شباب عمان الثانية تمد صواري المجد والسلام إلى فرنسا

بلادنا الأحد ٠٩/يونيو/٢٠١٩ ٠٧:٠٧ ص
شباب عمان الثانية
تمد صواري المجد والسلام إلى فرنسا

متابعة - النقيب خالد بن سالم الكلباني
تصوير: الرقيب أول محمد بن أحمد البلوشي

تواصل سفينة البحرية السلطانية العمانية «شباب عمان الثانية» مشاركتها في مهرجان أرمادا البحري 2019م بمدينة روان الفرنسية، والتي جاءت تنفيذاً للأوامر السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه-، في إطار رحلتها الدولية الرابعة إلى القارة الأوروبية، رحلة (صواري المجد والسلام) والتي تمتد من الخامس عشر من أبريل الماضي وحتى السابع من أكتوبر القادم.

وقد فتحت السفينة (شباب عمان الثانية) في اليوم الأول من المشاركة أبوابها لجموع الزوار، حيث استقبلت السفينة عددا كبيرا من الجمهور، وصل في اليوم الأول إلى ما يزيد عن الأربعة آلاف زائر من مختلف الجنسيات، والذين التقوا بطاقم السفينة وهنئوهم على هذه المشاركة المميزة، مثمنين حرص السلطنة على مشاركة الشعب الفرنسي احتفالاته البحرية، وفي ختام اليوم أدى طاقم سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية) مجموعة من الفنون والأهازيج التراثية العمانية المستوحاة من التراث البحري العماني نالت استحسان الحضور.
سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية) كانت قد رست على ضفاف نهر السين بمدينة روان الفرنسية بعد أن قطعت مسافة تزيد عن 6000 ميل بحري، منذ مغادرتها قاعدة سعيد بن سلطان البحرية في الخامس عشر من شهر أبريل الماضي، وستمكث السفينة في مدينة روان حتى السادس عشر من شهر يونيو الجاري، حيث ستسجل مشاركتها في مختلف الأنشطة والفعاليات التابعة لهذا المهرجان البحري.

العديد من الفعاليات والنشاطات

تشارك السفينة شباب عمان الثانية في برنامج الاحتفال الرسمي الذي يتضمن حفل الاستقبال إلى جانب عروض المشاة التي ستقام على مدى أيام المهرجان البحري، كما فتحت السفينة أبوابها أمام الزوار بهدف الاطلاع على مرافق السفينة وأقسامها، وزيارة معرض الصور المصغر الذي يقام على متنها، ويحكي مسيرة الخير والنماء وما تنعم به السلطنة من مظاهر التطور والتحديث في كافة المجالات في ظل القيادة الحكيمة لعاهل البلاد المفدى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه وما تزخر به من إرث حضاري ضخم يعكس الأمجاد العمانية البحرية التليدة، ودور العمانيين في نشر أواصر الصداقة والسلام والثقافة العربية الأصيلة إلى بلدان وأقطار العالم المختلفة، كما قام طاقم السفينة بتوزيع الكتيبات والنشرات التعريفية والهدايا التذكارية على زوارها من جمهور المهرجان.

اهتمام جماهيري وإعلامي واسع

كما أن السفينة سوف تشارك خلال فترة وجودها في مدينة روان الفرنسية في العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والبرامج التدريبية ناشرة رسالة الأخوة والصداقة والسلام بين أبناء عمان وشعوب الدول المختلفة التي تزورها، مذكرةً بأمجاد التاريخ البحري العماني التليد وحاضرها المشرق في مختلف المحافل والمهرجانات البحرية والسباقات الدولية التي ستشارك فيها خلال هذه الرحلة، وما سبقها من رحلات، هذا وقد أبدت عدد من وسائل الإعلام الفرنسية اهتماما واسعا بزيارة سفينة (شباب عمان الثانية) بعد وصول السفينة لمدينة روان الفرنسية، حيث من المتوقع أن تلقى السفينة رواجًا كبيرًا من قبل الجمهور الفرنسي ومن قبل مختلف المشاركين في المهرجان من شتى بقاع العالم.

رحلة المئة والثلاثة والثمانين يوماً

سفينة شباب عمان الثانية - والتي ستزور خلال رحلتها هذه 21 ميناء ومدينة في مئة وثلاثة وثمانين يوماً- ستحط رحالها خلال هذه الرحلة الدولية الرابعة في تاريخها في أربع محطات رئيسة، بدايةً من محطتها الحالية (الأولى) في مهرجان أرمادا البحري بمدينة روان الفرنسية والتي ستمتد من السادس وحتى السادس عشر من يونيو الحالي، تنتقل بعدها السفينة إلى محطتها الثانية للمشاركة في سباق الحرية للسفن الشراعية الطويلة بمدينة سخيفينن بمملكة هولندا خلال الفترة من عشرين وحتى الثالث والعشرين من شهر يونيو الحالي أيضاً، كما ستخوض بعد ذلك في محطتها الثالثة منافسات سباق السفن الشراعية الطويلة خلال الفترة من الثالث وحتى السادس من شهر يوليو المقبل بمدينة ألبورغ بمملكة الدنمارك، لتنتقل بعدها السفينة للمشاركة في ختام سباق السفن الشراعية الطويلة بمدينة أرهوس بمملكة الدنمارك أيضا، والذي سيمتد خلال الفترة من الأول وحتى الرابع من شهر أغسطس للعام الحالي 2019م.

ساعات الفجر الأولى

السفينة (شباب عمان الثانية) كانت قد وصلت مع ساعات الفجر الأولى ليوم (الخميس) الماضي، لتبدأ بعدها مشاركتها في فعاليات مهرجان أرمادا وسط حضور دولي واسع وأجواء احتفالية كبيرة، وكان في استقبال السفينة في يومها الأول رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان وعدد من منظمي مهرجان أرمادا البحري الفرنسي كما كان في الاستقبال سعادة الشيخ الدكتور غازي بن سعيد الرواس سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية فرنسا، والملحق العسكري بسفارة السلطنة في باريس.

عمان دولة صنوان هي والبحر

وبمناسبة مشاركة السفينة شباب عمان الثانية في مهرجان روان أرمادا البحري 2019م أدلى سعادة الشيخ الدكتور غازي بن سعيد الرواس سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية فرنسا بتصريح لمندوب التوجيه المعنوي قال فيه: (بأوامر سامية من مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- انطلقت سفينة شباب عمان الثانية للمشاركة في عدة فعاليات ومن ضمنها مهرجان أرمادا البحري في مدينة روان الفرنسية - العاصمة التاريخية لمنطقة النورمندي - وسميت هذه الرحلة باسم (صواري المجد والسلام) بهدف نشر قيم المحبة والتسامح، وأيضاً المشاركة في مثل هذه المهرجانات لها دور كبير في اعطاء صورة حقيقية عن التاريخ البحري للسلطنة، وأيضا العلاقات العمانية الفرنسية البحرية تزيد عن المئتين سنة والتي كانت تتجلى بشكل واضح من اللقاءات البحرية في المحيط الهندي بالأخص، وعمان دولة صنوان هي والبحر وبالتالي إذا انتهت اليابسة في الوطن العربي وبدأ البحر تبدأ عمان، لذلك أنا متأكد أنا مشاركة السفينة وهي في رحلتها الرابعة تشكل الكثير من المساهمات على مختلف الجوانب، والسفينة أصبحت معروفة لدى الكثير من الفرنسيين والأوروبيين، خاصةً وأن هذا النوع من المهرجانات يزور فعالياته الآلاف من الجماهير من مختلف المشارب، وأنا متأكد أن طاقم السفينة سوف يقدمون كل ما لديهم لإيصال رسالة الصداقة والسلام).

رسالة السلام العمانية الخالدة

من جانبه صرح العميد الركن بحري سالم بن ناصر القاسمي الملحق العسكري بسفارة السلطنة في باريس قائلاً: (لا يفوتني بدايةً أن أهنئ عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه والشعب العماني والأمة العربية والإسلامية جمعاء بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، ووصول سفينة البحرية السلطانية العمانية إلى مدينة روان التي تقع في شمال غرب فرنسا، ضمن رحلتها الرابعة من انشائها، والتي تحمل رسالة السلام الخالدة للسلطنة، وفي طيات هذه الرسالة من مفردات تدعو إلى نشر رسائل الصداقة والسلام والتبادل الثقافي مع الشعوب الأخرى في العالم، والتي نتمنى من خلال وجودها في جمهورية الفرنسية الصديقة أن تساهم في أن يكون هناك إطلاع ومعرفة أكثر عمقا من قبل الشعب الفرنسي والزائرين لمكانة السلطنة التاريخية والحضارية ولما تمثله السلطنة من وجود على الساعة الإقليمية في العصر الراهن).

السفينة تستقطب العديد من الزائرين

أما العقيد الركن بحري علي بن محمد الحوسني قائد سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية) فقد قال: (بحمد الله وتوفيقه وبعد ما قطعت أكثر من ستة آلاف ميل بحري وصلت سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان الثانية إلى ميناء روان بالجمهورية الفرنسية الصديقة، ورست على ضفاف نهر السين وذلك للمشاركة في مهرجان أرمادا البحري الفرنسي والذي يمتد إلى فترة عشرة أيام، والمهرجان يضم العديد من الأنشطة والفعاليات التي من شأنها أن تستقطب العديد من الزائرين، وسوف تنظم السفينة بإذن الله من الأنشطة والفعاليات وذلك للتعريف بالمقومات السياسية والسياحية والاقتصادية والثقافية التي تزخر بها السلطنة وذلك لجذب أعداد كبيرة من الزوار).

فخورون بمشاركة السفينة

وقد تحدث الفرنسي باتريك إيير رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان روان أرمادا البحري 2019م بالجمهورية الفرنسية الصديقة قائلا: (إن سلطنة عمان الصديقة كانت حاضرةً ومتواجدة في مختلف التجمعات البحرية كمهرجان أرمادا البحري لهذا العام وذلك منذ أكثر من ثلاثين عاماً بداية عن طريق سفينة شباب عمان الأولى والآن عن طريق سفينة شباب عمان الثانية، ونحن كمنظمين للمهرجان في غاية السعادة لذلك، وهذا لشرف عظيم لنا أن نستقبل سفينة شباب عمان الثانية في مدينة روان، وأنا شخصياً قد تشرفت في استقبال السفينة بصفتي رئيس للجنة الصداقة العمانية الفرنسية في البرلمان الفرنسي سابقاً، ومشاركة شباب عمان يمثل جوانب مهمة لنا في هذه العشرة الأيام ضمن المهرجان البحري الفرنسي.

عمان بلد السلام والصداقة

ومن بين الذين زاروا السفينة (شباب عمان الثانية)، الزائر عبدالله السلمي من جمهورية اليمن الشقيقة الذي تحدث قائلاً: لقد بهرت بما شاهدته اليوم في سفينة شباب عمان، وما زاد سعادتي هو ردود فعل الزوار للسفينة الذين تحدثوا عن سياسات سلطنة عمان المسالمة والداعية لعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى، وذلك وبلا شك كما عهدنا عمان البلد الداعي للسلام والصداقة وهذا من أهم الأسباب التي جعلتني أزور السفينة كأول محطة أمر عليها ضمن فعاليات المهرجان خاصةً وأنها البلد العربي الوحيد المشارك بسفينة شراعية بغاية الروعة، وكان هناك مجموعة من التساؤلات من قبل الجمهور الفرنسي تمثلت في السؤال عن التاريخ البحري العماني وتاريخ بناء السفينة وكذلك مشاركة المرأة ضمن طاقم السفينة والسفينة وطاقمها وفرو فرصة كبيرة للإجابة على هذه الاستفسارات من الجمهور.
كما حدثتنا ايضاً نائب عريف بحري صفية بنت خميس اليعربية وهي إحدى المتدربات في سفينة (شباب عمان الثانية) قائلةً: (مشاركتي في السفينة لا توصف من جميع النواحي، حيث تعلمنا الكثير خلال هذه الرحلة التي امتدت للآن لما يزيد عن الخمسة وأربعين يوماً، والأهم هو ما نقدمه حالياً لزوار السفينة من معلومات وتفاصيل عن سلطنة عمان وما تزخر به البلاد من مقومات حضارية متطورة وتاريخ وإرث حضاري ضارب بالقدم.

سفينة مشروع «الأوركيد»

الجدير بالذكر أنه بناءً على التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - القاضية باستبدال سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) بسفينة شراعية أخرى، وقع معالي السيد الوزير المسوؤل عن شؤون الدفاع عقد اتفاقية الاستبدال صباح يوم الأربعاء الموافق 4 أبريل 2012م، وجاء استبدال سفينة شباب عُمان بسفينة شراعية حديثة دعما واستمراراً لدور السلطنة في مد جسور التواصل والصداقة مع الدول الشقيقة والصديقة، والتواجد العماني البحري في المحافل الدولية، وفي صباح يوم الخميس الموافق الثامن من مايو 2014م احتفلت البحرية السلطانية العمانية بتدشين وتسمية السفينة «شباب عمان الثانية» الجديدة، وذلك في مدينة فلشنج جنوب مملكة هولندا، وتمتاز سفينة شباب عُمان الثانية بالعديد من المواصفات التي تتميز بها عن سابقتها من خلال الطول، حيث يبلغ طول هذه السفينة سبعة وثمانين متراً وبذلك فهي أطول السفن من فئة (كليبر شيب) في حين كان طول سفينة شباب عمان السابقة اثنين وخمسين متراً، كما أن السفينة الجديدة مزودة بأشرعة رباعية الشكل حيث بنيت وفق تصميم السفن التجارية الشراعية السريعة التي انتشرت في القرن التاسع عشر مع الاستفادة من تقنيات القرن الحادي والعشرين، كما تبلغ مساحة هذه الأشرعة ألفين وسبعمائة متر مربع، وتتسع السفينة لإيواء عدد (36) متدرباً بالإضافة إلى طاقم السفينة الذي يبلغ عددهم (58) شخصاً، وهي تمتاز بسواري مرتفعة يصل طولها إلى اثنين وخمسين متراً كما أن بدنها مصنوع من الفولاذ.