مسقط - خالد عرابي
تستمر فعاليات مهرجان مسقط العديدة والعديدة في عدد من المواقع أبرزها متنزهي «النسيم العام» و «العامرات العام» واللذان يزخران بالعديد من الفعاليات والأحداث الثقافية والفنية والاجتماعية التراثية والعالمية.. غير أنه ومن بين كل هذه الفعاليات يظل للفعاليات والأحداث التراثية شكلها ولونها ومذاقها الخاص وتظل تؤكد للجميع سواء الزوار والوافدين وحتى للمواطنين بأن ثراء التراث العماني وتنوعه وتفرده يظل ذا خصوصية وطابع خاص بل وتظل تعطي لمهرجان مسقط ميزة خاصة وتجتذب الجمهور من كل صوب وحدب إلى تلك المفردات التراثية العمانية الكثيرة والتي من بينها مفردات البيئة العمانية مثل السعفيات والخشبيات والفضيات وحتى أدوات البيئة العمانية القديمة مثل أدوات وشباك الصيد «الليخ» وكذلك الألعاب التقليدية وحتى الأدوات التي كان يستخدمها الإنسان العماني القديم في كل حياته اليومية ومنها أدوات المأكل والمشرب والزراعة وغيرها الكثير.
تقول لبنى علي «وافدة» من أبرز ما يلفت انتباهي وأحرص على زيارته وأخذ أبنائي معي واطلاعهم عليه في المهرجان الأشياء التراثية فهي بأمانة شديدة عديدة ومتنوعة والأهم من ذلك أنها فريدة بمعنى أنه قل أن تجد مثلها في بلدان أخرى ولذلك أحرص كل مرة على الاطلاع على بعض منها والتعرف على مفردتها وخاصة باللهجة العمانية لأنني أعتبر أن ذلك جزء من تعرفي الحقيقي على المجتمع العماني فكيف لي أن أكون مقيمة في هذا المجتمع ولا أعرف مثل هذه الأشياء عنه.
وأضافت سناء البلوشة قائلة: رغم انني ابنة البيئة العمانية وأعرف عنها الكثير إلا أنني وخلال فعاليات مهرجان مسقط أشعر وكأنني «جاهلة» بمعنى أنني أجهل الكثير عن مفردات وطني وخاصة القديمة وقد يلومني البعض في ذلك، و لكنني أفسره بالثراء والتنوع في التراث العماني القديم كما أنه يختلف من ولاية إلى أخرى، فعمان ما شاء الله ممتدة وبها العشرات من الولايات ولذلك قد لا يكون ضير في ذلك، كما أننا لا ننسى أننا من أبناء الجيل الحديث لم نعاصر تلك المفردات التراثية ولذلك لا نعرف عنها الكثير غير أن الأهم من كل ذلك هو أنه يجب علينا أن نحرص على معرفته وإلا فمن العيب أن أكون بالمهرجان ويسألني زائر عن مفردة ما ولا أكون عرافة عنها وهذا ما حدث معي ورأيته بعيني كثيرا.
وقال حمد السناني: يشكل مهرجان مسقط فرصة كبيرة للجميع لقضاء أوقات ممتعة وخاصة للأسر والعائلات وذلك بما يقدمه من فعاليات متنوعة. غير أنني أرى أن أهم تلك الفعاليات التراثية وأنه من الواجب على كل أب وأم وأسرة أن يحرصون على تعريف أولادهم بهذا التراث العماني القديم، خاصة وأن مفرداته بدأت في التراجع.
وأشار السناني إلى أن كثير من تلك المفردات أصبحنا لا نراها إلا خلال أيام وفترة المهرجان ومنها القربة «أداة نقل المياه» والزمط والمنجور «أدوات جلب المياه من الأبار للزراعة» وغيرها الكثير.
ولفت النظر إلى أن البعض يرى أن الفعاليات التراثية مكررة كل عام في المهرجان لأنها تكاد تكون ثابته غير أنه يراها مهمة جدا وضروري الحرص عليها لأنه هو أرث الآباء والأجداد الذي لا ينبغي التفريط فيه.