تعد الأكثر انتشارا.. راقبوا «البوبجي»

بلادنا الاثنين ٠٧/يناير/٢٠١٩ ٠٣:٠٧ ص
تعد الأكثر انتشارا.. راقبوا «البوبجي»

مسقط - بخيت زعبنوت

ساحات ومعارك، دمار وقتال، ساعات طويلة وجهود أطول، كل ذلك في العالم الافتراضي للعبة «البوبجي» (PUBG)، لعبة انتشرت وما زالت تنتشر، شغلت الكثير، فمنهم من يسعى إلى البحث عمن يكمل فريقه في ساحة قتال اللعبة وآخرون يحذرون منها، فما هي هذه اللعبة؟ ولماذا يلعبها البعض؟ ولماذا يتم التحذير منها؟

ما هي الـ ‏PUBG؟
لعبة بوبجي PUBG) Player Unknown’s Battlegrounds) والمعروفة أيضا بلعبة ساحات معارك اللاعبين المجهولين، هي لعبة صنعتها شركة كورية لمايكروسوفت ويندوز على برمجة خاصة (ستيم) في ‏مــــارس 2017م، وكانت نسخــــــتها الأولى مخصصة لأجهزة الحاسوب وأنظمة تشغيل ويندوز وإكس بوكس ون، ليتم فيما بعد طرح النسخة الجديدة للهواتف المحمولة وأنظمة تشغيل آندرويد ونظام ios.
PUBG‏ هي لعبة أكشن يصل عدد اللاعبين فيها في الجولة الواحدة إلى 100 لاعب، ‏والهدف منها هو القتال، أما الرابح فهو من يصمد حتى نهاية المعركة، ويمكن للاعبين أن يختاروا اللعب منفردين أو في فريق صغير يصل عدد أفراده إلى 4 ‏كحدٍ أقصى، وفي الحالتين الشخص الذي يبقى حياً حتى نهاية المعركة يكون هو ‏الرابح، وتُلعَب ‏PUBG‏ عبر الانترنت، الأمر الذي يجمع «محاربين» من كل أنحاء العالم في ‏الوقت نفسه، وتبدأ الجولة في سقوط اللاعبين من طائرة عبر مظلات ليحطّوا في ‏ساحة المعركة، وتظهر المعالم والأسلحة وحتى الأشخاص بشكل يلامس الواقع، مما يساعد في نقل ‏اللاعب إلى عالمٍ آخر ليعيش في عزلة واقعية ومعركة افتراضية، هذا وتعطي اللعبة ‏معلومات مفصلة عن الأسلحة المتوافرة وأنواع الرصاص الذي يمكن استعماله.‏

حالات وقعت فعلا!
كون اللعبة تتميز بقدر كبير من العنف واستخدام الأسلحة النارية وكذلك الأسلحة البيضاء، فهي تنمي الجانب السلبي لدى اللاعب ليبقى على قيد الحياة في العالم الافتراضي للعبة، ما ولد مجموعة من الحالات الواقعية التي نتجت عن هذه اللعبة، ومنها:

طالب يقتل أستاذته
أقدم طالب مصري الجنسية على قتل معلمته البالغة من العمر 59 عاما، وذلك في شهر نوفمبر من العـــــــام 2018م وذلك طعنا في شقته بالإسكندرية عندما كان يتلقى درسا خصوصيا، وبعد التحقيق معه جنائيا تبين أنه أقدم على الجريمة متأثراً بلعبة بوبجي!

الإدمان
فعادة ما توجِد مثل هذه الألعاب هوساً عند اللاعب تجعله يقضي ساعات طويلة خلف شاشة الحاسوب أو الهاتف المحمول، حيث أشارت بعض التقارير إلى وجود حالات إدمان من قبل لاعبين للعبة البوبجي تجعل منهم غير قادرين على قضاء يومهم بدونها والعمل على لعبها بشكل دائم.

التذمر الزائد
حيث أفاد الكثير من الأهل أن أبناءهم يتذمرون من أبسط الطلبات أو حتى من أداء أقل واجباتهم لأنهم يرغبون بإطلاق النار وقتل اللاعبين الآخرين حتى النهاية دون مقاطعة! إضافة إلى حالات أخرى ذكرت مثل التأخر الدراسي، وقلة الإنتاج لبعض العمال في المؤسسات وخلافات عائلية؛ كل ذلك سببه لعبة البوبجي.

«أنا سعيد باللعبة»
عامر بن علي العلوي -أحد اللاعبين للعبة- يشير إلى أن اللعبة ممتعة، وقال: لا ننكر أن للعبة بعض السلبيات البسيطة ولكنها تحمل الكثير من الايجابيات، وأشار إلى أنه يؤيد اللعبة كثيرا موضحا أن لها بعض الفوائد منها، الترويح عن النفس وقضاء وقت الفراغ وتنمية مهارة التعاون والعمل في فريق وزيادة مستوى التركيز والانتباه وسرعة البديهة وتنمية مهارات التخطيط واللعب حسب إستراتيجية معينة والتعرف على بعض الأسلحة ونوعية الذخائر.
وذكر العلوي أنه يمارس اللعبة بمعدل ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا، وعبر عن ارتياحه للعبة حيث قال: بالطبع أنا سعيد بوجود اللعبة؛ لأنها تجمع الأصحاب مع بعضهم، وليس هناك رغبة لدي في ترك اللعبة إلا في حال ظهور لعبة جديدة منافسة، أو حدوث تغييرات وتحديثات للعبة. ووضح العلوي أن السلبيات تكمن في الاستخدام الخاطئ لها، كاللعب لفترات طويلة أو تأجيل الأعمال المهمة في سبيل اللعب وكذلك استخدامها من قبل الأطفال.

ألعبها في أوقات فراغي
يقول مسعد المهري -وهو أحد لاعبي «البوبجي» كذلك: عرفت اللعبة عن طريق انتشارها وشهرتها في وسائل التواصل وعبر الأصدقاء أيضا. ولكن المهري عبر عن اعتقاده أن اللعبة رغم المتعة لا فائدة منها سوى مضيعة الوقت، وقال: لا ألعب هذه اللعبة إلا في أوقات فراغي وأعتقد أن لها أضرارا ولكن ليس بذلك السوء الذي يعتقده الناس ومنفعتها الوحيدة هي الاستمتاع بها أثناء اللعب. وأوضح المهري أنه يلعب هذه اللعبة عندما لا يجد ما يستمتع به فهو يلعبها ساعة أو ساعتين يوميا، ويؤكد أن لديه نية التوقف عنها وعدم الاستمرار في لعبها إلا أنه في الوقت الحالي ما زال يلعبها.

تخرب متعة السهرة
وصف عادل المحروقي لعبة «بوبجي» بأنها ضمن فئة الألعاب القتالية التي قد تؤثر سلباً على المستخدمين لطبيعة العنف الذي فيها، وقال: للأسف هذه النوعية من الألعاب عديمة المحصلة، ليست لهذه اللعبة ايجابية ولا فائدة تعود على المستخدم نتيجة لعبها سوى مضيعة الوقت وتشتيت الذهن، وأكد على عدم تأييده لهذه اللعبة حيث إنها تؤدي إلى الإدمان وتشتيت التفكير وبث العنف بين اللاعبين، كما أشار إلى مدى استهلاك اللعبة لبيانات الانترنت. ولقد ذكر المحروقي بأن اللعبة تؤدي إلى انشغال الزملاء حيث قال: ينشغل الأصحاب أثناء التجمعات الشبابية بهذه اللعبة ويهملون أي شيء آخر ما يخرب متعة السهرة بين الشباب، ودعا إلى التقليل من استخدام هذه اللعبة قدر الإمكان ومنع الذين هم دون سن 18 من اللعب بها لما لها من أضرار وخيمة وخاصة في هذه المرحلة العمرية.

«بين الذكور والإناث»
وأوضح همدان الحضري أنه بالإضافة إلى أن لعبة «بوبجي» إضاعة الوقت فهي من الألعاب التي تجعل من لاعبيها يدمنون عليها، وأكد أن اللعبة ملهية عن مجموعة من الأمور الحياتية قائلا: هي لعبة تؤدي إلى إبعاد لاعبيها عن أمور حياتهم المهمة مثل الدراسة والأهل وأمور الدين والصلاة. وذكر أن من المخالفات الأخلاقية لهذه اللعبة الاختلاط بين الذكور والإناث في خاصية التحدث المباشر التي تتيحها اللعبة، حيث قال: إن هذه المخالفة تتعارض مع المبادئ والقيم الأخلاقية التي أكد عليها ديننا الحنيف، كما أشار إلى سلبية النتائج لهذه اللعبة المتمثلة في العنف لدى الأحداث والإدمان الذي ينتج عن الاستغراق لساعات طويلة في استخدامها، كما أشار إلى وجود لبعض حالات الخلاف الزوجية وقال أيضا: لقد وصلت هذه اللعبة بلاعبيها الى حد الجريمة والقتل، فمرة اطلعت في أحد مواقع التواصل الاجتماعي على خبر حالة وفاة سببها لعبة البوبجي. وقد تشابه رأي همدان مع رأي المحروقي في انشغال الأصحاب والأصدقاء باللعبة مما أثر على إحداث تغيير غير مرغوب في لقاءات الصحبة، كما قال الحضري: ومن المواقف التي واجهتني في الجامعة التي أدرس بها، وجود بعض الطلاب والطالبات يلعبون بها في الفصل وفي وقت المحاضرة حتى. وقال الحضري في نهاية كلامه إنه يجب على الأسرة الانتباه إلى أبنائها من هذه اللعبة من خلال الوقاية منها والسعي إلى التعامل بشكل فوري مع من يلعبها بإيجاد السبل الناجحة في الإقلاع عنها بالتوعية وإشغال أوقات الفراغ بالشيء الايجابي.

علم النفس يحذر
وفي لقاء مع الأخصائية النفسية والتربوية بمركز سكينة النفس للاستشارات الأسرية فايزة بنت علي الشندودية أشارت إلى مجموعة من الأضرار التي تلحق بلاعب هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الالكترونية والتي قد تكون مباشرة أو غير مباشرة، فالمباشرة منها تشتيت الأسر وتشريد الأطفال وانغماس الشباب في متاهات تشغل العقل وتشتت الفكر وكذلك السلوكيات العدوانية، وغير المباشرة والتي تتمثل في مضيعة الوقت وانغراس الكراهية والحقد والخصومات بين الشباب نتيجة للأسس التي بنتها هذه اللعبة في عقول لاعبيها، كما أشارت الأخصائية إلى وجود تبعات تعود على المجتمع من هذه الألعاب في غياب بناة المجتمع وانشغالهم بأشياء لا جدوى منها.

قد يلعبها للإشباع النفسي
ووضحت الأخصائية قائلة: بعض اللاعبين وخاصة الصغار في السن يعود سبب ممارستهم لها هو عدم وجود إشباع نفسي من قبل الأسرة فيجد اللعبة ملاذا له وبيئة مناسبة لقضاء أوقات الفراغ، كما أن انشغال الآباء وعدم تخصيصهم أوقاتا معينة لمتابعة أبنائهم أكبر داعم لانحراف الأطفال بشكل عام، ودعت الآباء إلى السعي لمتابعة الأبناء والعمل على اتخاذ الطرق الصحيحة في تربية الأطفال والعمل على إشباع احتياجاتهم النفسية والاجتماعية إضافة إلى الحاجات الفسيولوجية التي لا تغني عما سبق ذكره من الحاجات، كما أكدت أن عليهم غرس قيمة الوقت وعدم تضييعه في ألعاب لا جدوى منها والسيطرة على الموقف في حالة إدمان الأبناء على هذه اللعبة.

«لا يجب أن تتردد الأسرة»
كما أكدت الأخصائية النفسية على أهمية الاستشارة النفسية قائلة «لا يجب أن تتردد الأسرة في استشارة الأخصائي النفسي عند ملاحظة تعلق أبنائهم الزائد باللعبة قبل أن يصلوا إلى مرحلة يصعب التعامل معها مستقبلا» كما أشارت إلى الرقابة التي يجب أن يستخدمها الآباء في التعامل مع الأبناء كتحديد الأوقات المناسبة لاستخدام الأجهزة الالكترونية، وكذلك السعي إلى تقوية الوازع الديني لدى الأطفال والحرص على اختيار المواهب والأنشطة المناسبة لهم التي تشغل أوقات فراغهم في ما يفيدهم، كما وضحت الأخصائية النفسية أن على من يريد الإقلاع عن هذه اللعبة أن تكون لديه الإرادة أولا والعزيمة متيقنا بعون الله عز وجل له، والعمل على إشغال النفس بالرياضة والاطلاع والصحبة الحسنة.