مسقط- خالد عرابي
دائما ما يثبت الشباب العمانيون أنهم قادرون على إثبات الذات وتبوأ أعلى المناصب والأماكن الوظيفية في كل مكان وزمان.. فقط يحتاج البعض إلى إتاحة الفرصة مع مزيد من الصقل لتلك المواهب الشابة بالتدريب والتأهيل، لذلك وجدنا -ومنذ فترات بعيدة- العديد من الأماكن التي اهتمت بالتعمين ومنح الفرص الحقيقية للشباب على أسس مدروسة مع نوع من الدعم الحقيقي مما أدى إلى تحقيق نجاحات كبيرة مثل قطاع البنوك والنفط والغاز والسياحة وغيرها، ومن بعض الشركات التي أعطت نموذجا ناجحا لذلك مجموعة كيمجي رامداس، حيث قامت مؤخرا بتجربة رائدة ومتميزة تمثلت في تدريب مجموعة من الشباب العمانيين وتأهيلهم بكافة السبل المطلوبة وذلك لتوليهم بعض المناصب القيادية العليا، وقد تم مؤخرا تخرجهم.. فدعونا نتعرف على هذه التجربة.. فقد أقامت مجموعة كيمجي رامداس مؤخرا حفلا لتكريم 42 خريجا من «برنامج الإدارة والتدريب للمواطنين العمانيين» وذلك بفندق هرمز جراند مسقط برعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر البكري، وزير القوى العاملة.
وعقب الاحتفال بتخريج الدفعة الأخيرة، واحتفاءً بنجاحها في بناء الشباب العماني ليكونوا قادة المستقبل بعد رحلة تعليمية دولية مكثفة أعلن رسميا التحاق أفراد الدفعة الرابعة عشرة، والذين تم اختيارهم للمشاركة في البرنامج من بين أكثر من 1300 مرشح، بالعمل في المجموعة ليكونوا أحدث المنضمين إلى عائلة كيمجي رامداس. وقد أتمت الدفعة الأخيرة من متدربي كيمجي رامداس رحلة تعليمية استمرت أربعة أشهر في عمان في إطار برنامج تدريب المواطنين المقدم بالشراكة مع معهد كيمجي للتدريب، وذلك قبل السفر إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور للخضوع لتدريب مكثف لمدة ثلاثة أسابيع. وخلال إقامتهم، التي استمرت 21 يوما في ماليزيا، ركز المشاركون على مواضيع هامة، بما في ذلك إدارة الضغوط، والقيادة، والأداء، والتطوير، وعمليات التدريب الخارجية.
وبعد اختتام تدريبهم عاد متدربو كيمجي رامداس إلى مسقط وباشروا أعمالهم الجديدة في 10 ديسمبر 2018. كما حصل المشاركون أيضا على اعتماد رسمي من منظمة تطوير المهارات الرائدة عالمياً في المملكة المتحدة «City & Guilds» بالإضافة إلى شهادة تأهيل معتمدة من وزارة القوى العاملة العمانية بعنوان: «مبادئ إدارة الأعمال»، وذلك لاجتيازهم الدورة التي اكتسبوا من خلالها مجموعة شاملة من المهارات الأساسية، بما في ذلك الأخلاق المهنية، والصحة والسلامة، واللغة الإنجليزية للأعمال، وتكنولوجيا المعلومات، والتفكير التحليلي، ومهارات التفكير المنطقي، وإدارة الأعمال، وسبل حل المشكلات واتخاذ القرارات.
وقال عضو مجلس الإدراة في مجموعة كيمجي رامداس بانكج كيمجي: «لقد أثبت هذا البرنامج التدريبي قدرة تنافسية عالية على مر السنين مع الكم الكبير من المتقدمين الواعدين للحصول على مكان في البرنامج التدريبي بصفتهم شباب مهنيين طموحين. وتماشياً مع برنامج الخطة الوطنية نفخر بهذه المبادرة ونتطلع إلى تقديم قيم محلية مضافة من خلال نهجنا الاستراتيجي لتوظيف أفضل المواهب المحلية. نتمنى لموظفينا الجدد كل الخير في حياتهم المهنية».
وأضاف بانكج كيمجي قائلاً: «بالنيابة عن عائلة كيمجي رامداس أقدم أحر التهاني القلبية للموظفين الجدد لتفانيهم في برنامج الإدارة والتدريب ونجاحهم فيه. لقد عملت مجموعة كيمجي رامداس على مدى العقود السابقة لتعزيز قيم الثقة والرعاية والالتزام بالسكان المحليين. واليوم، حظينا بميزة الاستثمار في المواهب المحلية والاحتفال بنجاحها لتوفير قوى عاملة وطنية قادرة على المنافسة في السلطنة وذلك من خلال هذه الدفعة الأخيرة من المهنيين المؤهلين الذين انضموا إلى صفوفنا في مجموعة كيمجي رامداس قادة للمستقبل».
وشجع بانكج كيمجي الموظفين الجدد على تبني نهج متعدد الأوجه في العمل، مشدداً على أن التعليم والموقف الإيجابي يشكلان اثنين من أهم الأصول التي تصقل مسيرتهم المهنية في المستقبل.
وأشار إلى أن مجموعة كيمجي رامداس قامت بتمويل برنامج الإدارة والتدريب، بما في ذلك نفقات السفر والتدريب والإقامة، بوصفه استثماراً يهدف إلى إعداد مجموعة قوية من المواهب المحلية لتقلد مناصب قيادية في المستقبل. الجدير بالذكر إنه تم إطلاق برنامج كيمجي رامداس للإدارة والتدريب منذ ما يقارب العشر سنوات وذلك لمساعدة الشباب العماني وتمكين المواهب الشابة الحاصلة على درجة البكالوريوس والدبلوم. حيث استفاد 159 متدربا من هذا البرنامج، بما في ذلك 73 متدربة، ليكون نقطة انطلاق لمسيرتهم المهنية. وعلى مدى الأعوام الـ 18 الفائتة دربت المجموعة أكثر من 130 من موظفيها الذين تميزوا بإمكانياتهم الكبيرة في الهند وماليزيا لإعدادهم لمسؤوليات أكبر في المستقبل. وأظهر هؤلاء الموظفون المتدربون سجلاً ممتازا في التطوير الوظيفي وتحملهم لقدر أكبر من المسؤوليات ضمن المجموعة.
وقال أحد الخريجين: أنا أعتبر أن مثل هذه الفرص الحقيقية مهمة لنا كشباب عماني وذلك لعدة أسباب منها: أنها فرص تدريبية على رأس العمل، كما أنها للتدرج والنمو الوظيفي، كما أنها تساعد في فسح مجال أكبر بالنسبة لنا لتولي مناصب عليا ومكانة أعلى، وهذا نوع من إفساح المجال للكوادر الوطنية بشكل حقيقي وليس مجرد شعارات، كما أن الأهم أنه بالفعل بعد التدريب وعقب عودتنا من البرنامج مباشرة تم تولينا أماكن متميزة، ونحن نعد بأن نكون على قدر هذه المسؤولية.
وأضاف خريج آخر: استفدت من البرنامج كثيرا، حيث إنه ركز على التدريب العملي وكثير من الموضوعات والقضايا التي نحتاج إليها في عملنا ومسؤولياتنا مباشرة مثل الإدارة والتعامل مع ضغوطات العمل وإدارة الأعمال، وسبل حل المشكلات واتخاذ القرارات، والتفكير التحليلي، ومهارات التفكير المنطقي، وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، لذلك فنحن نرى أن مثل هذه البرامج هي الدعم الحقيقي لنا كشباب، لذلك نحن نتوجه بخالص الشكر والتقدير لمجموعة كيمجي رامداس ونتمنى من الشركات الأخرى أن تحذو حذوها.