بدية عبر تاريخ في كتاب

مزاج الاثنين ٢٨/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٣٢ م
بدية عبر تاريخ في كتاب

مسقط- العمانية

عن مطبوعات المنتدى الأدبي صدر مطلع هذا العام 2016م كتاب بدية عبر التاريخ من إعداد وتحرير الشاعر والباحث العماني عوض اللويهي.
ويأتي هذا الكتاب توثيقا للأوراق البحثية التي ألقيت في الندوة التي أقامها المنتدى الأدبي بتاريخ 26-27 محرم 1434هـ الموافق 10-11 ديسمبر 2012م في ولاية بدية.
ويقع الكتاب في 282 صفحة من القطع الكبير ويضم بين دفتيه ست أوراق عمل وهي: ولاية بدية(الموقع والجغرافيا)، بدية منذ التأسيس وحتى التاريخ المعاصر، المعالم الأثرية في ولاية بدية، بدية في المصادر العربية والأجنبية، قداسة الفرح: دراسة في الفلكلور الشعبي في ولاية بدية، و بدية في عصر النهضة.
يقدم الباحث زاهر بن بدر الغسيني في بحثه (ولاية بدية الموقع والجغرافيا) رصدًا للأهمية التي يحتلها موقع بدية وما يمثله هذا الموقع من رأسمال طبيعي حيث تشكل ولاية بدية موقعًا وجغرافيا من كثبان رملية متناغمة على طول الولاية، وتعد بحكم موقعها الاستراتيجي وطبيعتها الجغرافية ومساحتها الشاسعة مما أسهم في التنوع والتباين الجغرافي لها وهذا مما ساهم في تميز الولاية إذ تمثل بوابة الصحراء في محافظة شمال الشرقية.
الباحث محمد بن سعيد بن عامر الحجري يستعرض أهم محطات تاريخ بدية في بحثه المعنون ب ( بدية منذ التأسيس حتى التاريخ المعاصر: أهم المحطات والأحداث والشخصيات التاريخية). ينطلق الباحث في بحثه هذا من قناعة مفادها "أن الحديث عن الشخصيات بعيدا عن سياق التاريخ وحركته سيفضي إلى كتابة سلسلة من التعريفات والتراجم المفردة والمنعزلة، وهو ما لا أتصور أنه أمر مناسب في ضوء قصور معرفتنا لهذا السياق، إذ نحن في أمس الحاجة إلى دراسة مكثفة وموجزة تضعنا أمام أهم المحطات والمنعطفات في تاريخ الولاية" ولأجل تحقيق هذا الهدف في أطاره العام عمد الباحث إلى رصد أهم محطات ومراحل تاريخ بديه وأحداثه المفصلية التي قد تبرز تلقائيا أهم الشخصيات الفاعلة فيها، وقد اعتمد الباحث في ذلك على المراجع التاريخية التقليدية، والدراسات التاريخية الحديثة، بجانب استقراء الوثائق التاريخية المتاحة واستنطاق التاريخ المروي.
المعالم الأثرية في ولاية بدية للدكتور حميد بن عامر بن سالم الحجري هي الورقة الثالثة في الكتاب. ينطلق الباحث للتثبت من تاريخ بدايات الاستقرار في بدية عبر منظورين، المنظور الأول من خلال استقراء نتائج البعثات الأثرية التي عملت في بدية بدءا من بعثة جامعة هارفارد الأمريكية في عام 1973م والبعثة البريطانية عام 1974م والبعثة الألمانية والبعثة الأوروبية المشتركة عام 1984م وبعثة جامعة برمنجهام.
أما المنظور الثاني فينطلق من دراسة أعمار الكثير من المعالم الأثرية في بدية من قلاع وحصون وأفلاج ويعتمد في ذلك على تقدير سلاسل النسب التي تصل منشئو تلك المعالم بأبنائهم المعاصرين.
الباحثة إبتسام بنت عبدالله الحجرية تدرس جوانبًا من الثقافة الشعبية في بدية عبر بحثها المعنون (قداسة لافرح: دراسة في الفلكلور الشعبي في ولاية بدية). تتكئ الباحثة في ورقتها على فهم مهم للفلكلور ويأتي هذا الفهم من كون الفلكلور أداة حاسمة ومهمة لقراءة ثقافة أي أمة من الأمم، حيث أنه هو من يظهر الجانب الأنثربولوجي لتلك الأمة، ومعتقداتها الذهنية والدينية، بمعنى إن الامة كانت تميل إلى الفرح والتفاؤل وليست أمة تعيسة ومتشائمة ومنقبضة. لذلك يعتبر الفلكلور الشعبي بمثابة البانوراما التسجيلية لفهم ثقافة أي أمة من الأمم.
الورقة البحثية السادسة في الكتاب حملت عنوان (بدية في عصر النهضة) وهي من إعداد د. محمد بن ناصر الحجري. حيث تقدم هذه الورقة صور التحولات التي طرأت على مجتمع بدية بالمقارنة بين ما كان عليه الحال في بدية قبل عصر النهضة وما أضحت عليه في فترة عصر النهضة وذلك عبر تجليات عدة من حيث الخدمات الحكومية التي تقدم في بدية في مجالات الإدارة العامة والعدل، ومجال الشرطة، والتربية والتعليم، ومجال الصحة، والمجال الاجتماعي ، ومجال الطرق، والمجال البلدي وموارد المياه، ومجال الخدمات الزراعية والبيطرية، ومجال التراث والثقافة، ومجال ترميم وصيانة الأفلاج.