
أبوظبي – ش
هل حلمت أن تزور متحف اللوفر في في العاصمة الفرنسية باريس؟ ، أو متحف تيم لاب فينومينا في اليابان؟ ، أو حتي متحف جوجنهايم في نيويورك؟، وهل فكرت كم سيكلفك هذا؟ وكم ستحتاج من المال والسفر والوقت والجهد لقطع ليس عدد من الدول بل عدد من قارات العالم .. وهل تخيلت أنه يمكنك أن تقوم بكل ذلك خلال ساعات بل وعلى بعد مترات .. لقد نجحت العاصمة الإماراتية أبوظبي في توفير كل ذلك وضم كل ذلك في منطقة واحدة، إنها المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات بأبوظبي .. فبحسب تقرير بثته "سي إن إن " بالعربية ، وأكدت فيه " أنه مع اقتراب اكتمال المنطقة الثقافية المنتظرة في قلب جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، سيتمكن الزائر من السير بين كل هذه المتاحف العالمية مشيا على الأقدام." كل هذه بجانب العديد من المتاحف الوطنية الشهيرة مثل: متحف زايد الوطني، و متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي.
يقول محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: "هناك العديد من الأماكن حول العالم التي تمتلك مؤسسات ثقافية رائعة؛ العديد منها أقدم من هذه. لكنني أعتقد أن قرب هذه المؤسسات من بعضها البعض هو ما يجعل هذا المشروع مميزًا للغاية".
ويضيف المبارك أن المشروع يُجري تجارب على شبكة من "الممرات الباردة"، التي تعتمد تقنيات تظليل طبيعية، لتمكين الزوار من التنقل سيرًا على الأقدام بين المتاحف والمواقع الثقافية.
يُعد هذا المجمّع المتحفي، الذي تبلغ مساحته 2.43 كيلومتر مربع، وتُقدّر تكلفته بمليارات الدولارات، أحد أكبر الاستثمارات الثقافية من نوعها في العالم، ومن المتوقع أن يتولى تصميمه "نجوم العمارة" مثل جان نوفيل، وفرانك جيري، ونورمان فوستر، ما يُشكل عامل جذب بحد ذاته، بالإضافة إلى الأعمال الفنية التي يحتويها.
من جانبه، يصف الدكتور بيتر ماجي، وهو مدير متحف زايد الوطني الذي لا يزال قيد الإنشاء، المنطقة بأنها "كوكبة من النجوم" تُضيء تاريخ وثقافة وفنون المنطقة.
تأمل أبوظبي أن يصبح هذا المجمّع، الذي تزيد مساحته عن 1.7 مليون قدم مربع موزعة على مؤسساته الخمس الرئيسية، وجهة سياحية عالمية مرموقة على غرار "منطقة ويست كولون الثقافية" في هونغ كونغ التي تمتد على مساحة 98 فدانًا (40 هكتارًا)، و"جزيرة المتاحف" في برلين التي تمتد على مساحة 21 فدانًا (8.6 هكتارًا).
مع استعداد عدد من المتاحف لفتح أبوابها في وقت لاحق من هذا العام، إليكم نظرة " سي إن إن " على أبرز ما يمكنك مشاهدته أو فعله بالمنطقة الثقافية في السعديات.
متحف زايد الوطني
سُمِّي متحف زايد الوطني ، تمينًا باسم الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد صُمِّم من قبل شركة "فوستر + بارتنرز"، حيث سيعرض التاريخ والثقافة الإماراتية عبر 6 قاعات داخلية دائمة.
من المقرر افتتاحه في أواخر العام الجاري، حيث سيأخذ الزوار في رحلة عبر 300,000 عام من التاريخ المحلي والإقليمي، بما في ذلك تطوّر المشهد الصحراوي الفريد في البلاد، واستيطان الأجداد البدو، ودور دولة الإمارات كمركز عالمي للتجارة.
متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي
سيضم متحف التاريخ الطبيعي، معارض عن الجيولوجيا القديمة والديناصورات
يستعرض متحف أبوظبي العلمي قصة الكون الممتدة على مدار 13.8 مليار سنة، ويضم مركزًا للأبحاث. عند افتتاحه في وقت لاحق من هذا العام، سيكون المتحف الذي تبلغ مساحته 35 ألف متر مربع الأكبر من نوعه في المنطقة.
تتمثل أبرز معروضات المتحف في "ستان"، أي هيكل التيرانوصور الأكثر اكتمالاً في العالم، والذي تم شراؤه مقابل 31.8 مليون دولار في عام 2020.
يُعد "Stan" (ستان)، أي الهيكل العظمي الأكثر اكتمالًا في العالم للديناصور "تيرانوصور"، من أبرز معروضاته، وقد تم شراؤه مقابل 31.8 مليون دولار في عام 2020.
ستُعرض هذه الحفرية التي يبلغ عمرها 67 مليون سنة إلى جانب نيزك "مورشيسون" الذي سقط في أستراليا خلال ستينيات القرن الماضي، ويحتوي على مركبات عضوية لم يتم التعرف عليها من قبل على كوكب الأرض، بالإضافة إلى "حبيبات ما قبل الشمس" التي تكوّنت قبل وجود شمسنا الحالية، وتُعد حتى الآن أقدم مادة مكتشفة على كوكب الأرض.
متحف اللوفر أبوظبي
افتُتح متحف اللوفر أبوظبي في عام 2017، وهو أول فرع دولي للمتحف الفرنسي الشهير. يضم المتحف 23 صالة عرض تعرض مجموعة متنوعة من الأعمال، بدءًا من التماثيل المصرية القديمة، مرورًا بروائع عصر النهضة الإيطالية، وصولاً إلى لوحات التجريد في القرن العشرين.
تشمل المجموعة أيضًا عددًا من الأعمال ذات الأهمية الإقليمية، منها سوار ذهبي من الشرق الأوسط يعود إلى ثلاثة آلاف عام، وأقدم صورة فوتوغرافية معروفة لامرأة مسلمة محجّبة.
وقد صُمم المتحف من قبل المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، الحائز على جائزة "بريتزكر"، وأصبح أيقونة معمارية في أبوظبي، بفضل قبته ذات الأنماط الهندسية المستوحاة من عناصر العمارة الإسلامية.
"تيم لاب فينومينا" أبوظبي
افتتحت مجموعة "تيم لاب" الفنية متحفًا في أبوظبي، ويضم 25 عملًا رقميًا تفاعليا، من بينها "نظام عفوي من الفوضى"، وهو عرض دوّار يتكوّن من ضربات من الضوء الملون.
افتتح التجمع الفني الياباني "تيم لاب" أول تجربة فنية رقمية تفاعلية له في دولة الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من هذا العام، وذلك من خلال "تيم لاب فينومينا" بالمنطقة الثقافية في السعديات.
صُمم المبنى، الذي تبلغ مساحته 17 ألف متر مربع ويشبه الغيمة، بالتعاون مع شركة "MZ Architects" الإماراتية في أبوظبي. يُعد هذا الموقع الأكبر حتى الآن لـ "تيم لاب"، ويضم 25 تركيبًا فنيًا تمزج بين العلم، والفن، والتكنولوجيا.
تدمج معروضات تيم لاب فينومينا أبوظبي بين العلم والفن والتكنولوجيا، مثل معرض "أكوان مصغرة عائمة" في منطقة المياه من المتحف، الذي يتفاعل بالضوء والصوت مع حركات الزوار.
على سبيل المثال، تتواجد منحوتات بيضاوية الشكل غير مثبتة في مياه تصل إلى الكاحل، بمعرض "عوالم صغيرة عائمة"، في القسم "المائي" بالمتحف. وبينما يخوض الزوار في المياه، تتلاطم الأمواج، فتُسقط المنحوتات وتُغير صوتها ولونها، مُحدثةً تجارب لمسية فريدة.
متحف جوجنهايم أبوظبي
افتُتح متحف "سولومون آر جوجنهايم" لأول مرة بنيويورك في عام 1959 بمبنى رائد من تصميم المهندس المعماري الشهير فرانك لويد رايت. واليوم، يتمتع المتحف بفروع في بلباو والبندقية، وقريبًا جدًا في أبوظبي.
يركز متحف جوجنهايم أبوظبي على الأعمال الفنية التي أُنتجت منذ ستينيات القرن الماضي، وسيُبرز بشكل خاص فنون غرب آسيا وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، كما سيكلّف فنانين بإنتاج أعمال أصلية لعرضها في قاعاته الواسعة. وسيعرض المتحف مجموعة الفن المعاصر في مبنى تجريبي من تصميم المهندس المعماري الأمريكي فرانك جيري، حيث من المتوقع الانتهاء من أعمال البناء بحلول نهاية عام 2025.