دبي -ش
منذ عشرات السنين بدأت الشركات بممارسة التدريبات الصادرة والتي تضمنت استضافة أنشطة الحوافز والفعاليات خارج الدولة العاملة فيها بهدف بناء علاقات الموظفين والعمل الجماعي والتواصل بينهم وتعزيز ارتباطهم باستراتيجيات الشركة وأهدافها، وذلك من خلال تواجد الموظف والفريق الإداري في بيئة ممتعة. لذلك أصبح سفر رجال الأعمال الصادر يتحول بسرعة إلى جزء أساسي من استراتيجيات تدريب الشركات وبرامج الحوافز والتطوير، وخاصة بالنسبة للمنظمات في دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما أشار إليه العديد من المتحدثين في المؤتمر العربي لسياحة الأعمال التي اختتم أعماله مؤخراً.
يساعد في تنمية الموظفين
المؤتمر بنسخته الرابعة، والذي نظمته شركة «كيو ان اي انترناشونال»، في دبي ركز في الجلسات النقاشية المختلفة على سياحة الأعمال الفاخرة والسفر الصادر الفاخر من دول مجلس التعاون الخليجي، الجلسات النقاشية والحلقات قدمها العديد من الخبراء في مجالات الضيافة والسفر والسياحة والفنادق وتنظيم المؤتمرات وكبرى الشركات في المنطقة، وتبادلوا العديد من الأفكار حول مجمل هذا القطاع. وفي معرض حديثه عن التطورات في مجال صناعة المعارض والمؤتمرات قال رئيس معهد ايبسوس لاستشارات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند، كارثيك رامامورثي، «في الوقت الذي يعتبر فيه سفر رجال الأعمال قاعدة رئيسية للمنظمات في جميع أنحاء العالم، وخاصة المنظمات التي تمتلك مكاتب إقليمية وعالمية ومقرات رئيسية للمصانع فإنها تضيف بعداً جديداً لسفر رجال الأعمال الصادر، وذلك من خلال ايجاد برامج للتعلم على رأس العمل ومن خلال البرامج التدريبية المختصة بالمجال، وبذلك يصبح سفر الموظفين من أجل الأعمال من قبل المنظمة كحافز للعاملين، وهذا يساعد في تنمية الموظفين في دول مجلس التعاون الخليجي».
أوروبا الوجهة الأكثر شعبية
وأشار المحاضرون الرئيسيون في المؤتمر والمشاركين في الحلقات النقاشية إلى أن أوروبا لا تزال الوجهة الأكثر شعبية بالنسبة للمسافرين من رجال الأعمال من دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن كان هناك إجماع أيضاً على أن آسيا بما فيها هونغ كونغ والصين كانت قد اكتسبت شهرة لسفر الأعمال في الآونة الأخيرة.
أما بالنسبة للتحديات التي ناقشها المؤتمر، فقد أشار معظم المشاركين إلى قضية مشتركة تواجههم وهي الحصول على التأشيرات وضمان سهولة الحصول على الطعام الحلال في الوجهات المختارة، خاصة وأن الموظفين في المنطقة يتكونون من جنسيات مختلفة، لذلك يعتبر تأمين التأشيرات لجميع تلك الجنسيات من قبل الوجهة المخصصة للسفر في بعض الأحيان تحدياً.
عناصر مهمة
أما عن وجهة نظر الشركات السياحية فقال المدير العام لشركة الرستماني للسياحة والسفر، دانيال بونزو، « توافر الأماكن وتلبية توقعات تكلفة الإقامة بالنسبة للزبائن والقيام للتعديلات التشغيلية في اللحظات الأخيرة وتوفير واجهات تكنولوجية مثل التطبيقات، جميعها عناصر مهمة تمكن المسافرين من رجال الأعمال بمتابعة رحلتهم والتفاعل مع شركة السفر مباشرة من خلال أجهزتهم الخاصة، مثل الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي، وهي جميعها أيضاً من التحديات التي تعمل شركات السفر على توفيرها للمسافرين» وكما سيطرت البيئة الاقتصادية الحالية على كلمات المتحدثين خلال المؤتمر حيث قال معظمهم إن سفر الأعمال له ثقل كبير على البيئة الاقتصادية للشركات لذا تتم دراسته من قبل الشركة قبل اتخاذ القرار بسفر الموظفين.
علاقة خلاقة ومترابطة
وصرح ممثل رفيع المستوى من شركة تأمين رائدة قائلاً «على الرغم من ضرورة سفر الموظفين للأعمال إلا أنه يجب أن يوفر عائداً مادياً جيداً للشركة، لذلك يعتبر من الضروري أن تكون العلاقة بين موردين الأعمال والشركة علاقة خلاقة ومترابطة». كما قال مدير عام العمليات في شركة «كيو ان اي انترناشونال» المنظمة للمؤتمر، سيد ان سي، «إن المؤتمر الذي استمر لمدة يومين سلط الضوء على بعض التطورات المفاجئة والمثيرة للاهتمام فـي سـفر رجال الأعمال الصادر من دول مجلس التعاون الخليجـي. وقـد كان من الرائع أن نرى أن المشاركين انــدمجوا في تبادل صــريح للأفكــار والاتجـاهات والتحديات والتطورات الجديدة الخاصة بهذا المجال. ففي هذا العام اشرف المؤتمر على تنظيم قرابة 1500 اجتماع فردي بين الشركات لمناقشة الأعمال بينـها، بينـما وصل عدد الحضور والمشاركين إلى حوالي 300 شخص».