مسقط - خالد عرابي
يختتم مساء اليوم (الاثنين) معرض الفن التشكيلي: " نقش وشعور" الذي يعتمد على الفن التقليدي الإيراني "المينياتور" للفنانة فاطمة رحمة الله المالكي والذي أفتتح في الـ 15 من أكتوبر الجاري، بالأوبرا جالاريا بدار الأوبرا السلطانية مسق، بحضور السفير الإيراني المعتمد لدى السلطنة سعادة نوري شاهرودي، ويستمر حتی اليوم، ويقام المعرض بتنظيم من السفارة الإيرانية المعتمدة لدى السلطنة بالتعاون مع مؤسسة "أراضي الخليج الرائدة".. "الشبيبة " التقت الفنانة في لقاء حصري لتحدثنا عن هذا المعرض وفنها.
وقالت فاطمة المالكي بأن فكرة المعرض تقوم على محاولتها لإظهار مدى التشابة والمزج الثقافي والتراثي والفني ما بين الثقافتين العمانية والإيرانية، خاصة وأن كلاهما منبعة الثقافة الإسلامية، وأشارت إلى أن الفنون بصفة عامة والفن الشكيلي كواحد منها تمثل جسر للربط ما بين الثقافة ولذلك فإن المعرض المكون من 16 لوحة فنية جميعها معتمدة على فن "المينياتور" وهو الفن التقليدي التراثي الإيراني.
وحاولت من خلاله أن أعكس بعض جوانب الثقافة الإيرانية وبعض القصص التراثية الإسلامية والإيرانية الشهيرة بحيث أن كل لوحة فنية تشكيلية ليست بمجرد لوحة فقط بل هي تحكي قصة شهيرة ومنها على سبيل المثال لوحات وقصص، سيدنا يوسف عليه السلام و زليخة، وعمر الخيام، وشيرين وخسرو، ومجنون ليلى، وغيرها. أما أبرز لوحتين وقد نالتا جل الإعجاب فهما لوحتان لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتعدان من اللوحات الفريدة وذلك لكونهما لجلالة السلطان ومرسومة بفن المينياتور.
وبسؤالها عن فن "المينياتور" نفسه وتاريخه وماهيته قالت الفنانة المالكي: هو فن تشكيلي إيراني تقليدي قديم يعود إلى أكثر من 1200عاما، كما يعود إلى ما بعد دحول الإسلام إيران، ويعتمد على نقوشات فنية دقيقة جدا ولذا فهو يحتاج إلى نوع معين من الفرشاة الدقيقة جدا كما يمكن رسمه على أي نوع من المواد مثل القماش وكذلك الورق ولكن يستخدم ألوان المياه.
كما يحتاج إلى وقت أطول في الرسم من غيره حيث تكون لوحاته فيها الكثير من التفاصيل التي تحتاج إلى الدقة المتناهية.. وأشارت إلى أن هذا النوع من الفن لديه الكثير من التفاصيل ويعود إلى ما يعتقده الفنان، ومثلا نحن في الإسلام ليس لدينا ما يخفى ومثلا نستطيع أن نرى الأشياء واضحة حيث أن الإسلام واضح وبالتالي الثقافة الإسلامية.
وقالت: المينياتور الكلمة مشتقة من مصطلح "مينيوم" الروميه التي وصلت من أسبانيا، وعلي الرغم من أن فن الرسم لدي الإيرانيين هو قديم يعود إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين حيث رسوم الصيد والإنسان والحيوان المكتشفه في لورستان إلا أن بداية المينياتور بمعناه الدقيق كانت في العهد الساساني، ويعتقد المؤرخون والمحقـقون بأن شخصا باسم غياث الدين قد نقل فن المينياتور من الصين إلى إيران، أما في إيران فـقد وصل هذا الفن الي تكامله ليصبح أفضل وأكمل وأجمل من المينياتور الصيني.
وأضافت: لقد قام الفنانون الإيرانيون بتغيير الألوان والنحوت الصينيه تبعا لذوقهم وفنهم، وباختيار أصفهان عاصمة وبتشجيع الفنانين تطور هذا الفن ليصل إلى القمه ولتصبح أعمال الفنانين الأصفهانين في هذا الصدد زينة للمتاحف العالميه إذ أن العصر الصفوي كان فصلا جديدا لتطور فن المينياتور الإيراني فظهر فنانون كبار في ذلك العصر مثل رضا عباسي – محمد زمان – محمد قاسم المعروف بسراجاي نقاش ومحمد يوسف المصور وقد بقي هذا الفن في أيران حتي ظهر خلال القرن الأخير فنانون كبار بفن المينياتور مثل كمال الملك المعروف، الأستاذ فرشجيان، جزي زاده وتجويد وغيرهم .. وهذا الفن ما زال ينال الكثير من الاهتمام ينمو وهناك انتشار له في إيران خاصة في السجاد واللوحات ولذا استمريت فيه وما زلت أخرص عليه.
وقد شاركت في عدد من المعارض منها الجماعية مع مجموعة من الفنانين كمعارض مشتركة، كما أنني أقمت ثلاثة معارض شخصية في إيران، وكذلك سافرت للمشاركة في العديد من المعارض الخارجية و منها في تركيا.
المعرض الأول
وقالت المالكي أنها أحبت عمان ولذا فهي تقيم في السلطنة منذ ثلاث سنوات، ولكن هذا هو المعرض الأول لها بالسلطنة بل وهو الأول من نوعه في السلطنة حيث بعتمد على فن المنياتور، وقد أرادت من خلاله أن تقدم الثقافة والتراث الإيراني وخاصة التقليدية وكذلك إبراز الثقافة المشتركة بين إيران وعمان حيث لدينا الكثير من الثقافة والتراث المشترك.. وأشارت إلى أن تلك اللوحات تم رسمها في السلطنة خلال تلك الفترة التي أمضتها في السلطنة..
أما عن الفترة التي تأخذها اللوحة الواحدة فقالت: بأنها تعتمد أولا على حجم اللوحة وكذلك الفترة التي تخصص للعممل عليها يوميا حيث أن الفن مرتبط بالمود والرغبة في الرسم وبالطبع قد لا يستطيع الفنان تخصيص وقت كبير للعمل بانتظام يوميا مثل بعص الأعمال الأخرى كما أن في بعض الأحيان قد يعمل فيستمر في المرسم لمدة عشر أو حتى 15 ساعة متواصلة ولكن بصفة عامة فإن لوحة مثل لوحة جلالة السلطان أخذت حوالي ثلاثة شهور حتى اكتملت وذلك لأنها لوحة مهمة حيث تتخذ أهميتها من كونها صورة جلالة السلطان وبالتالي تحتاج إلى دقة عالية جدا. وعن نفسها كفنانة قالت: درست الفنون وخاصة هذا النوع منها في طهران وبدأت العمل فيه مباشرة، ولدى أكثر من 13 سنة من الخبرة في هذا الفن والمجال.