المطران عطا الله حنا لـ "الشبيبة": الاحتلال الإسرائيلي يستغل الفوضى العربية

الحدث السبت ٢٦/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٥٥ م
المطران عطا الله حنا لـ "الشبيبة": 
الاحتلال الإسرائيلي يستغل الفوضى العربية

القدس المحتلة – زكي خليل
وصف رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطا الله حنا الاعتداءات على الكنائس بأنها ممارسات عنصرية تقوم بها جماعات استيطانية متطرفة حاقدة هدفها ترهيب المسيحيين و تخويفهم. وأشار في لقاء خاص مع "الشبيبة" إلى أن الاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء علينا جميعا مؤكدا أن القدس ليست مكانا للمقايضة فهي مدينة مقدسة عربية وفلسطينية. وفيما يلي نص اللقاء:

• كيف تقيمون أوضاع المسيحيين في الأراضي المقدسة؟
المسيحيون الفلسطينيون هم جزء أساسي من مكونات الشعب الفلسطيني، وما يعانيه المسلمون يعاني منه المسيحيون، فكلنا شعب واحد و ندافع عن قضية واحدة، وننتمي إلى قدس واحدة , الدين لا يفصلنا عن بعضنا البعض فهو جسر المحبة و الاخوة، بشكل عام المسيحيون في الاراضي الفلسطينية ليسوا اقلية و ليسوا جالية في وطنهم بل هم جزء اساسي من هذا النسيج الوطني العربي الفلسطيني، الذي يناضل من اجل الحرية و الكرامة والاستقلال.

• هل مازالت الهجرة الفلسطينية المسيحية إلى الخارج مستمرة ؟
نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 و نكسة الشعب الفلسطيني عام 1967 هي التي أدت إلى الهجرة المسيحية، ولا شك بأن هنالك عوامل اقتصادية واجتماعية، ولكن يبقى عامل الاحتلال هو العامل الأساسي، إذ أن هنالك هجرة مستمرة بأعداد متفاوتة، ولكن بشكل عام ما بقي في هذه الديار، ومن خرج منها مرغماً هو موجود في كافة أصقاع العالم ولكنه يطوق إلى العودة، فأنا لا أعتقد بأن هنالك مسيحي أو مسلم فلسطيني في العالم، يجد مكاناً أجمل من فلسطين، فلا يوجد أجمل من فلسطين والقدس، و بالتالي فان كل المسيحيين و المسلمين من الشعب الفلسطيني الذي هجر يتمنون ان يعودوا إلى ديارهم و بلادهم و ان يكونوا في هذه الارض المقدسة.

• كيف تنظرون إلى سلسلة الاعتداءات على الكنائس والمقدسات المسيحية؟
الاعتداءات على الكنائس هي ممارسات عنصرية، تقوم بها جماعات استيطانية متطرفة حاقدة هدفها ترهيب المسيحيين وتخويفهم، من يعتدون على الكنائس هم انفسهم يعتدون على المساجد، كل هذه الجماعات المتطرفة تعتدي على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، و بالتالي هذه الاعتداءات وللأسف الشديد موجودة و مستمرة، تحت مسميات مختلفة مثل "جماعة تدفيع الثمن"، وغير ذلك، نحن نرفض العنصرية والتطرف الديني و التطاول على الرموز الدينية، موقفنا واضح نحن ضد الكراهية والتعصب والتطرف، سواء كان صادراً، من يهود أو مسلمين أو مسيحيون أو غير ذلك، إننا مع التسامح الديني ونرفض التعديات على المقدسات ودور العبادة.

• ما تعقيبكم على اقتحام المستوطنين واعتدائهم على المسجد الأقصى المبارك؟
الاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء علينا جميعاً، نحن لا ننظر بأن التعدي على الأقصى بمثابة التعدي على المسلمين فقط، بل هو تعدي على كل الشعب الفلسطيني، و هؤلاء الذين يستفزون المسلمين و يعتدون على المسجد الأقصى يستفزوننا جميعاً و يتطاولون علينا ايضاً، كما ان من يعتدي على كنائسنا يعتدي علينا جميعاً، وبالتالي نحن شعبٌ واحد، فمن اعتدى على الأقصى أو على القيامة أو حتى اعتدى على المسلمين أو على المسيحيين يعتدي علينا جميعاً، و هذه ممارسات مرفوضة، وللأسف الشديد، الاحتلال الإسرائيلي يستغل ما يحدث في العالم العربي من تطورات و من عنف وإرهاب، ناهيك عن الانحياز الأمريكي لإسرائيل، اذ أصبح المتسابقون في حملاتهم للرئاسة الأمريكية يزاودون على بعضهم البعض فيما يتعلق بمسألة القدس، و هذا مرفوض، فالقدس ليست مكاناً للمقايضة، وليست مكاناً يجب ان يستغل للدعاية الانتخابية، فهي مدينة مقدسة وهي عربية وفلسطينية وهي عاصمة الشعب الفلسطيني الروحية والوطنية، كما انها حاضنة أهم المقدسات الإسلامية والمسيحية.و نحن لا ننكر أنها مقدسة للديانات التوحيدية الثلاث.

• كيف تنظرون إلى الانتهاكات الإسرائيلية بحق مدينة القدس من تهويد المدينة و هدم منازل المواطنين و تشريدهم و مصادرة أراضيهم؟
عندما يعتدى على القدس واهلها، يعتدى علينا جميعاً، و عندما يتألم احد أعضاء الجسد فان كامل الجسد يتألم، و بالتالي عندما يهدم بيت و يعتدى على أسرة و عندما تهجر أسرة ويعتدى على شبابنا و شاباتنا وكل ابناء شعبنا، يعتدى علينا جميعاً، و ردنا على ذلك أننا نرفض هذه الممارسات ولكن نؤكد أننا ثابتون صامدون متمسكون في قدسنا لن نتنازل عن مقدساتنا وسنبقى في القدس، فهي لنا و ستبقى لنا و نبقى فيها و ندافع عنها و عن وجهها الروحي الإنساني و الحضاري.

• ماذا تقولون في ذكرى يوم الأرض؟
كل الايام بالنسبة إلينا يوم للأرض، وكل الأيام بالنسبة إلينا للقدس والمقدسات، ولكن في يوم الارض بشكل خاص نحن نؤكد تشبثنا بالأرض وبكل حبة تراب في ثرى فلسطين ، وفي يوم الأرض علينا ان نؤكد أننا شعبٌ فلسطيني واحد، يعمل من اجل الحرية و استعادة الحقوق.