مسقط- خالد عرابي
إعلامية شهيرة ومتميزة استطاعت أن تشق طريقها منذ وقت مبكر فوضعت خطاها على الطريق الصحيح، فكانت وما زالت نجمة في سماء الإعلام العماني والعربي.. لم تكتف بالإعلام فكانت متميزة أيضا في العديد من المجالات الأخرى منها مجال المجتمع المدني من خلال وجودها باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وجمعية الصحفيين، كما أنها كانت من أوائل من بادروا بالتوجه لوسائل التواصل الاجتماعي وكانت نجمة لامعة به ايضا.. إنها مذيعة الأخبار ومقدمة العديد من البرامج والنشرات في تلفزيون السلطنة الإعلامية جيهان اللمكية التي التقتها «7 ايام» مع بداية العام الجديد في حوار مختلف تتحدث من خلاله عن وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بها وهل هي ضرورية واساسية للإعلامي أم لا؟
وعن اهتمامها بوسائل التواصل الاجتماعي قالت: الإعلام هو حبي وعملي ومجالي الخاص والأول، ولكن عندما نتكلم عن وسائل التواصل الاجتماعي فهذا يكون بشكل مختلف لأنها ليست منصة واحدة بل عدة منصات وكل واحدة منها لها متطلباتها، فمثلا تويتر بالنسبة لي معني بالشأن الوطني والاجتماعي ودوري يكون فيه من خلال ما أقوم به من تغريدات تمثل شخصيتي كفكر وخبرة، لذلك لا أقدم شيئا لمجرد الظهور بل هو محتوى نتيجة جهد وخبرات متراكمة ومسؤولية يغلب فيها الحس الوطني، وهذا بخلاف الآخرين الذين يغردون في كل الشؤون لأي مناسبة وبدون.
كما أن دوري كإعلامية أيضا دعم المجتمع المدني والعمل التطوعي، وقد دخلت هذا المجال منذ حوالي عشر سنوات وذلك عندما التحقت بمجلس إدارة جمعية الصحفيين حيث كان عملي تطوعيا، وقد أسست في ذاك الوقت لجنة الصحفيات، أما دوري الاجتماعي فهو تقديم الدعم للأسرة والمجتمع وخاصة المرأة.
وعن علاقتها بالانستجرام قالت: هو دائرة تقدم فيها نفسك، وهو وسيلة ذات حدين لأنني لو كنت فيها طبيعية بشكل زائد فقد يؤخذ ذلك الأمر عليّ؛ لأنني مذيعة أخبار وإعلامية معروفة، وبالتالي فأنا أقدم فيه أنشطتي وصوري ولا أقدم أشياء لا تمت لشخصيتي بعلاقة، كما أنني لا أقدم أشياء لجذب الناس والمتابعين فقط وإنما أقدم أشياء تناسبني؛ لأنني في النهاية أنظر إلى انستجرام وتويتر على أنهما يقومان بعملية تأريخ لما يحدث معي، فهذه الحسابات تظهر بداياتك وماذا كنت وكيف تطورت، وتعطي للمتابع تحليلا لهذه الشخصية، وبالتالي فأنا لا استخدم انستجرام لجذب المتابعين ولكن لأقدم محتوى محترما، مما أدى إلى نشوء علاقة احترام متبادل بيني وبين المتلقين.
أما عن سناب تشات فقالت: هو مصمم بطريقة تجعلك إنسانا عفويا، بدليل ما به من «فلاتر»، وهذه العفوية تصدر عني لأنها تناسب طبيعتي وبساطتي رغم أني مذيعة أخبار وإعلامية، ولكن بالنسبة لحياتي الخاصة وحتى منزلي أو أسرتي وغيرها فأنا أعتبرها أشياء خاصة ولا أظهرها في سناب إلا فيما ندر وأن يكون ضروريا.
وأكدت اللمكية قائلة: بصفة عامة وسائل التواصل الاجتماعي خدمتني وأضافت لي، ولكن لم أعتبرها أبدا الناقل الكامل لشخصيتي؛ لأنني بدأت كإعلامية منذ حوالي 20 عاما ولذلك لا أتقبل أبدا أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي هي الناشر لنا أو المنصة التي توصلنا للجمهور، فالإعلامي لديه الفكر والمعلومة والمحتوى، وحينما أتحدث في موضوع ما فأنا أجتهد وأبذل الجهد فيه لأقدم محتوى متميزا، أما الكثير من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي فخاوون وليس لديهم لا محتوى ولا فكر ولا المعلومات الكافية عما يتحدثون فيه.
وأردفت اللمكية قائلة: أنا كإعلامية لا بد أن أقرأ وأطلع على كتب وأبحاث بعكس الكثير من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي فهم ينقلون ما يصل إليهم دون تحقق وفي كثير من الأحيان تكون أخبارهم مغلوطة، لذلك أنا أعتبر وسائل التواصل مكملة وإن كانت أضافت لي -إلى حد ما- بعض الخبرات، لأنني لم أقدم نفسي بطريقة استعراضية، فهناك كثير من الناس ليست لديهم القدرة على الحوار التلفزيوني أو الإذاعي تختزل شخصيتهم «بكمين كلمة»، ولكن العبرة بتقديم مضمون وهذا المضمون لا يقدم إلا في البرامج.
وعن تجربتها مع جمعية الصحفيين قالت: كانت تجربة ثرية جدا وإن كان دخولي الجمعية جاء بالصدفة في العام 2006، حيث طلبوا مني الانضمام -وبالنسبة لي- كانت فرصة دخول عالم الصحافة المكتوبة، ولكن في الدورة التالية نجحت بالتصويت، ثم بقيت معهم دورة ثالثة ورابعة وفزت فيهما بالانتخاب والتصويت، ووجدت أنه واجب علي أن أضيف شيئا فقمت بإنشاء لجنة الصحفيات، حيث كنا نتبنى الكوادر الجديدة ونمكنها، وعملنا الكثير من الأنشطة والفعاليات وصارت العمانيات يمثلن الصحافة العربية في مؤتمر الإعلاميات العربيات وصار لنا حضور في اتحاد الصحافة الدولي في بروكسل ثم أقمنا حوار صحافة المرأة العمانية وتكلمنا عن المرأة الصحفية وتغطية الانتخابات وكرمنا النساء في مجال الصحافة واستضفنا شخصيات عمانية رائدة والكثير من الأنشطة الأخرى.. أما عن بعدها عنها في الفترة الأخيرة فقالت: أنا لم أدخل الانتخابات وذلك لأنني رأيت أن هناك مجموعات ترى أنها أولى بالجمعية وأردنا أن نعطي لها الفرصة، وأنا لم أزكي نفسي ولكن طلبنا فقط أن يكون هناك حرص على وجود العنصر النسائي.
أما عن تجربتها في اللجنة العمانية لحقوق الإنسان فقالت: كنت أول فتاة تعين بمرسوم سلطاني كعضوة في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ذاك الوقت، وربما خدمتني جمعية الصحفيين في ذلك لأنني كنت أمثلها، وكانت اللجنة في ذاك الوقت في مرحلة التأسيس وكانت مهمة جدا، وكنا نحن أنفسنا في حاجة لاستيعاب متطلبات تلك المرحلة وآلية العمل في هذه اللجان، لذلك فهذه التجربة أضافت لي الكثير من التعلم والمعرفة من خلال الإطلاع على الاتفاقيات الخاصة بهذا الجانب والمعاهدات التي صادقت عليها السلطنة مما جعلني أنظر للكثير من الأشياء من منظور قانوني، ومن منظور عالمي أيضا، وهذا فرق معي كثيرا.
وعن تجربتها وورقة العمل التي قدمتها مؤخرا في اليونسكو من خلال مشاركتها مع جمعية الصحفيين قالت: بالطبع كانت من أفضل المشاركات بالنسبة لي، خاصة وأنها كانت تعكس من جانبي نموذج المرأة العمانية وكيف أنها قادرة وليست كما ينظر الغرب إلى النساء في بعض الدول الخليجية الأخرى، أو على أنها منغلقة أو رجعية، فنحن نثبت من خلال هذه المشاركة أن العمانية قادرة وتملك الكثير وبشكل منفتح وإيجابي.
وعن وجود كثير من الإعلاميين في تقديم فعاليات خاصة ورأيها في ذلك قالت: هذا موجود في كل مكان، فلا بد أن يستفاد من خبرة الإعلاميين المشهورين في تقديم الفعاليات والمؤتمرات وإدارة الجلسات، وأنا شخصيا كنت من أوائل من قاموا بذلك وليس في ذلك عيب، ولكنني انتقي ما يناسب من الفعاليات فلا بد أن تكون الفعالية تليق بي وتناسبني، وإذا كانت لعلامة تجارية فلا بد أن تكون كبيرة ومعروفة علاوة على نوعها، لذلك أستطيع أن أقول ليس في ذلك ضير، وعلى الإعلامي أن يستفيد من خبراته وشهرته ولكن الانتقاء مطلوب.