طريق الشركات العائليه للنجاح

مقالات رأي و تحليلات السبت ٠٢/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
طريق الشركات العائليه للنجاح

د حامد بن شظا المرجان

تلعب الشركات العائليه دورا مهما فى الاقتصاد بشكل عام والاقتصاد الوطنى بشكل خاص إذ ان تحول الشركات العائليه الى شركات مساهمه وطنيه ستعزز الاقتصاد من خلال الشراكه الوطنيه فى راس المال وسيكون لها دور فعال فى تقويه السوق من خلال دمج هذه الشركات فى مشروعات اقتصاديه وماليه عملاقه تعود ملكيتها الى موسسات ماليه اخرى مثل البنوك الوطنيه او صناديق التقاعد او الاستثمار وغيرها من الصناديق الاستثماريه. حيث انها تلعب دورا مهما فى اقتصاديات الدول وتشكل نسبه كبيره فى المنظومه الاقتصاديه وتساعد على متانه الاقتصاد وتقوية القطاع الخاص خاصه اذا عرفنا بان هذه الشركات تواجه تحديات عديده فيما يتعلق بالاستمراريه والانتقال من جيل الى جيل وبالتالى بدلا من انهيار هذه الكيانات فى حاله الخصام بين الاجيال او سؤ اداره احدى افرادها يستطيع الفرد او الاشخاص نقل هذه الثروات الوطنيه الى بلد اخر او الاستثمار خارج البلد فى مشاريع فاشله صحيح هذه الشركات ملكيه خاصه وهذا هو اقتصاد السوق الحر ولهم الحق فى التصرف في املاكهم. لا توجد هناك قوانين دوليه تمنع الدوله بان تسن قوانين استثماريه سياديه تخدم امنها الاقتصادى ، فالشركات العائليه فى المصطلح الاقتصادى هى موسسات ماليه وطنيه بالدرجه الاولى وينبغي ان تخدم الاقتصاد الوطنى من خلال مشاركتها فى الاستفاده من العوائد النفطيه ايام الطفره النفطيه او شرائها لاصول الشركات الحكوميه الوطنيه فى حاله تخصيصها، من الذي يشترى عندما تخصص شركه حكوميه ومن هو القطاع الخاص هو الشركات العائليه . عندما اتحدث هنا عن الشركات العائليه لا اتحدث عن الموسسات الصغيره والمتوسطه التى سوف تستفيد ايضا من تحول هذه الشركات الى مساهمه من خلال الدوره الماليه للاقتصاد. اتحدث هنا عن الشركات العائليه الكبيره التى تتعدى اصولها ملايين وبلايين الريالات العمانيه . يمكن لاصحاب هذه الشركات الاحتفاظ باسهم معينه اذا ارادوا باستثمار اموالهم ولكن يجب بان لا يكون لهم السيطره على الشركه المساهمه وتكون مجالس ادارتها من ذوى الخبرات المشهود لهم بالنزاهه . بعض الشركات المساهمه فى عمان تديرها وتتحكم فيها العائلات لامتلاكها لبعض الاسهم بالرغم من وجود راسمال صناديق وطنيه وسياديه واموال حكوميه. هذا التوجه الاقتصادى سوف تستفيد منه الدوله والمجتمع وحتى اصحاب الشركات العائليه انفسهم لان هذه الموسسات سوف تدار بطرق قانونيه وتحت حمايه تشريعات وقوانين. تذكرون عندما ارادت حكومه دبي شراء شركه الموانى الامريكيه لم يسمح لها التشريع الامريكى بذلك ذلك يؤكد مانقوله اعلاه.
سعى بعض الاقتصاديين الذين غيروا وجه العالم الى احداث تغيير جذرى فى طريقة تنظيم المجتمع اقتصاديا حيث اثنوا على التغييرات الرائعه التى جلبها النظام الراسمالى وبخاصه قوته الانتاجيه ولكنهم مع ذلك كانوا يعتقدون ان هذا النظام سوف تكون له نتائج غير جيده نتيجة لتطورات تاريخيه وقد طرح هولاء الاقتصاديين السؤال الاتى ماهو البديل الذى يحل محل الرأسماليه يوم تنقضي الظروف التاريخيه التى ادت الى نشأتها لقد هز هذا السؤال العالم ومازال يهزه ونحن حاليا نحصد مأسى الراسماليه وجشعها. لقد استعمل بعض الاقتصاديين نظام الاقتصاد الكلاسيكى فلم يجدوا شيئا مقدسا فى نظام السوق الحر ولا يدا خفية توجهه نحو العداله الاقتصاديه للبشريه. ومن هنا نعتقد ان تحويل الشركات العائليه الى مساهمه ماهو الا تنظيم للسوق،ان السوق ببساطه هى مجرد تنظيم اجتماعى وجده البشر وبخاصه اولئك الذين أزروه لكى يحققوا منه فائده. ان عقيدة المصلحه الذاتيه التى نشأت مع نظام السوق الحر الذى يؤمن به العالم الراسمالى اليوم ويتحكم فى مقدرات العالم لا يمكن النظر اليه كحقيقه خالدة وان ادم سميث ابو الراسماليه ومؤسس حرية الثروه والاقتصاد واتباعه لم ينظروا الا الى لحظة تاريخيه معينه فقط من الزمان وظنوا انهم قد اكتشفوا قوانين تصلح لكل العصور والزمان وكل البشر واظاف بعض رجال الاقتصاد ان من الخطأ ان يجادل مؤسس حرية السوق الحر بأن الانسان يعمل دائما بافضل شكل عندما يشتغل لمصلحته اذ قد يصدق هذا على اصحاب الشركات الصغيره والمتوسطه التى كانت موجوده فى نهاية القرن الثامن عشر ولكن ليس فى القرن الواحد والعشرين. وهناك من يقول "الرأسماليه تغير هدف حياة المجتمع وفى المجتمع السابق على المجتمع الصناعى كان الناس يترابطون معا ابتغاء الوقاية والحماية ولتبادل السلع ولعديد من الاسباب الاجتماعيه المشتركة اما فى ظل الرأسمالىة اليوم فان نسيج المجتمع يتمزق شر تمزق ولا يفكر الافراد الا فى انفسهم".بهذه الطريقه فسر رجال الاقتصاد مذهب التجاره الحره فى المصلحه الذاتية. وكان يرى هؤلاء ان هذه ليست هى الحاله الطبيعيه للانسان ولكنها انعكاس لضعف العلاقات الانسانيه فى مجتمع السوق الحر. ونادى بعض الاقتصاديين ان نتيجة التحول الجذرى للمجتمع الذى صنعتة الرأسماليه ليست الا التقديس الاعمى للسلعة وكما عبدت المجتمعات البدائيه الشمس والقمر كذلك اصبح انسان المجتمع الصناعى والمعلوماتى يعبد السلعة والمنتجات بمختلف انواعها. واسوأ من ذلك عبادة "الفلوس" التى انغمس فيها مجتمع الاستهلاك والسوق الحر.
لقد اسبغت على "الفلوس" قوة كانت من قبل تعتبر خطيئة وأغرت الناس على بيع أنفسهم وأجسادهم وعقولهم ومبادئهم.
وفى اعلان من البعض عن كراهيتهم للراسمالية كما شاهدها فى انجلترا فى القرن التاسع عشر لم يكن هولاء الاقتصاديين رجعيين يريدوا ان يعيدوا عقارب الساعه الى العصر الفائت ولم يكن لديهم ما يضللهم عن العبودية والرق والفقر والتعاسه التى كانت موجودة فى عالم ما قبل عصر الصناعه او النهضه الاوروبيه بل كان من مؤيدى الثورة الصناعيه الذى شعر ان لها ميزة ساحقه لانها تستطيع بان تحل المشكله الرئيسيه المتمثله فى الندره. ان الثوره الروسية التى تبنت افكار الاشتراكيه لم تكن خيارا جيدا للبشريه ولو عاش مؤسس الفكر الاشتراكى حتى يراها ربما كانت قد اصابته الدهشه فقد حدثت فى دوله رأسمالية فى طورها الاول دولة لم تكن تخلصت بعد من نظام الاقطاع ولعل القهر الشديد للحقوق الانسانيه فى الدول الاشتراكيه التى تسيطر عليها الطبقه الحاكمه الجديده كان سيصيب مؤسس النظريه الاشتراكيه بالرعب والانهيار والحال لايفرق عند مؤسس فكر الراسماليه اذ ان الراسماليه اساءت الى فكر مؤسسها لاستغلالها للنظام الرأسمالى العالمى اسواء استغلال. لذا وجب علينا الاستفاده من النظام الاقتصادى الذى يفيد مجتمعنا وليس بالظروره تطبيق نظام السوق الحر او النظام الاشتراكى انما نظامنا ويتماشى وظروف مجتمعنا.

باحث ومستشار تنموي