مسقط - الشبيبة
تقطع الأمم والشعوب دهورا لتشكل ممارساتها السياسية فكلما يممنا وجوهنا شطر هذا العالم من شماله الى جنوبه ومن مغربه الى مشرقه سنرى كيف تكتسي الكيانات السياسية للدول بأنماط مختلفة ومتعددة من التجارب للهياكل البرلمانية والتي اخذ تشكلها حقبا زمنية وجاءت نتيجة إرهاصات إجتماعية وسياسية كثيرة نتجت عنها آلام وحروب ومآس.
اخترنا في هذا البلد نموذج الشورى بروحه المستوحاة من التراث الإسلامي وروح المجتمع العماني مع تطويره وتجديده كل حقبة زمنية حينما نتيقن أن التجربة تنضج كلما تقدمنا الى الأمام وكلما اصبحنا اكثر وعيا لأن تجربتنا في الشورى هي نتاج ممارستنا الحياتية في بنيتنا الاجتماعية والإقتصادية والثقافية بما تضمه من روح الجماعة التي ما فتئنا نحافظ عليها ونرى انها سور حماية لوحدتنا الوطنية والاجتماعية.
فمجلس الشورى هو الصورة الأكبر لسلوكنا ومحددات توجهنا نحو المستقبل كيف نفكر في بيئتنا وماذا نبتغي..فيأتي تمثيلنا للأعضاء في مجلس الشورى ليعكس صورتنا والتزامنا بل وروحنا الوطنية التي تتجلى في الثقة بحاضرنا وبمستقبلنا الذي لانشك ابدا أنه مرسوم بخطة محكمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه- وبإجماع وطني من شمال الوطن لجنوبه وعند ذلك وعند هذه الثقة تتجلى رؤيتنا أن الشورى بصورته الحالية ليس أخر الطريق فعمان ومؤسساتها كما تؤكد حقائق الزمن على مدى الخمسين عاما الفائتة قد تطورت ومع كل نمو كانت عمان تراجع وتقيم كل خطوة خطتها في مؤسساتها فأصبحت السلطنة بمؤسساتها ومنها مجلس الشورى محل تقدير من دول العالم فكل خطوة تقدمتها عمان كانت دافعا لخطوة اكبر واشمل. من تاريخنا ننطلق للمستقبل فيحكي تاريخنا المجيد عن الشورى في نسخته بطبائع تركيبة المجتمع العماني التي تتطور وتتماشى وتواكب متغيرات الزمان والعالم فتجربة الشورى تختلف عن السابق فهي بدأت بأهل الحل والعقد واليوم أصبحت في صيغة أخرى تواكب التطور في العمل البرلماني الحديث.
إن استعدادات الدولة العمانية لهذا الحدث الذي يلتئم الأحد المقبل لم يكن متواضعا بل هناك جهد وطني ضخم من مؤسسات الدولة المعنية لإنجاح هذا المشروع الوطني الذي بدأ صغيرا وينمو عند كل معطيات إيجابية ولذلك فقد كرست الدولة كل القدرات وكل الإمكانيات من التنظيم الى استخدام التقنية الحديثة للتصويت والتي تبرهن على الخطوات المدروسة للسير بمؤسسة الشورى للأمام ودعمها لتعتمد عليها مؤسسات الدولة في مشاريعها وقراراتها التي بلاشك تبدأ وتنتهي بمصلحة عمان واهلها.
حان الوقت لأن نرى الزاوية المشرقة في مجلس الشورى في الاحد المقبل..الزاوية التي تحدثنا عن مستقبل عمان الزاهر وعن وثبتها للمستقبل بثقة ويقين دون ضجيج..إنه المسار العماني.