عيسى المسعودي
كتبت في المقال الفائت حول انتخابات مجلس الشورى ومسؤوليتنا جميعا في اختيار الأكفأ بين المترشحين وان تكون مصلحة الوطن امام اعيننا عند الاختيار فالجميع يتطلع الى مستقبل افضل للبلد من خلال وجود مجلس شورى قوي يتمتع بأعضاء لهم مكانتهم العلمية والعملية والسمعة الطيبة والخبرة في معرفة متطلبات المواطنين وكيفية ترجمتها الى واقع عبر دراسة وتحليل القوانين والتشريعات التي تصل الى المجلس لدراستها وابداء الرأي فيها قبل اقرارها او عن طريق عمل اللجان المتخصصة وتفعيل دورها بشكل اكبر في المرحلة المقبلة ، واشكر في هذا المقال كل من تجاوب مع المقال السابق واعطى رأيه ومقترحاته سواء حول دور الناخب في الاختيار وكيف ينظر لهذا الاختيار ومن اي زاوية او دور ومواصفات ومعايير العضو المترشح او حول دور واختصاصات وصلاحيات المجلس في المرحلة المقبلة او ايضا للبعض الذي ينظر للموضوع فقط من زاوية سلبية ، كل هذه الآراء مقدرة وتؤكد على تفاعل المواطنين مع تجربة الشورى وان الجميع مهتم بهذا الاستحقاق الوطني والمشاركة في انجاحه من خلال المشاركة الايجابية .
ان تفاعل افراد المجتمع خلال الفترة الفائتة مؤشر ايجابي على النضج والتفكير الايجابي في التجربة الشورية حيث يتبادل الناس الحوار والمناقشات وكل واحد يطرح رأيه ووجهة نظره بكل شفافية خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بحيث اصبحنا نستطيع ان نتعرف على رؤية وتفكير الناخب وايضا المترشح بكل وضوح فيما يخص الانتخابات وبالتالي اصبح اختيار الاكفأ امر سهل من بين المترشحين ولكن وحسب اراء الناس وتطلعاتهم للمترشح فإنهم لاينظرون فقط للأكفأ من حيث معرفته بالتشريعات والقوانين وكيفية تقييمه وتحليله لهذه الامور وانما ينظرون الى المترشح انه قريب اكثر من المجتمع واحتياجاته الاساسية فالبعض يقول انه يريد من المترشح ان يوفر له فرص عمل لابنائه او انجاز خدمات بلدية او مساعدات سكنية او تنمية او صحية وغيرها من الاحتياجات بهذا الشكل ويطالب بعض الناخبين المترشح بأمور كثيرة يعتقدون من وجهة نظرهم انها اساس الاختيار وفي مقدمة الطلبات التي يجب ان يركز عليها المترشح لايريدون المترشح الذين يشاهدونه فقط ايام الانتخابات وبعد ذلك يختفي ولا يظهر سوى في جلسات المجلس وهذه اراء موجودة ومتداولة بين الناخبين وهذه الفئات التي تطالب بهذا الشيء فعلا موجودة بيننا والبعض يؤيدها ويساندها وكما قلت ان الاراء جميعا مقدرة في ظل انتخابات تعتمد على الشفافية وعلى اختيار المواطنين الذين يشكلون شرائح مختلفة من المجتمع .
ولكن علينا ايضا انن ننظر ونناقش المسؤولية والواجبات الحقيقية لعضو مجلس الشورى فهو شخص لايملك عصا سحرية لتحقيق كل متطلبات الناخبين في ولايته وانما قد يحاول او يجتهد في بعض الامور وعلينا كناخبين ان لانحمل المترشح اكثر من طاقته حتى لانبدأ في طريق المجاملات والوعود التي لاتتحقق ولكن مايجب ان يقوم به المترشح فعلا وهو دور اساسي في عمله ان يكون قريبا من افراد مجتمعه ويتعرف على احتياجاتهم ويبلور هذه الاحتياجات في برامج المجلس ومناقشتها عبر اللجان المتخصصة او من خلال القوانين والتشريعات والتوصيات التي يطرحها المجلس وان يكون لهم جميعا كأعضاء في المجلس دور ورؤية جماعية يطرحونها امام المؤسسات الحكومية المعنية او ارسالها مباشرة لمجلس الوزراء حتى يتم البت فيها وايجاد الحلول لها وليس بتحرك فردي من كل عضو بالمجلس كذلك يجب على عضو في مجلس الشورى ان لاينظر لمصلحته الشخصية وان لايدق ابواب المسؤولين لانجاز معاملاته او الحصول على منافع شخصية كما كان يتم في السابق لان ذلك ينزل ويقلل من هيبة عضو المجلس امام المسؤولين وبالتالي لايمكن لعضو المجلس ان يقوم بدورة الحقيقي في المجلس اذا اهتزت صورته ومكانته امام المسؤولين وقبل ذلك امام الناخبين الذين وثقوا فيه واختاروه من بين المترشحين .
اذا نحن امام مرحلة جديدة في انتخابات مجلس الشورى ونتمنى ان تكون مختلفة عن الدورات السابقة فيما يتعلق بالاختيار فهي مسؤولية الناخبين اولا في تحديد من يصل الي المجلس ومن هم المترشحون الذين سيخدمون عمان وليس انفسهم فقط وتكون لهم ادوار حقيقية في مختلف قضايا الوطن والتي في الاساس تهم كل مواطن فاذا عززنا العدالة والقانون والمواطنة الحقيقية في كافة امور حياتنا سنحقق نتائج ايجابية وحلولا لكل القضايا الاساسية التي نتحدث عنها دائما ، نتطلع ان شاء الله الى مشاركة كبيرة وفاعلة يوم الاحد القادم وان يكون يوما للتاريخ وان يقول المواطن كلمته الصادقة المبنية على حب الوطن في اختيار المترشحين الاكفاء للوصول الي قبة مجلس الشورى لتحقيق الارادة السامية بوجود مجلس قوي يخدم عمان واهلها .
Ias1919@hotmail.com