عمرو موسى لـ"الشبيبة": السلطنة تلعب دورا كبيرا في الوساطة والتهدئة

الحدث الثلاثاء ٢٩/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
عمرو موسى لـ"الشبيبة": 
السلطنة تلعب دورا كبيرا في الوساطة والتهدئة

القاهرة - خالد البحيري

قال عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن سلطنة عمان كدولة وشعب لها تاريخ طويل من التعاون والصداقة والتضامن مع مصر، كما أن دور عمان في الجامعة العربية مشهود ومعروف للجميع.

دور كبير في الوساطة
وأضاف في تصريحات حصرية لـ"الشبيبة" أن عمان تلعب دورا كبيرا في الوساطة والتهدئة، من منطلق أنها دولة عربية مهمة فاهمة لما يجري حولها، وهذا ما جعل السلطنة تدير سياستها الخارجية، بما يفيد الجانب العربي والمجتمع الخليجي.
وأردف: خلال عقدين من الزمن كنت خلالهما وزيرا لخارجية مصر ثم أمينا عاما للجامعة العربية، كنت دائم الزيارة لمسقط، وكنت أشهد وأشعر بالتطور الكبير الذي حدث في البنية التحتية والتقدم الذي تشهده مختلف المناطق في السلطنة، بما يؤشر بقوة لدولة حديثة تحقق أعلى درجات الراحة والأمان للمواطنين والمقيمين والزائرين.
وتابع: بحكم المناصب التي توليتها فأنا جزء من مسار العلاقات المصرية العمانية، ولدي احترام كبير للسياسة الخارجية العمانية، بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه-، وأعرف الكثير من المسؤولين في عمان، ولي علاقة صداقة قوية مع معالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، فقد عملنا سويا وعن قرب، لمدة 20 عاما كانت مسيرة إيجابية، لصالح العمل العربي والخليجي المشترك.

إدراك الإنسان العماني
وقال: لم يكن السلطان قابوس يسمح بأي شيء يؤثر سلبيا على العلاقات المصرية العمانية، وهذا كان مثار إعجاب من جانبا جميعا كمصريين، حتى في نقاش المسائل الحضارية والثقافية، كانت الأمور على أعلى درجات من التفاهم.
ووجه التحية للدبلوماسية العمانية واهتمامها بكافة المنابر العربية، والكلام المخلص الصريح الذي يصدر دائما من مسؤوليها، مضيفا أن كل ما نراه من إيجابية في التعاطي مع القضايا المحلية والإقليمية والدولية من جانب العمانيين يشير إلى إدراك الإنسان العماني إلى دوره في المجتمع العربي، والعمل على حل مشكلاته والمساهمة في تقدمه، واستقراره.
وأوضح أنه لا يُمكن إغفال الرؤية السَّمحة، التي تؤمن بها سلطنة عُمان في التعاطي مع مبادئ الشريعة الغراء، وخصوصا في مسألة التعاطي مع إشكالية المذاهب الإسلامية، حين نرى هذه الدولة الفتية، تنحو باتجاه التوازن بين النصّ والعقل، والأخذ بالأقوى من الآراء الفقهية، من أيّة مدرسة كانت، وبمنهج منفتح وسمح والتواصل مع كل المذاهب، إيمانا منها بأن القرآن واحد والمسلمون أمة واحدة. وهو تطور فكري في المفهوم الديني فريد من نوعه، لا يعرف طريقاً للتعصب ولا الانحياز.

محاولات الاستقطاب
وعن رؤيته للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط قال موسى: تنقل محاولات الاستقطاب في المنطقة الأمور من محاولات حل الصراع إلى محاولات إدارة الصراع والتنافس على إطالته وتجنيد المؤيدين مما سيؤثر في مستقبل الحلول المطروحة للأزمة السورية.
كما أن هذا الصراع قد يؤدى إلى تداعيات أخرى قد تمتد إلى العراق بسبب الصدام الروسي الأمريكي المتوقع، بالإضافة إلى عمليات الاستقطاب التي ستؤدى إلى اضطراب في المنطقة أكثر من طرح حلول لهذه الأزمات.
وأضاف: فيما يخص القضية الفلسطينية، فإن المصالحة وتوحيد الصفوف هي أفضل خطوة يمكن أن تخلق مبادرة قوية تسمح بالتوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية الإسرائيلية، وهي الخطوة الوحيدة التي يمكن أن تسمح بتحقيق تطور ملموس، وعلى الفلسطينيين أن يدركوا دورهم في تحقيق التطور بأنفسهم من خلال المصالحة الفلسطينية.
أما عن الأوضاع في ليبيا، فأوضح أن التحالف الدولي تخلص من النظام الليبي ثم ترك الأوضاع على ما هي عليه، وهناك أخطاء كبيرة ارتكبها التحالف في ليبيا، حيث كان من المفترض أن يساعد الشعب الليبي على التوحد والتحرك للأمام، كما كان يجب أن تكون هناك خطة دولية تحت رعاية مجلس الأمن، أو عربية تحت رعاية الجامعة العربية، أو أوروبية تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، لإعادة بناء ليبيا وليس مجرد خطة دولة منفردة.
والآن؛ لا تزال الأرض غير ممهدة، وتحقيق تطور في ليبيا يحتاج التوافق مع القبائل والتكتلات الجغرافية والمؤسسات الحديثة هناك، مثل مجلس النواب في طبرق، والمؤتمر في طرابلس، حتى يمكن الوصول للعمق وتحقيق التوافق المطلوب.

إيران والعرب
وعن العلاقات العربية الإيرانية شدد موسى على أهمية عدم اعتبار إيران عدوا على غرار "إسرائيل" وقال: "إن هناك اختلافات جذرية مع إيران لكنها ليست عدوا ولا يجب أن تكون كذلك".
وأضاف: "إيران يجب ألا تكون عدوا للدول العربية ولابد من فتح حوار معها، أنا قلت أيضا إننا مختلفون اختلافا جذريا مع السياسات الإيرانية هناك تصريحات سلبية خطيرة تصدر من الجانب الإيراني وهناك أزمة سياسية كبيرة بين العرب وبين إيران، ولنا حديث قطعا مع الايرانيين بشأنها".
وأوضح أن هناك عداء تاريخيا بين الدول العربية وإسرائيل التي تصر حتى اللحظة على ألا حقوق للفلسطينيين، لكن الوضع مع إيران مختلف ونحاول ألا يكون هناك عداء بيننا وبينها وأن تأتي وأن تقبل بحوار حول إمكانية التعايش.

*-*
عمرو موسى في سطور
مسقط – ش – ويكيبيديا
ولد عمرو محمود أبو زيد موسى في الثالث من أكتوبر 1936 بالقاهرة، لعائلة سياسية تنتمي إلى محافظتي القليوبية والغربية، كان والده محمود أبو زيد موسى نائباً في مجلس الأمة عن حزب الوفد ولذا فقد سلك عمرو موسى السياسة وأصر على الالتحاق بكلية الحقوق منذ صغره، وبالفعل التحق بها وحصل على إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة 1957 والتحق بالعمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية عام 1958.
عمل مديرا لإدارة الهيئات الدولية بوزارة الخارجية المصرية عام 1977 ومندوبا دائما لمصر لدى الأمم المتحدة عام 1990 ووزيراً للخارجية عام 1991 وأميناً عاماً للجامعة العربية عام 2001.
وهو سياسي ووزير الخارجية المصري السابق، وأمين جامعة الدول العربية العام. ولد في 1936. تخرج من كلية الحقوق، وعمل كوزير للخارجية في مصر من 1991 إلى 2001. تم انتخابه كأمين عام لجامعة الدول العربية في مايو 2001، وحتى 2011 وقد خلفه نبيل العربي.
ترشح في انتخابات الرئاسة المصرية في عام 2012، لكنه خسر وجاء في الترتيب الخامس بحصوله على حوالي 10% من الأصوات الصحيحة. وفي سبتمبر 2013 ، تم تعيينه عضوًا بلجنة الخمسين التي تم تعيينها لتعديل الدستور المصري، وانتخبه أعضاء اللجنة رئيساً لها، بعد فوزه على منافسه سامح عاشور.
وطور عمرو موسى أداء الجامعة العربية منذ أن تولى قيادتها عام 2001 وحتى عام 2011، حيث أصبحت الجامعة العربية لها دور إقليمي هام في المنطقة العربية وتعاملت مع العديد من القضايا العربية كان أولها الغزو العراقي للكويت حيث قاد عمرو موسى عدد من المبادرات لإقامة السلام والصلح بين البلدين، ومن أمثلة الأمور التي أضافها موسى للجامعة العربية : البرلمان العربي، صندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، السلطة التي أعطيت للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وغيرها من الأمور، إلا أن موسى دائماً ما يُهاجم من قبل معارضيه بأنه لم يكن على المستوى المطلوب في الجامعة العربية ولم يكن للجامعة دور ملحوظ بل أن المنطقة العربية شهدت أحداثًا جسامًا في فترة ولايته أشهرها: الغزو الأمريكي للعراق والحصار الإسرائيلي على غزة، إلا أن عمرو موسى يرد دوماً على هذا الهجوم بأنه لم يتخاذل ولم يقف صامتاً إزاء هذه التطورات وندد كثيراً بالغزو الأمريكي للعراق وطالب بفك حصار غزة بل أنه قام بزيارة لقطاع غزة كانت الأولى عربياً للتفاوض مع حركتي فتح وحماس وللمطالبة بكسر هذا الحصار.