عيسى الجوكم
ah3md_o2@hotmail.com
مسقط عاصمة حالمة هادئة، كل عمرانها وشوارعها وحتى أزقتها وأحياؤها، تغوص بك نحو (الأعمق) في حديث الروح، فهي بحق مدينة الاسترخاء النفسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
مسقط عاصمة الجبال والبحر، وهو منظر لا يتكرر في المدن إلا نادرا، حوّلها الكونجرس الخليجي لحالة صخب، لم تعتده ولم تألفه، لكن طبيعتها، وبساطة ناسها، وثقافة أهلها، وتميز إعلامها، حوّل ذلك الضجيج والنفير الإعلامي الخليجي لحالة تتناغم مع هدوء هذه العاصمة التي أثرت فيهم، ولم تتأثر، وظلت كعادتها مدينة للتقارب بين الرياضيين الخليجيين مهما كانت الأفكار متباعدة بين البعض منهم.
الأكيد أيضا أن مسقط نجحت في التحضير للكونجرس الخليجي وهو عرس رياضي لم نعتد عليه في حجمه ومناسبته في الآونة الأخيرة إلا من الدوحة عطفا على نجاحاتها الأخيرة في مثل هذه المناسبات، ولكن مسقط قدمت نفسها في هذا الحدث رائعة متألقة جميلة كروعتها ونظافتها في أعين الزائرين.
تجربتان جديدتان لإعلاميي الخليج في الأشهر الفائتة، أعطتنا خارطة طريق للنجاح، وأوجدت لنا أرضية صلبة للمبادرات الطموحة التي تترجم عبر الواقع الملموس، دون فلاشات مؤقتة لا يمتد عمرها أكثر من عمر المناسبة ذاتها.
التجربة الأولى نجاح الإعلامي البحريني محمد قاسم في اعتلاء هرم الصحافة الآسيوية كرئيس، بمساندة وتوجه إعلامي خليجي موحد، وهو أفق جديد في التعاطي الإعلامي الرياضي الخليجي، يؤسس لمرحلة ناضجة في التكتلات الخليجية.
أما التجربة الثانية، وهي التي نعيشها حاليا في مسقط، والتي أطلق عليها الكونجرس الخليجي، فلا يمكن أن نتجاهل قائد هذا التوجه والذي حفر في الصخر العماني سالم الحبسي، وباقي الأعضاء ممن عملوا معه من مختلف دول المجلس، ولكن يحسب لهذا العماني الحبسي طيب القلب جلده وصبره وطموحه وســـفره وترحاله حتى حقق حلمه بنجاح هذا الكونجرس، والذي يؤسس لمرحلة إعلامية خليجية رياضية جادة، فبعد أن كان أبناء الخليج تحت وطأة جوائز لمجلات وصحف عربية وغير عربيـــة هـــدفـها الربــح والتسويق، جاء الكونجرس الخليجي ليقدم مفهومـــا جديدا لهذه الجوائز، وفي هذا الصدد لا يفوتنا التنويه بما قدمته قناة الدوري والكأس القطرية في هذا المضــــمار الخليجي الرائع.
بهذه المبادرات الجادة والطموحة ننهض جميعا برياضة مجلس التعاون على كافة الأصعدة بما فيها الميدان المهم وهو الإعلام.
شكرا مسقط.. شكرا سالم الحبسي.
وقبل الطبع علينا أن نتذكر أن منتخبات الخليج اشتهرت بالثنائية في الملاعب، والمقام لا يسعني لذكر كل ثنائي في كل منتخب، ولكن في الإعلام الخليجي عرف الثنائي العماني منذ ما يقارب العشرين سنة وهما ناصر درويش وسالم الحبسي، فهما ماركة إعلامية عمانية مسجلة!.