(رويترز) - قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية الناطقة بالفرنسية إن الشرطة حددت هوية اثنين يشتبه إنهما مفجران انتحاريان ينتميان إلى تنظيم الدولة الإسلامية سجلت كاميرات المراقبة لقطات لهما قبل أن ينفذا هجوما في مطار بروكسل أمس الثلاثاء. وذكرت صحيفة دي.إتش البلجيكية على موقعها الإلكتروني أن نجم العشراوي أحد المشتبه بهم الرئيسيين في تفجيرات بروكسل اعتقل اليوم الأربعاء في حي أندرلخت بالمدينة. وقالت وزيرة الصحة ماجي دي بلوك لتلفزيون في.أر.تي إن عدد قتلى الهجمات في العاصمة البلجيكية -التي تضم مؤسسات للاتحاد الأوروبي ومقر حلف شمال الأطلسي- ارتفع إلى 31 شخصا على الأقل إلى جانب أكثر من 200 مصاب. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات بعد أربعة أيام من اعتقال السلطات البلجيكية للمشتبه به الرئيسي في هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر تشرين الثاني. وإذا ما تأكد ذلك فهو يثبت وجود صلة مباشرة بين تفجيرات بروكسل وصلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس.
وهزت الهجمات جميع أنحاء أوروبا والعالم وسارعت السلطات بمراجعة إجراءات الأمن في المطارات ووسائل النقل العام وأذكت الجدل بشأن التعاون الأمني الأوروبي وأساليب الشرطة. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية عن مصدر في الشرطة قوله إن المفجرين المشتبه بهما هما الأخوان إبراهيم وخالد البكراوي المقيمان في بروكسل والمعروفان بسجلهما الجنائي لدى أجهزة الأمن. وأضافت الهيئة أن خالد استخدم اسما مستعارا في استئجار شقة في حي فورست بالعاصمة البلجيكية حيث قتلت الشرطة مسلحا خلال مطاردة عبد السلام الأسبوع الماضي. وأذكت التفجيرات الجدل السياسي في أنحاء العالم بشأن التصدي للمتشددين. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "نحن قادرون على هزيمة من يهددون سلامة الناس وأمنهم في مختلف أنحاء العالم وسنفعل." وقال دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجرى في نوفمبر تشرين الثاني إن المشتبه بهم يمكن أن يعذبوا لتجنب مثل هذه الهجمات. وفتشت شرطة بروكسل منزلا في شمال المدينة في وقت متأخر الليلة الماضية وعثرت على قنبلة أخرى وراية للدولة الإسلامية ومواد كيميائية تستخدم في صنع القنابل في شقة سكنية بحي سكاربيك. وقالت وسائل الإعلام المحلية إن السلطات تحركت بعد معلومة من سائق سيارة أجرة ربما قام بتوصيل المهاجمين للمطار. وقال محققون إنهم يركزون على رجل يرتدي قبعة ظهر في كاميرا مراقبة وهو يدفع عربة أمتعة في المطار مع اثنين آخرين يعتقدون أنهم مهاجمان. وعثر فيما بعد على عبوة ناسفة لم تستخدم في المطار وشوهد رجل وهو يجري بعيدا عن المطار بعد الهجمات.
تضييق الخناق
ويعتقد خبراء أمنيون أن الهجوم الذي قتل نحو 20 شخصا في قطار مترو يمر بمنطقة تضم مؤسسات الاتحاد الأوروبي ربما جرى الإعداد له قبل اعتقال المواطن الفرنسي عبد السلام (26 عاما) الذي يتهمه ممثلو الادعاء بالقيام بدور رئيسي في هجمات باريس في 13 نوفمبر تشرين الثاني. واعتقل عبد السلام ويجري استجوابه بعد تبادل لإطلاق النار في شقة سكنية في جنوب المدينة قبل أسبوع عقب العثور على راية أخرى للدولة الإسلامية ومتفجرات. ولم يتضح ما إذا كان عبد السلام على علم بالهجوم الجديد أو ما إذا كان شركاؤه ربما خشوا من أن الشرطة تضيق الخناق. وقالت الدولة الإسلامية في بيان "انطلق عدد من جنود الخلافة ملتحفين أحزمة ناسفة وحاملين عبوات ناسفة وبنادق رشاشة مستهدفين مواقع مختارة بدقة في بروكسل عاصمة بلجيكا لينغمسوا داخل مطار بروكسل ومحطة لقطاع الأنفاق ويقتلوا عددا من الصليبيين قبل أن يفجروا أحزمتهم الناسفة وسط تجمعاتهم وكانت محصلة الهجمات هلاك أكثر من 40 وإصابة ما لا يقل عن 210." لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان المهاجمون استخدموا أحزمة ناسفة. وأوضحت لقطات كاميرات المراقبة المشتبه بهم وهم يدفعون عربات أمتعة وقال شهود إن كثيرا من القتلى والجرحى تعرضوا لإصابات في الأرجل مما يشير على الأرجح إلى أن التفجيرات كانت على مستوى الأرض. وقال مسؤولون إن عدد القتلى النهائي غير مؤكد في الهجمات التي وقعت في ساعة الذروة الصباحية حوالي الساعة الثامنة صباحا (0700 بتوقيت جرينتش) في المطار وبعد قليل من الساعة التاسعة صباحا في المترو.
وقال ممثل الادعاء الاتحادي فريدريك فان ليو في مؤتمر صحفي "التقطت صورة لثلاثة مشتبه بهم في مطار زافينتيم. يبدو أن اثنين منهم نفذا هجمات انتحارية." وكان الرجلان بالملابس السوداء يرتديان قفازين في اليد اليسرى فقط. وتكهن أحد الخبراء بأنهما كانا يخفيان أجهزة تفجير. ولم يكن الرجل الثالث صاحب القبعة يرتدي أي قفازات. وتوعدت الدولة الإسلامية "بأيام سود" لأولئك الذين يقاتلونها في سوريا والعراق. وانضمت طائرات حربية بلجيكية للتحالف في الشرق الأوسط لكن بروكسل التي تضم مقر الاتحاد الأوروبي ومقر حلف شمال الأطلسي كانت مركزا للتشدد الإسلامي منذ أمد بعيد. وتشير تقديرات إلى أن نحو 300 بلجيكي قاتلوا مع إسلاميين في سوريا لتكون البلاد التي يقطنها 11 مليون نسمة المصدر الأوروبي الأبرز للمقاتلين الأجانب. والقدرات الأمنية لبلجيكا مبعث قلق أيضا في فرنسا والدول المجاورة الأخرى. وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل "ما كنا نخشاه وقع" وتعهد بالتصدي للتهديد. ويستضيف رئيس الوزراء البلجيكي اليوم الأربعاء رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي قال "نحن في حالة حرب.". وزيارة فالس كانت مقررة مسبقا. وإحياء للجدل بشأن السياسات البلجيكية في أعقاب هجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصا في عملية جرى تنظيمها من بروكسل فيما يبدو تحدث وزير المالية الفرنسي ميشيل سابين عن "سذاجة بعض القادة" الذين يحجمون عن شن الحملات الأمنية على الجاليات المسلمة. وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندر إن على كل دولة أن تنتبه لمشكلاتها الاجتماعية وأضاف أن في فرنسا أيضا أحياء ذات كثافة سكانية عالية تفرز متطرفين. وبدأت الحياة تعود لطبيعتها في بروكسل اليوم الأربعاء حيث عملت بعض وسائل النقل العام وبدأت السيارات تسير في الحي الأوروبي لكن العمل لم يستأنف بعد في المترو ومطار بروكسل.