات العمانية، وأن الإناث يفضلن مشاهدة المسلسلات الكوميدية والاجتماعية أكثر من الذكور الذين يميلون إلى مشاهدة المسلسلات ذات الطابع التاريخي، وكشفت نتائج الدراسة عن اتجاه إيجابي نسبياً للشباب عينة الدراسة نحو أداء الممثلين، والعناصر الفنية، واللهجة المستخدمة، وأساليب معالجة الموضوعات في المسلسلات التليفزيونية العُمانية، أما أبرز المقترحات لتطوير المسلسلات العُمانية على المستوى الفني فكانت مراعاة الدقة في اختيار كتَاب المسلسلات وتطوير أساليب الإخراج، ومع ذلك تبقى حقيقة أن هذه النتائج تتعلق بالفئة المبحوثة (الشباب الجامعي) ولا يمكن تعميمها على المجتمع العُماني ككل، ومن أبرز التوصيات التي انتهت إليها الدراسة هي إعادة النظر في قرار تجميد الدراسة بقسم المسرح بجامعة السلطان قابوس لتوفير القوى البشرية اللازمة للإنتاج الدرامي التليفزيوني.
ضمت لجنة المناقشة الدكتور مجدي محمد مصطفى عبد ربه رئيساً، والأستاذ الدكتور حسني محمد نصر رئيس قسم الإعلام مشرفاً، والدكتورة فاطمة بنت محمد بن علي الشكيلي رئيسة قسم المسرح ممتحناً خارجياً، والدكتورة الأرقم محمد ممتحناً داخلياً.