نهاية حلم المونديال

الجماهير الأحد ٠٣/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٣٣ ص
نهاية حلم المونديال

متابعة - سعيد الهنداسي

«الشبيبة» كانت معكم في حملات الدعم والمساندة لمنتخبنا الوطني طيلة الفترة الفائتة وهو واجب علينا تجاه كل من يحمل شعار الوطن فكنا مع الجماهير والمشاهير والنقاد والمحللين الرياضيين شاركناهم في حملتنا الداعمة لرفع معنويات الفريق، ولكن وبعد نهاية الحلم لا بد لنا من مشاركة الجميع أيضا للحديث عن أسباب الإخفاق ومن يتحمله وما هي أسبابه وكيف يمكن الخروج من هذه الدائرة لنرى منتخبنا يقارع المنتخبات الكبيرة.

إنجــــازاتنا

منذ أن تأسس الاتحاد العُماني لكرة القدم عام 1978م وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1979م. جاء فوز المنتخب العُماني الأول ببطولة كأس الخليج العربي في نسختها الـ19 التي استضافتها السلطنة هو الإنجاز الأبرز حتى الآن، وإذا ما علمنا أن هذه البطولة غير معترف بها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى الآن. وسبقها وصيفا في خليجي 17 و18 ولم يحرز أي بطولة قارية أو عالمية سوى 4 بطولات ودية دولية الأولى كانت في الدورة الدولية في قطر عام 1994م والثانية كانت في دورة البحرين الودية، والثالثة في بطولة عُمان الدولية عام 2008م والرابعة كانت بطولة الوحدة اليمنية الودية عام 2010م.

البطولات الآسيوية

سجّل منتخبنا الوطني حضوره الأول آسيويا ببطولة كأس آسيا التي أقيمت عام 2004 بالصين وكانت مشاركة مميزة بشهادة المراقبين، أعقبتها مشاركتان في 2007 و2015 وخرج من الدور الأول للمجموعات.

مجموعة سهلة.. ولكن!

والبداية مع الشيخ نايف المرهون النائب الأول لرئيس اتحاد الكرة، حيث تحدث عن الخروج من تصفيات كأس العالم والوصول المباشر لنهائيات أمم آسيا، قائلا: المنتخب كان في مجموعة سهلة ومن المفترض أن يكون متصدراً لها أو على أقل تقدير وصيفاً ويتأهل، ولكن حدثت انتكاسة كبيرة في مباراة تركمانستان سببت عدم صعوده ودفعنا ثمنها غالياً بالإضافة إلى التعثر في مباراتي إيران وجوام ذهاباً.

بطاقات محجوزة

ويضيف المرهون: إن عدم الصعود حزَّ فينا كثيراً ولكن التغيير الذي حدث في المنتخب بوجود مجموعة من الشباب الجدد لم يجدوا التجانس فيما بينهم وعلينا أن نقاتل من أجل الصعود لنهائيات أمم آسيا المقبلة في الإمارات، وأرى أن أوراق المنتخبات التي ستصعد لنهائيات كأس العالم لن تختلف كثيرا عن السنوات الفائتة وهي منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وأوزبكستان لوجود دوريات محترفة بها.

أندية قوية وتنافسية

وحول كيفية الخروج من هذا الإخفاق ليكون هناك تفاؤل للمرحلة المقبلة يضيف: علينا أولا وأخيرا أن تكون لدينا أندية قوية وتنافسية، وعلى إدارة الاتحاد العمل على تجديد المنتخب الحالي بمباريات ودية ومعسكرات داخلية وخارجية وهي مرحلة قصيرة المدى والتركيز على الأندية لأن مخرجات الدوري ضعيفة.

بعيداً عن الشخصنة

وحول الإشارة بأصابع الاتهام إلى الاتحاد وتحمله مسؤولية الإخفاق وحده ينهي نائب الرئيس مداخلته بتساؤل، فيقول: هل فقط الاتحاد هو من يتحمل هذا الإخفاق؟! ما نشاهده من كلمات القذف والشتم عبر وسائل التواصل على رجالات الاتحاد بصراحة شيء لا يليق، فكيف لنا أن نصل إلى نهائيات كأس العالم بهذا الوضع الحالي؟ يجب على الجميع الجلوس على طاولة واحدة لنعرف ماذا نريد للمرحلة المقبلة؟ والمشكلة ليست في أشخاص لأننا وجدنا لخدمة وطننا وفق ما يمليه علينا ضميرنا، وأتمنى أن يكون النقد بناءً ونطمئن الجماهير أنه سيكون هناك اجتماع قادم لمجلس الاتحاد للمرحلة المقبلة.

رأي الرابطة

ومن باب، إذا أردت أن يكون لديك منتخب قوي لا بد أن يكون لك دوري قوي، حاولنا إشراك رابطة دوري المحترفين من خلال المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين العماني الشيخ شبيب الحوسني فأجاب بصريح العبارة: دورينا في وضعه الحالي من المستحيل أن يوجد لنا منتخبا قوياً إلا إذا ساعدتنا الأندية من خلال الخروج بدوري محترفين بشكله الصحيح.

مكمن الخلل

وحول مكمن الخلل، أين يوجد؟ يعلق بقوله: المشكلة تكمن في المغالاة بأسعار اللاعبين وتغيير المدربين المتكرر الذي وصل إلى 23 مدرباً حتى الآن، وفي اعتقادي الشخصي حتى الوحدات التدريبية التي تعطى للاعبين ليست كافية لتقديم مستوى جيد ومن البديهيات اليوم في عالم كرة القدم أنه متى ما اختير لاعب من ناديه لمنتخب بلده أن يكون هذا اللاعب في كامل الجاهزية وهذا الأمر لا ينطبق في واقع الحال على لاعبي أنديتنا المحلية للأسف الشديد، ويبدأ معه مدرب المنتخب من البداية وهذا ليس دفاعاً عن مدرب المنتخب الحالي أو السابق، كما أن تركيز الأندية فقط على الفريق الأول وإهمالها المراحل السنية لاعتقادها أنها متى ما نافست على بطولة للفريق الأول فهي على صواب وهذا ليس صحيحا لأنها بإمكانها من خلال اهتمامها بالمراحل السنية إيجاد فريق قوي تدرج بشكل علمي صحيح والروح التنافسية لديه حاضرة في جميع المراحل.

تأجيل الدوري

وحول تأجيل مباريات الدوري لعيون المنتخب للظهور بمستوى جيد وهذا الأمر لم نشاهده في النتائج الأخيرة يضيف المدير التنفيذي للرابطة أن أسباب التأجيل ليس فقط لمباريات المنتخب، بل يعود السبب الرئيسي فيه أن هناك فرقاً ستتضرر من مشاركة لاعبيها مع المنتخب ولن تكون هناك عدالة في التنافس، وهذا الأمر ليس فقط على دوري المحترفين بل تم التأجيل أيضا لدوري الدرجة الأولى وهذا حسب الاتفاق مع الأندية.

لــــمُّ الشمل

ويختتم الشيخ شبيب الحوسني مشاركته معنا مؤكداً أهمية التكاتف وبأن يكون هناك لم شمل لجميع الأطراف المعنية بتطور رياضتنا المحلية والجلوس على طاولة واحدة ومناقشة كل القضايا العالقة والتي تحول دون تطور رياضتنا، وتحقيق نتائج مشرفة في مختلف المنافسات والبطولات التي نشارك فيها.

طموح وواقعية

سلطان الزدجالي الأمين العام والمدير التنفيذي في اتحاد الكرة تطرق بداية للحديث حول ما يتم تداوله عن أن أسباب الإخفاق يتحمله اتحاد الكرة فقط، ويتساءل الزدجالي قائلا: هل المنتخب العماني موجود في نهائيات كاس العالم بشكل دائم؟! إننا لا زال أمامنا الكثير لنقدمه مع إيماننا وقناعتنا أن الطموح والحلم مطلب شرعي وحق مشروع، ولكن لا بد من الواقعية ومن خلال وجودي في أروقة الاتحاد وما أراه من عمل في رأيي يبقى السيد خالد بن حمد هو رجل المرحلة، وإذا كان هناك إخفاق في نتائج المنتخب الأول فهناك نجاحات على مستوى المراحل السنية تحسب للاتحاد ومن الظلم أن نربط الإخفاق بأشخاص.

الجميع مسؤول

وحول الجهات التي يمكن أن تكون شريكة في الوضع الحالي الذي تعيشه رياضتنا العمانية وكرة القدم على وجه الخصوص يضيف الزدجالي: قد يجتهد الإنسان وتكون لديك أفضل الظروف من اتحاد ووزارة ومجتمع، وقد تخفق ولا يحالفك الحظ وربما تكون في أسوى حالاتك ويحالفك التوفيق وربما هناك ظروف تحدث في أرضية الملعب تحول دون تحقيق نتائج مرضية.

الحل في الإيجابية

وعن المخرج من هذا النفق المظلم لكرتنا العمانية ينهي الأمين العام والمدير التنفيذي في اتحاد الكرة مشاركته معنا بقوله: يكمن في الإيجابية من جميع الأطراف وعندما يكون الفريق بروح واحد ونترك السلبية بعيداً عنا وتكون لدينا ثقافة كروية متطورة تبدأ من الجماهير مروراً بالأندية والاتحاد وغيرها من الجهات.

قبل الختام

كان هذا الجزء الأول من تغطيتنا لنهاية حلم المونديال شاركنا فيه رجالات الاتحاد والرابطة، واعتذر عن المشاركة رجالات الوزارة وغداً سنكون مع الجزء الثاني من خلال مشاركة جماهيرنا الوفية والنقاد والمحللين الرياضيين ورؤساء أنديتنا المحلية، لنكون بذلك حاولنا إشراك العناصر والجهات المعنية بالشأن الرياضي مع تقديرنا وشكرنا للأشخاص والجهات التي تعاونت معنا في هذا التحقيق، واحترام وجهات من اعتذر وفضَّل عدم المشاركة.