يوم الخميس الماضي الموافق الحادي عشر من أبريل كان قائد نادي صور المعتصم المخيني يرفع وبكل فرح وفخر كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخ هذه النادي العريق بعد فوزه على منافسه فنجاء بهدفين مقابل هدف واحد معلناً حالة من الفرح والسعادة في ملعب المباراة. وهناك في الولاية صور التي عاشت ليلة زرقاء طال انتظارها أحد عشر عاماً.. استحق الصوراوية (نسبة للمدينة صور) هذا التتويج وهذه الفرحة قياساً بحجم التشجيع الذي قدّمه ابناء الولاية جميعاً لهذا النادي في مشواره بالنهائي والدعم المعنوي الكبير للفريق حيث كانت الفرحة في صور المدينة بتاريخها و«نواخذتها» وسفنها وشواطئها وكل مكوناتها.
لقد عاد الصوراويون من بعيد وعودتهم هذه كانت جميلة ومزدانة بالذهب حيث عادوا من العاصمة مسقط إلى ولايتهم العفية محمَّلين بأغلى الألقاب الكروية ليتمّ استقبالهم استقبال الأبطال في مسيرة كبيرة ليثبت أبناء الكيان الأزرق أنهم قد قلبوا الصفحة وأن صفحاتهم القادمة ستكون أكثر صفاءً بتعاونهم وقربهم من النادي.
ومن حق الصوراوية (نسبة لنادي صور) أن يفرحوا كثيراً بهذه الكأس الغالية التي جاءت بعد سنوات طويلة من الانتظار والتي سيتزيّن بها وبكل فخر مقر النادي في الفترة القادمة، وأقول: من حقهم لأن النادي بكبرياء الكبار والتاريخ تجاوز هذا الموسم محطات ومطبات كادت أن تذهب بالفريق إلى عوالم بعيدة.. محطات ثلاث كل واحدة أكبرُ من أختها وهناك رابعة لا تزال باقية وتحتاج لعمل وتكاتف وتعاون اكبر.. تجاوز صور أولاً عاصفته الإدارية حيث حكاية الاستقالات والانقسامات في مجلس الإدارة الذي عاد بعد ذلك بقوة ليكون صفاً واحداً من اجل الكيان.. ثم تجاوز صور ومحبوه تلك المحطة النفسية الأصعب المتمثلة في الخسارة التاريخية من جاره العروبة وما تبعها من أحداث قبل أن ينهض الفريق سريعاً ويصل إلى النهائي الكبير حيث كانت المحطة الثالثة بانتظاره وهي المحطة الفنية الصعبة بمواجهته لفريقٍ كبير وعريق يسعى للنجمة العاشرة وهو في حالة معنوية إيجابية بعودته إلى دوري عمانتل، وفِي هذه المباراة التي استمرت لأشواط إضافية تجاوز صور داخل الميدان تأخره بهدف ليسجل هدفين ويحقق العودة للواجهة من أوسع الأبواب.. محطات ثلاث إدارياً ونفسياً وفنياً ليس من السهل تجاوزها أو التعامل معها بهذه السرعة لكن مَنْ عَبَرَ البحار ووصل إلى موانئ الشرق والغرب وتجاوز كل الأهوال والعواصف قادر على تجاوز محطاته الكروية الصعبة والوصول لشواطئ الأمان وهذا ما حدث فعلاً للعميد كما يحلو لمحبيه تسميته.. إلا أن قدر الكبار لا ينتهي فبالرغم من فرحة الفوز باللقب التي سيعيشها الصوراويون هذه الأيام -وحُقَّ لهم ذلك على اعتبار أن الألقاب الكبيرة تصاحبها أفراح أكبر- إلا أن فرحتهم ستتوقف ليبدأ الأزرق تحدياً كبيراً من جديد فالفريق مدعو في الأيام القريبة القادمة للمحطة الرابعة الأصعب حيث جدلية البقاء في الدوري في آخر سبع جولاتٍ متبقية وهو الصراع الذي سيشتد بين أندية كثيرة، إلا أن صور اليوم سيكون منتشياً بالكأس الغالية التي من المفترض أن تدعمه بروح معنوية كبيرة لضمان موقع جيد بعيداً عن مرارة الهبوط التي يعرفها الصوراوين جيداً.. لا أريد أن استبق ما سيكون ولا أريد في المقابل أن أعكّر صفو الأجواء السعيدة للفريق الأزرق وأهله ولهم كل الحق في أن يعيشوا الأفراح ولياليهم الملاح فهم يستحقون ذلك ويستحقون بلا شك أن يكونوا في المقدمة.