نجاح رائع لملتقى أصايل الخيل والإبل والتراث بإبراء

مؤشر الأحد ٢٤/فبراير/٢٠١٩ ٠٥:٣٥ ص
نجاح رائع لملتقى أصايل الخيل والإبل والتراث بإبراء

ابراء - ش
احتضنت قرية الثابتي بولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية وعلى مدى يومين متواصلين ملتقى اصايل الخيل والإبل والتراث بولاية إبراء وذلك برعاية صاحب السمو السيد فهر بن فاتك بن فهر آل سعيد بحضور سعادة الشيخ حمد بن سالم بن سيف الأغبري والي إبراء وعدد من اصحاب السعادة الولاة واعضاء مجلس الشورى ومشايخ واعيان الولاية والمسؤولين الحكوميين ومحبي رياضتي الفروسية والهجن، حيث شهد مركاض الثابتي بمشاركة اكثر من 200 رأس من الخيل والهجن بالاضافة الى فرق الفنون الشعبية كما صاحب الملتقى اقامة امسية شعرية بمشاركة مجموعة من شعراء السلطنة وتأتي اقامة هذا الملتقى بالتعاون مع مكتب والي ابراء ودائرة الشؤون الرياضية بشمال الشرقية ونادي زاد الراكب للفروسية (قيد الإشهار) بولاية ابراء ويهدف الملتقى الى إثراء الجانب التراثي من خلال المحافظة على مجموعة من الموروثات الهامة التي يمتلكها المجتمع من بينها سباقات العرضة للخيل والإبل وكذلك الفنون الشعبية وحث الشباب على التمسك بها ونقلها من جيل لآخر، ويأتي هذا الملتقى بدعم من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال والشركة العمانية الهندية للسماد ومصفاة الدقم.

الاستقبال
بدأ الحفل باستقبال راعي الحفل بمرافقة كوكبة من الفرسان والفارسات المشاركين حاملين إعلام السلطنة وذلك من دوار قرية الثابتي وصولا الى منصة راعي المناسبة مرورا بالميدان المخصص للاستعراض.

الترحيب والاستئذان
ومن ثم تم الترحيب براعي الحفل والضيوف والاستئذان بانطلاقة الملتقى من خلال مجموعة من الفرسان وقد أعطى راعي المناسبة إشارة بدء الاحتفال لتنطلق بعدها الفقرات المتنوعة للحفل حيث أدت الخيل والهجن التحية لراعي المناسبة والحضور.

دخول المشاركين
بعدها دخل المشاركون في استعراض جميل يعكس مدى أصالة التراث العماني المجيد في لوحة زاهية تتزين بتمسك العماني بإرثه الخالد من خلال الفرق المشاركة للفنون الشعبية ومن ثم الخيل وبعدها الهجن.

الشعر على صهوات الجياد
ثم قدمت القصائد الشعرية على صهوات الجياد حيث قدم الشاعر سليمان بن خميس البلوشي والمعروف بولد خمسات قصيدة شعرية معبرة عن هذه المناسبة وهو على ظهر جياده نالت استحسان جميع الحضور.

تحوريب الخيل
ومن ثم قدم فرسان السلطنة فن تحوريب الخيل مرددين عبارات الفخر والاعتزاز برياضتهم التليدة مفاخرين بتمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم المجيدة صادحين بأبياتهم الشعرية والتي تنتهي بتكبيرة، حيث يعتبر فن التحوريب جزءا لا يتجزأ من رياضات الخيل التقليدية وعرضة الخيل لانها تعكس استعراض وتسخين للخيل قبل انطلاق ركضة العرضة، حيث شكل الفرسان حلقة بيضاوية على الميدان وهو يروسون بخيلهم.

عرضة الهجن
ثم بدأت عرضة الهجن لعدد من الإبل المشاركة من خلال استعراض ثنائي جميل وراقي في خط متوازي حيث قدم بعض الهجانة استعراضات راقية من خلال الوقوف على ظهر جمالهم وهي ترتدي كامل زينتها التقليدية المعروفة لدى عشاقها والمهتمين بها.

عرضة الخيل
بعدها بدأت الاثارة والتشويق لركض عرضة الخيل وهو فن اساس في هذه الرياضة ويحرص جميع الفرسان على المشاركة فيها لما لها من أهمية ومكانة خاصة لدى الفرسان المشاركين كونها تمثل قمة المهارة التي يمتلكها الفارس والتي ينطلق من خلالها فارسان في سباق ثنائي بسرعة فائقة حيث يلتقيان في نقطة معينة بعد الانطلاق ويضع كل واحد منهما يده على امتداد كتفي الآخر خلف منطقة العنق ويمسكه جيدا بينما يقوم بمسك زمام فرسه باليد الأخرى وهم يظهرون بعض الحركات والمهارات الاستعراضية التي لا تكاد تخلو من المغامرة والمخاطرة كالوقوف على ظهر الخيل وهي تعدو حيث يعتبر ركض عرضة الخيل من الفنون التقليدية التي يمارسها الفرسان في شتى المناسبات والأعياد المختلفة نظرا لاشتهار السلطنة بها حيث اظهر الفرسان المشاركون مهارات إبداعية نالت اندهاش وإعجاب الحضور من خلال الوقوف على ظهر الخيل بكل إتقان وحرفية حتى أن بعض الفرسان العمانيين كانوا يقفون على ظهر الخيل برجل واحدة وبعضهم يقف على خيلين بسرعة فائقة مما عزز بثقتهم وقدراتهم لتقديم أفضل الاستعراضات وان دل هذا فإنما يدل على قدرات الفارس العماني وإمكانياته الكبيرة في التعامل مع الخيل وفنون الفروسية المختلفة.
مشاركة الفارسات
الفارسة العمانية كانت متواجدة ومشاركة في هذا الحدث جنباً على جنب مع شقيقها الفارس في لوحة جمالية اضافت جمالا ورونقا للملتقى حيث تزينت الفارسة العمانية بزيها التقليدي الجميل وشاركت في الاستعراضات التي اقيمت بكل حرفية وإتقان وفخر وقدمت استعراض رائع عكس مدى برعاتها في مهارات الفروسية.

التقاط الأوتاد
ولان رياضة التقاط الاوتاد من الرياضات التي تعتبر اساسا رياضة تقليدية في عالم الفروسية قبل ان تصبح رياضة عالمية فقد استعراض رسان رياضات التقليدية بخيولهم فن مهارة التقاط الاوتاد للفرق والتتابع والفردي في مشهد جميل يعكس تمكن الفارس العماني من مهارة التقاط الوتد.

ترويض الخيل والهجن
لوحة جميلة جمعت وجهي العملة الواحدة الفروسية والهجن في مكان واحد من خلال ترويض الفران لخيولهم وترويض الهجانة لإبلهم في مشهد مهيب يدل على مهارة العماني في التعامل مع هذين المخلوقين حيث تمكنوا من ترويضها بصورة رائعة فمن خلال بعض الاوامر تقوم الخيل والهجن بأداء التحية والجلوس والنوم وغيرها من الحركات الاخرى التي ابهرت بشكل غير مسبوق جميع الحضور.

التكريم والهدايا التذكارية
بعدها قام راعي المناسبة بتكريم المشاركين والمتعاونين في انجاح الحدث كما قدم سعادة الشيخ حمد بن سالم بن سيف الأغبري والي إبراء والشيخ ياسر بن حمود الكندي المشرف العام على الملتقى هدية تذكارية معبرة لراعي الحفل، ومن ثم تم التقاط صورة جماعية مع راعي الحفل.

الأمسية الشعرية

كما أقيمت أمسية شعرية تركز على الشعر النبطي وهو الشعبي الذي يتحدث عن الخيل والهجن والتراث من خلال فن الميدان والونة والعازي وبعض القصائد الأخرى المعبرة وشارك في هذه الأمسية مجموعة من الشعراء المعروفين على مستوى الشرقية بصفة خاصة والسلطنة بصفة عامة على أمل ان يكون لها الحضور الكبير من قبل المهتمين بمثل هذه الأمسيات التراثية.

نجاح الحدث
وقال سعادة الشيخ حمد بن سالم بن سيف الأغبري والي إبراء: بداية نتوجه لكل من ساهم في الاعداد والتنظيم لهذا الملتقى ونبارك لأنفسنا وللجميع هذا النجاح الجميل لهذه الاحتفالية الكبيرة والتي تعكس مدى الاهتمام بالتراث العماني الخالد وحقيقة ليس من السهل اجتماع كل هذا العدد الكبير من الخيل والهجن في مكان واحد ولكن بفضل التعاون والجهود المخلصة لأبناء الولاية عموما وقرية الثابتي خصوصا هو من ساهم في النجاح واظهار الفعالية بالمستوى المشرف ونحن سعداء حقيقة بما تم تقديمه من فقرات جميلة ورائعة وما الحضور الكبير الذي تواجد من مختلف ولايات السلطنة إلا دليلا على نجاح هذا الحدث ورغبة من الجميع في مشاهدة والاستمتاع بالتراث العماني والذي اصبح اليوم تراثا عالميا بعد تسجيله في قائمة التراث غير المادي للإنسانية بمنظمة اليونيسكو، شاكرين ومقدرين لجميع من شارك وساهم وحضر ونعد الجميع بالوقوف مع أبناء الولاية بما يخدمها ويخدم الصالح العام والله والموفق.

حرص وحفاظ
وأشار الشيخ ياسر بن حمود الكندي المشرف العام على ملتقى الخيل والإبل والتراث قائلا: كلمات الشكر والثناء تعجز عن الوفاء بحق كل من لبى دعوة المشاركة لهذا الملتقى فالحقيقة هم أصحاب الفضل في مشاركتهم لنا وهم القوام الأساس في نجاح هذا الملتقى كما ان أخواني اعضاء اللجان كانت جهودهم موحدة مع جهود المؤسسات الحكومية وفي مقدمتها مكتب سعادة الشيخ والي ابراء وباقي المؤسسات الحكومية وايضا القطاع الخاص الذي ساهم في نجاح الحدث فللجميع الشكر والثناء، كما أن هذا الملتقى يأتي من باب الحرص على التجميع في مكان واحد حفاظا على تراث الآباء والأجداد وتشجيعا للأبناء، والتعريف بهذا الارث الحضاري للأجيال القادمة ونتمنى أن يكون هناك اهتمام اكبر ليس فقط على المستوى الحكومي بل وكذلك على المستوى الفردي في إقامة مثل هذه الملتقيات والمهرجانات وبشكل متواصل سائلا الله التوفيق والنجاح للجميع.