كفانا "بَرْقَلَة"

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٣/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٣٧ ص

خميس البلوشي

مقدمة :(تقول معاجم اللغة العربية بأن العرب قالت : لا تُبَرْقِلْ عَلَيْنا.. والبرقلة هي الكلام الذي لا يتبعه فعل وهو مأخوذ من البرق بلا مطر وعليه فقد مضت هذه الكلمة وهذا المعنى في كلام العرب لتُضرب مثلاً على الأشخاص أو المواقع الاعتبارية حين يكون الحديث كثيراً يملأ المكان لكن الفعل معدوم والنتيجة لا توازي كل ما قد قيل) ..
عاشت الكرة العمانية منذ سنوات ولاتزال في دوامة الكلام سمعنا فيها الكثير والكثير وانتقلنا من رؤية وردية حالمة إلى رؤية أخرى بكل الألوان وانتظرنا صناعة مزدهرة لهذه المستديرة على ارض الواقع لكننا وجدنا بيوتاً من الطين تتهدم أركانها بشكل واضح جداً وعشنا اوقاتاً لا حدود لها لعلّنا نجد شيئاً ملموساً في مختلف عناصر اللعبة فنياً وإدارياً لكننا لم نجد ذلك الشيء ولم نحقق اي شيء يمكن ان يشار اليه بالبنان ..كنا ننتقل من مرحلة صعبة الى مرحلة اصعب وكنا نرقع الثوب تارة عندما نقع في شوك الأحداث التي نخوضها وكنا نمارس سياسة التلميع تارة أخرى مع كل فوز يُخفي وراءه كمّاً من الأخطاء وكنا نتفنن في صناعة المبررات والأعذار متى ما صادفتنا رياح الاخرين التي لم نُحسن التعامل معها وكنا نكابر على الوضع البائس بتصريحات واحاديث منمّقة بداعي او بدون داعٍ لأن هناك من يُتقن فلسفة الكلام والتخدير .. وكانت اخر النكسات والتخبطات وسؤ التخطيط ماحدث قبل ايام حين خرج منتخبنا الوطني الاول لكرة القدم وبكل مرارة من التصفيات الاسيوية المزدوجة دون أن يكون لنا أثر واضح سوى اننا خسرنا بالتعادل مع جوام الذي لم نكن نسمع عنه وخسرنا بعدها مع تركمانستان في ليلة العيد الوطني ..خرجنا من سباق الوصول مع ال١٢ فريقا الذين تأهلوا لكاس اسيا وللمرحلة الاخيرة من تصفيات المونديال وسنخوض بنفوس ساخطة ومنكسرة تصفيات جديدة للتأهل الى الإمارات ٢٠١٩ مع المنتخبات التي لم تتأهل وهو مشروع عادي وصلناه منذ عام ٢٠٠٤ في الصين عندما كانت موازنة الاتحاد لا تتجاوز مليون ريال وسنلاقي هذه المرة منتخبات سوادها الأعظم يقع خلفنا في التصنيف الدولي ..هذه السقطة الجديدة زادت فتيل الغضب الجماهيري اشتعالاً وبات المطلب الاساسي لها هو رحيل مجلس إدارة الاتحاد الذي لم يقدم مايشفع له في تصفيات تأهل منها منتخبات اقل منا تصنيفاً وظروفها الصعبة جداً التي يعلمها القاصي والداني ..ومن تابع تصريح نجم نادي المصنعة والمنتخب سابقاً ( رجل قانون حالياً )حمد الحضرمي بعد ان قدم استقالته من لجنة الانضباط سيعلم إلى اين نحن ماضون ..بعد كل هذه السنوات الشِداد العجاف السؤال الكبير الذي يتداوله محبو الاحمر مفاده ماذا حقق المنتخب الاول منذ خليجي١٩ ؟ و أين نتاج الصرف المليوني الكبير والدعم اللامحدود الذي تقدمه الدولة لاتحاد كرة القدم في كل عام ؟! وماهي نتاج المكرمات السامية العظيمة والسخية للكرة العمانية؟! ومن سرق فرحة الجماهير العمانية بمنتخبها الذي عاشت سنوات طويلة جداً لكي تجده في المقدمة وينافس ويقدم كرة رائعة تغنى بها الجميع؟! هل سنستمر في هذا الوضع المبهم المليء بالأوهام ؟! ومن يستطيع ان يخرجنا من هذا النفق المظلم الذي دخلنا فيه دون ان نحمل مشعلاً ينير لنا الدرب؟ هل ننتظر الجمعية العمومية التي تحتاج الى عمل أقوى؟ هل من منقذ لكرتنا العمانية؟ اصبح الوضع لا يُطاق والاستمرار فيه ضرب من الفشل الذريع ..أثق تماماً أن الشهور القليلة القادمة ستحمل المفاجاءات حيث موعدنا مع الانتخابات وأثق تمام الثقة أن هذا الوطن العزيز يزخر بالكفاءات الرياضية والإدارية التي تستطيع ان تعود بِنَا الى جادة الصواب والعمل المنظم والشراكة الحقيقية مع كل الأطراف ..أثق مثلكم بأن لكل شيء نهاية وأن الخطاء لا يدوم وان الأصل في الحياة هو الصواب والخير والنجاح.. وان الأبطال لا ينتصرون في كل المعارك لكنهم لا يستسلمون ..وان هذه الارض الطيبة تستحق منا ان نرفع علمها في كل محفل وان نحقق لها النجاح في كل مشاركة وان نقدم لها كل ما نملك وكفانا كلاما لا اخر له ووعوداً لا نهاية لها وكفانا ذَر الرماد في العيون وكفانا نكسات وإحباطات وحسرات..بكل صدق نحن نحتاج الان الى فكر جديد وطاقات جديدة وكرة عمانية ذات مستقبل أجمل بعيداً عن الفلسفات العقيمة..نحن نحتاج الى عمل جاد وواضح امام الجميع وكفانا "بَرْقَلة" يرحمكم الله ..