مسقط - العمانية
احتفلت السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية اليوم بذكرى الإسراء والمعراج على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم تحت رعاية فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا وذلك بمقر كلية العلوم الشرعية بالخوير.
وألقى الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي المدير العام للوعظ والإرشاد بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية كلمة للوزارة قال فيها :إن " المحن كثيرة وآلام قاسية ومكابرة مصطنعة ومعاندة متكلفة، شكلت كلها مشاهد حية يسابق بعضها بعضا كي يتراجع محمد عن رسالته ويتقاصر عن دعوته إلى خالقه ويستسلم إلى واقع قوم يدفعون الحقائق بجهالتهم، ويردون المعجزات الظاهرةَ بشماتتهم، يفلت دعاء صادق وترتفع كف خاشعة إلى من بيده ملكوتُ كلِ شيء، ليركنَ إلى ذي القوة المتين في جلاله وعظمته، ويستعينَ بذي العزة في كبريائه وهيبته".
وأضاف ان رحلة الإسراء والمعراج عند البعض لا تزال ضربا من الخيال وصورة من المحال في زمان العلم والمعرفة والاكتشافات الكونية المذهلة، فما القول عند من لا يتصور خبرا ينقل إليه من ميل غير أن يكون نقلا مباشرا من ثقة أو عند من لا يتخيل تنقلا من بقعة إلى أخرى سوى أن يكون بمشقة وجهد وعناء، ثم كيف بخبر من رحل في ليلة واحدة من مكة إلى الأقصى بفلسطين ثم يعرج إلى السماء، لينبئ قومه صباحها بتفاصيل حادثته، فيزداد المؤمن إيمانا ويقينا وتصديقا " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون".
وبين أن العالم يشهد تطورات متسارعة ويعيش تقلبات أحداث متوالية تؤكد على حيرة الإنسانية واضطراب نظرتها إلى الحياة وخشيتها من مآلات المستقبل، وخوفها من مواجهة الحقيقة، والإقرار بالحقائق الكونية والتاريخية المستقرة، لتتكشف الأيام عن ذوي المواقف الثابتة والآراء اليقينية الراسخة التي لا تجامل في الحق الثابت، ولا تجاري في المبادئ والمسلمات، إدراكا منها بأن الثبات مقدمة لا محيص عنها لتحقيق النصر وبلوغ الأهداف والغايات، وأن الضعف لا يعني الاستسلام والاستكانة والرضا بواقع الحال، وأن من حكمة الله في عباده الصابرين إبدالهم بالعسر يسرا وبالشدة فرجا وبالضعف قوة وعزما لتسكن نفوسهم وتطمئن قلوبهم يقينا بوعد الله.
واختتم الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي كلمته: " تغتنم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ظلال هذه المناسبة المباركة لترفع أسمى تهنئة وأعطرها للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - داعين الله تعالى أن ينعم عليه بالصحة الدائمة وأن يلبسه أثواب العافية وأن يعيد عليه هذه المناسبة بكل يمن ومسرة ونسأل الله أن يعيد هذه المناسبة على الشعب العماني المسلم ووطننا العزيز عمان والأمة الإسلامية جمعاء وهي تنعم في ظلال الأمن والإيمان وتتفيأ مظلة السلم والإسلام وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه." واشتمل الحفل على إلقاء قصيدة شعرية بعنوان "إسراء أمة" للشاعر زاهر بن سعيد السابقي وعرض مرئي عن الإسراء والمعراج حول "خطاب الى العقل" بالإضافة إلى نشيد للمنشد بدر بن ناصر الحارثي.