فيينا - عواصم – ش
ذكرت وزارة الداخلية النمساوية امس الأحد أن طائرة متجهة إلى لندن أضطرت إلى عدم الإقلاع من فيينا بعد أن قالت امرأة من الركاب إنها تشتبه بأن الرجل الذي يجلس بجانبها يرتبط بتنظيم داعش .
وكان من المقرر أن تقلع الطائرة التابعة لشركة إيزي جيت ظهر أمس الاول السبت ، ولكنها منعت من الإقلاع عندما قالت المرأة أن الرجل العراقي الذي يجلس بجانبها لديه رسائل ترتبط بتنظيم داعش على هاتفه المحمول.
وذكرت وكالة الأنباء النمساوية أنه لم يتم تأكيد الشكوك .
وقام رجال الأمن في البداية بإنزال الرجل العراقي من الطائرة قبل إخلائها بالكامل وتفتيشها ، فيم تم مسح الأمتعة بالأشعة السينية. ولم تعثر السلطات على أي شيء مثير للشبهات.
وفي النهاية أقلعت الطائرة متأخرة ثلاث ساعات عن موعدها بدون المرأة والرجل العراقي اللذان خضعا للاستجواب من قبل رجال الأمن . كما تم فحص الهاتف المحمول.
ولم يتأكد بعد وجود صلة بين الرجل ،الذي قال إنه طالب في لندن، وبين تنظيم داعش.
الطائرات ..أهداف داعش
لا يتوقف "داعش" عن إدهاش العالم بأساليبه الجنونية، فبعدما فتك بالبشر ودك الحجر، لم يعد يكتف بساحة المعركة ليثبت فظائع جرائمه، فالسماء أيضا لم تنج منه وباتت في مرمى أهدافه.
إذ يسعى خبراء الأسلحة لدى تنظيم داعش إلى تطوير أسلحة قادرة على إسقاط طائرات الركاب المدنية، وفق ما ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية.
وتظهر لقطات بثت أن مسلحين من داعش في مدينة الرقة، معقل التنظيم، وهم يطورون بطارية حرارية محلية الصنع، على أن تستخدم في صواريخ أرض- جو، في حين قال خبراء إن هذه الأسلحة كانت بيد الجماعات الإرهابية لعقود، بيد أن تخزينها وتطوير البطارية الحرارية التي تعد ركنا أساسيا لتشغيل الصاروخ، هو في الواقع أمر بالغ الصعوبة والتعقيد.
وتظهر لقطات الفيديو أيضا مسلحين وهم يستخدمون تماثيل على شكل إنسان، بها أنظمة تنتج حرارة تعادل حرارة جسم البشر، ما يسمح للمركبات بالإفلات من أجهزة المسح الضوئي الأمنية المتطورة، وشن هجمات بالقنابل على أهداف عالية المستوى.
قلق يجتاح العالم
أشار المختص في الشؤون الدفاعية كيم سينغوبتا، إلى أنّ "بعدما دخلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في أفغانستان عام 2001، أثيرَت مخاوف من أنّ صواريخ ستينغر التي قدّمها الأميركيون إلى المجاهدين الأفغان لإسقاط الطائرات الروسية، قد تستخدمها طالبان ضد القوات الغربية". بيد أن مسلحي طالبان عجزوا عن ايجاد وسيلة لأعادة تفعيل بطاريات هذه الصواريخ ذات الزمن المحدود.
والاستشهاد بهذا المعطى التاريخي أراد منه المختص التحذير من نجاح خبراء تنظيم داعش بتطوير عملية تمكنه من استبدال هذه البطاريات، وما سيثيره من مخاوف كبرى.
ويخشى الآن في ظل توفر هذا النوع من البطاريات، أن يتمكن "داعش" من إعادة تشغيل آلاف الصواريخ التي أصبحت خارجة عن الخدمة، ويشار إلى أن الصواريخ الظاهرة في اللقطات قد تكون دقيقة بنسبة 99 بالمئة بمجرد أن توجه نحو أهدافها.
هذه المخاوف ليست بالجديدة، إذ سبق وأن حذرت تقارير استخباراتية من استخدام تنظيم داعش لمعدات عسكرية غربية مهجورة أو قديمة العهد في عام 2014، على خلفية حيازته لمركبات وأسلحة نارية وحتى صواريخ من الجيش العراقي، خلال تقدمه في الأراضي العراقية.
إسقاط الطائرات
استعان تنظيم داعش الإرهابي بعلماء وخبراء أسلحة من الغرب في تخطيطه لمعاودة شن هجمات مروعة داخل أوروبا.
وذكرت "سكاي نيوز" أنها حصلت على صور حصرية تظهر تطوير التنظيم المتطرف نظاما قادرا على استهداف ركاب الطائرات المدنية والعسكرية.
وأنتجت داعش بطارية حرارية في الرقة لأجل الاستخدام في صواريخ أرض - جو، وهو أمر لم يكن واردا، بالنظر إلى غياب بنية عسكرية في المناطق التي يسيطر عليها بسوريا.
ويشكل اكتساب داعش قدرة على استهداف الطائرات تطورا مثيرا، بالنظر إلى دقة النظام الذي طوره والذي يصيب أهدافه من الطائرات بنسبة 99%.
واستطاع خبراء داعش أن يطوروا سيارات مفخخة بمثابة قنابل متحركة، لتوجيهها عن بعد صوب الهداف المراد تفجيرها.
وحذر عدد من خبراء الاستخبارات من إقدام تنظيم "داعش" على استخدام طائرات بدون طيار في الهجوم على عدد من الفعاليات الرياضية الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة.
ويعتقد عدد من المحللين في مركز "أوبن بريفينج" للأبحاث، أن التنظيم يمكنه استخدام سرب من الطائرات بدون طيار، والتي تتسم برخص ثمنها والقدرة على الحصول عليها بسهولة في مهاجمة حشود ضخمة في مناطق مفتوحة.
وأضاف المحللون أن مثل هذا الهجوم قد تنفذه خلايا نائمة تابعة للتنظيم في أوروبا أو الولايات المتحدة، أو أشخاص يعملون بنظام "الذئاب المنفردة" وهم ممن تعرضوا لغسيل مخ على يد التنظيم الإرهابي.
وقال كريس أبوت الرئيس التنفيذي لمركز "أوبن بريفنج"، إن "داعش يستخدم بالفعل طائرات بدون طيار في العراق وسوريا لجمع المعلومات الاستخباراتية، وهو أمر ناجح تماما في ساحات المعارك".
وأضاف أبوت، "إنهم في منافسة مباشرة الآن مع تنظيم القاعدة، وهم في حاجة ماسة لشن هجوم ضخم يوقع عددا كبيرا من الضحايا على أهداف غربية".
وأوضح أنه نظرا للتطور التكنولوجي الذي يتسم به تنظيم "داعش"، فإنه قد يزود الطائرات بدون طيار بكاميرات لتصوير الهجمات قبل وقوعها.
وقام فريق أبوت باستعراض عدد كبير من الطائرات الصغيرة الحجم بدون طيار المتاحة في الأسواق وتحليل التهديدات المحتمل قيام هذه الطائرات بها.
ووفقاً لصحيفة ديلي ميل البريطانية، يرى أبوت، أنه لا توجد أي تدابير في أية دولة حول العالم يمكنها منع مثل تلك الهجمات، وأن مواجهة هذه الهجمات تبدأ بتنظيم وتقييد من يمكنه امتلاك مثل هذه الطائرات.
وأشار إلى أن الطائرة بدون طيار يمكنها حمل حوالي 10 كيلوغرامات من المتفجرات أو الأحزمة الناسفة، وأنها يمكن أن تمثل هجوما قاتلا إذا ما وجهت إلى هدف سياسي.
إسقاط طائرة
في اكتوبر الفائت أعلن تنظيم داعش "ولاية سيناء" إسقاط طائرة الركاب الروسية التي تحطمت جنوب العريش. وقال التنظيم في بيان على "تويتر" لم يتم التأكد من صحته إن إسقاط الطائرة جاء رداً على الغارات الروسية في سوريا. وفي أول تعليق روسي قال وزير النقل إن "الادعاء بأن الإرهابيين سبب تحطم الطائرة لا يمكن اعتباره دقيقاً"، كلام مماثل صدر عن مسؤول مصري لمراسل الميادين.
وتشهد المنطقة التي سقطت فيها الطائرة تواجداً للجماعات الإرهابية المسلحة التي يحاربها الجيش المصري مما يجعل فرضية العمل الإرهابي احتمالاً غير مستبعد وفق بعض المراقبين.
وكانت أعلنت القاهرة تحطم طائرة ركاب مدنية روسية فوق سيناء ومصرع جميع ركابها حيث بدأت التحقيقات من أجل معرفة سبب سقوطها وفي هذا الإطار أذن المدعي العام المصري للحكومة الروسية إرسال فرق للمشاركة في التحقيقات. وفيما نقلت وسائل إعلام مصرية عن مصدر مسؤول أن الطائرة سقطت نتيجة عطل فني في محركاتها أكد وزير الطيران المدني أنه من المبكر جداً تحديد سبب تحطم الطائرة الروسية.
وكان برج المراقبة في مطار شرم الشيخ فقد الاتصال بالطائرة التي كانت تقل 224 شخصاً بين ركاب وأفراد الطاقم بعد 23 دقيقة على إقلاعها من مطار شرم الشيخ متوجهة إلى سان بطرسبورغ. والطائرة المنكوبة هي من طراز "إيرباص ٣٢١" وتعود لشركة الطيران "كوغاليم آفيا" الروسية.