البابا يندد بـ «الجدران غير المرئية» المؤدية إلى «التهميش والفصل والعزل»

الحدث الأحد ٢٧/يناير/٢٠١٩ ٠٤:١٨ ص

باكورا-بنما-أ ف ب

ندد البابا فرنسيس بـ «الجدران غير المرئية» التي تؤدي إلى «التهميش والعزل والفصل» بين الناس، وذلك خلال زيارة قام بها إلى سجن بنما للأحداث بمناسبة اليوم العالمي للشبيبة، غداة يوم «سياسي» بامتياز.

وندد البابا في كلمته أمام السجناء الصغار السن في مركز باكورا، على مسافة أربعين كلم عن العاصمة البنمية بالافكار المسبقة التي تقيد «ليس الماضي فحسب، بل أيضا الحاضر والمستقبل»، مضيفا أن هذا الاسلوب يؤدي الى «الانقسامات، فيصبح الجيدون هنا والسيئون هناك، والصالحون هنا والخطأة هناك».
وأضاف «هذا التصرف يلوث كل شيء لأنه يرفع جدارا غير مرئي يقود الى الاعتقاد بأنه من خلال التهميش، والفصل، والعزل، سيتم حل جميع المشاكل بطريقة سحرية».
وبمناسبة اللقاء العالمي للشباب الكاثوليكي الذي ينظم حتى الأحد في هذا البلد في أميركا الوسطى، حرص البابا على تخصيص وقت للشباب المهمش. واعترف عدد من هؤلاء السجناء أمام البابا بخطاياهم، وقدموا له لوحات انجزوها بأنفسهم.
في نوفمبر قال أحد هؤلاء وهو مسجون بتهمة القتل لفرانس برس «سأقول له إنني رسمت هذه اللوحة بحنان كبير خصيصا له. بالنسبة لي أنه فخر أن يأتي إلى هذا المكان لنشر رسالته». ويحظر القانون البنمي كشف هوية سجين قاصر.
وكان البابا دعا الخميس خلال يوم طغى عليه «الخطاب السياسي»، إلى تجنب «مزيد من المعاناة» للشعب الفنزويلي بعد عودة التوتر إلى كراكاس وحض الكنيسة على مساعدة المؤمنين على «تخطي مشاعر الخوف والريبة» حيال المهاجرين من أميركا اللاتينية.
وندد البابا الأرجنتيني أمام أساقفة أميركا الوسطى المجتمعين في بنما ب»العنف الأسري وجرائم قتل النساء والعصابات المسلحة والاجرامية وتهريب المخدرات والاستغلال الجنسي للقاصرين وغير القاصرين».

ضيافة أخوية

وقالت فاطيمة ملنديز الطالبة السلفادورية (18 عاما) في علوم الاقتصاد لفرانس برس «هذا الوضع (العنف ضد النساء) هو بالتأكيد آفة». وأضافت «يندرج ضمن الثقافة الذكورية نحن النساء بحاجة إلى سلام لنخرج إلى الشارع ونشعر بالأمان».
وقال البابا «يمكن للكنيسة أن تقدم ضيافة أخوية للمهاجرين الذين يبحثون عن حياة أفضل». «الاستقبال والحماية والتشجيع والدمج» الكلمات الأساسية التي اقترحها البابا على الكاثوليك لتحسين وضع المهاجرين في أميركا اللاتينية.
وخلال الأشهر الأخيرة توجهت قوافل عديدة من المهاجرين اليائسين المتحدرين من اميركا الوسطى الى المكسيك في محاولة للوصول الى الولايات المتحدة، ما أثار موجة تعاطف لدى الرأي العام في حين أثارت غضب الرئيس دونالد ترامب.
وقال جوزيه بابلو باز الطالب في الاتصالات البالغ العشرين من العمر»ما حدث مع (المهاجرين) من هندوراس مذهل. الطريقة التي ساندتهم بعض دول أميركا اللاتينية وقدمت لهم الطعام والمأوى وكل ما كانوا بحاجة إليه. لكن هناك دولا أيضا رفضت مساعدتهم».
في وقت سابق في خطابه الأول في بنما أمام سلطات البلاد انتقد البابا «كافة أشكال الفساد» في السياسة في حين تطال فضائح مالية قادة في القارة الأميركية. ووجه إلى المسؤولين السياسيين «دعوة لعيش حياة تظهر أن الوظيفة العامة تعني النزاهة والعدالة وهي نقيض للفساد على كافة أشكاله».
وهناك حوالي ستة من قادة أميركا اللاتينية في السجن أو فارين أو أقيلوا في قضايا فساد. وفي هذه المنطقة حيث يتوسع نفوذ الإنجيليين بانتظام قال البابا إنه لا يريد كنيسة أكثر «تساهلا» لجذب مؤمنين جدد.