"الصحة" تحتفل باستلام مركز التعافي لعلاج الإدمان بصحار

بلادنا الخميس ٢١/مارس/٢٠١٩ ٠٢:١٩ ص
"الصحة" تحتفل باستلام مركز التعافي لعلاج الإدمان بصحار

مسقط- ش
عبر وزير الصحة معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي عن سعادته بافتتاح مركز علاج وتأهـيل الإدمان بمحافظة شمال الباطنة "مركز التعافي" الذي سوف يكون مركزا متخصصا لتأهيل وعلاج متعاطي ومدمني المخدرات بالمحافظة، والذي جاء بشراكة بين وزارة الصحة وبلدية صحار والقطاع الخاص ممثلا في مؤسسة جسور التي كانت هي الداعم ماديا لهذا المشروع الحيوي.
وقال معاليه: إن مشكلة المخدرات على المستوى العالمي هي للأسف الشديد في ازدياد، حيث بلغت النسبة في السلطنة من 2004 وحتى 2018 أكثر من 6400 للأفراد الذين تم تسجيلهم للعلاج من الإدمان وليس للمتعاطين لها، وتلك حقا أرقام مزعجة جدا.
وأضاف معالي الوزير: نتمنى أن يساهم هذا المركز في العناية بالمدمنين من المخدرات وتقليل نسبة المصابين بالأمراض المعدية على المستوى المجتمعي، ونشكر مؤسسة جسور والشركات الداعمة والمساهمة والقائمين بوزارة الصحة على تنفيذ هذا المشروع.
جاء تصريح معاليه عقب رعايته استلام مشروع مركز علاج وتأهـيل الإدمان بمحافظة شمال الباطنة "مركز التعافي" صباح أمس الأربعاء، الـذي جاء تنفيذه بتمويل من مؤسسة جـسور، وبحضور محافظ شمال الباطنة سعادة الشـيخ مهنا بن سيف اللمكي وأصحاب السعادة أعضاء اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، وعدد من المسؤولين بمؤسسة جسور.

إضافة بارزة للخدمات الصحية
وألقى الاستشاري الأول مقـرر اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية الدكتور محمود بن زاهر العبري كلمة أكد خلالها بأن مركز التعافي سيكون إضافة بارزة إلى الخدمات الصحية والاجتماعية المتخصصة في هذا المجال وخاصة مع تنامي ظاهرة تعاطي وإدمان المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بين الشباب في مختلف محافظات السلطنة، حيث بلغ عدد الحالات المقيدة في السجل الوطني للإدمان (6453) حتى نهاية 2018.
وقال العبري: جاءت محافظة شمال الباطنة في المرتبة الثانية بعد محافظة مسقط بنسبة 15% من العدد الكلي لتلك الحالات، علما بان هذا العدد يمثل الحالات التي تقدمت لطلب العلاج فقط، ولا يعكس حجم المشكلة الحقيقي للتعاطي والإدمان في السلطنة، ناهيك عن وجود بعض المؤشرات الخطيرة التي تستوجب على الجميع الوقوف عندها والتعاون مع الجهات المعنية في دعم البرامج والمشاريع العلاجية والبحوث والدراسات في هذا المجال حتى يتم الحد من انتشار هذه الظاهرة.
وأوضح مقـرر اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية بأن تلك المؤشرات تتمثل في شيوع التعاطي عن طريق الحقن لمواد شديدة الإدمان، وتعاطي أكثر من مادة في نفس الوقت مما يضاعف خطورة الإصابة بالأمراض الفيروسية المعدية وانتشارها والتعرض للوفاة بجرعة زائدة، علاوة على زيادة عدد حالات التعاطي والإدمان المسجلة بين فئة المراهقين الذين يحتاجون إلى برامج خاصة لتعزيز دافعيتهم وتأهيلهم نفسيا واجتماعيا ومهنيا، إضافة إلى زيادة عدد حالات التعاطي بين فئة النساء ما يؤثر سلبا على بناء الأسرة وتماسكها، وارتفاع نسبة الانتكاسة لدى المتعافين لندرة البرامج والخدمات الداعمة لهذه الفئة في المجتمع.
ثم عرج العبري في كلمته إلى الحديث بالتفصيل عن الجهود التي تقوم بها اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية والوزارات والجهات المعنية لمحاربة آفة المخدرات والمؤثرات العقلية التي أدت إلى وضع وتبني الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، وكذلك مراجعة وتحديث وانجاز عدد من القوانين والأنظمة واللوائح الخاصة بمجال المخدرات، فضلا عن جهود اللجنة فيما يتعلق بالتوعية والوقاية والعلاج والتأهيل.

مساهمة مؤسسة "جسور"
من جانبه قال القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة جسور الفاضل عمر بن محمد العبري: إن مؤسسة جسور تدرك أهمية الشراكة الحقيقية مع القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني، كونها تعد الركائز الثلاث المهمة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة من خلال تنفيذ مبادراتها المستمرة في المجتمع المحلي، لذلك فإن مؤسسة جسور تعكس ترجمة واضحة لالتزام مؤسسيها بمسؤولياتهم تجاه المجتمع في تنفيذ مبادراتهم ومشاريعهم المختلفة تحقيقاً للتنمية المستدامـة.
وأضاف العبري: أن مشروع مركز علاج وتأهيل الإدمان بمحافظة شمال الباطنة أتى تنفيذه نتيجة إيمان مؤسسة جسور والشركات المؤسسة والراعية لها بأهمية الالتفات لقضية التأهيل من الإدمان بمختلف أنواعه، والمساهمة في أن تنال هذه الشريحة ما تستحقه من اهتمام ورعاية وتأهيل، وتدرك حجم الإضافة التي سيحققها المركز لخدمة أبناء الوطن من ذوي العلاقة، حيث أن هذا المركز تم تشييده وفق الاحتياجات الفعلية للمجتمع، ليكون مكملا لدور وزارة الصحة وجهودها الرامية إلى تعزيز الخدمات التأهيلية بالنسبة لهم.
وأشار القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة جسور إلى أن جسور والشركات المؤسسة أوربك وفالي وصحار ألمنيوم أنشئت المركز بتكلفة بلغت 1,611,000 مليون وستة مائة وإحدى عشر ألف ريالاً عمانياً، على مساحة بناء بلغت 39687 مترا مربعا، حيث راعى تصميمه البرامج التأهيلية الفردية والجماعية المعتمدة لكافة الأشخاص ذوي العلاقة المستفيدة من خدمات المركز، الذي يمتلك العديد من الأنشطة والبرامج التأهيلية، مستوعبا أكثر من 48 حاله، في حين أن الطاقة الاستيعابية للمركز تصل إلى 2393 متعافيا سنويا، ومجهزا بعيادة لإزالة السموم، وعدد اثنتان من وحدات التعافي يوجد بهما 40 سريرا للتعافي، ومبنى للإدارة يستخدم كقاعة وقاعة تدريب واجتماعات وغرفة للاستشارات، للتعامل بجدارة مع كل حالات التعافي وفق أهدافها وبرامجها المعتمدة من قبل الصحة.
وقدم عمر العبري شكره للشركات وللجهات ولأفراد المجتمع الذين كان لمساهمتهم الأثر الايجابي في انجاز المشروع.
بعدها تم تقديم عرض مرئي عن مشروع مركز علاج وتأهيل الإدمان بمحافظة شمال الباطنـة "مركز التعافي". ليتم بعدها تسليم مبنى المركز من قبل مؤسسة جسور رسميا لوزارة الصحة.
في الختام قام وزير الصحة معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي بتكريم الجهات التي ساهمت في إنجاح المشروع.