بمشاركة محلية وإقليمية ودولية.. انطلاق ندوة التدابير البيئية ودورها في حماية السواحل

بلادنا الثلاثاء ١٨/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٠:٤٤ ص
بمشاركة محلية وإقليمية ودولية.. 
انطلاق ندوة التدابير البيئية ودورها في حماية السواحل

مسقط - ش
بدأت بنادي الواحات صباح أمس الاثنين أعمال الندوة الدُولية حول التدابير البيئية للشواطئ ودورها في حماية السواحل، والتي تنظمها اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -الإيسيسكو- ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بالمملكة المغربية بالتعاون مع المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني ووزارة البيئة والشؤون المناخية بالإضافة إلى جمعية التصوير الضوئي، بمشاركة عدد من المؤسسات الوطنية ذات العلاقة بالقضايا البيئية، كما يشارك في الندوة ممثلو عدد من الدول الأعضاء بمنظمة الإيسيسكو، وتلقى خلالها العديد من أوراق العمل المتعلقة بخصائص ومجالات البيئة الساحلية.

أهداف الندوة
تهدفُ الندوة والتي تعقدُ على مدى ثلاثة أيام إلى تبادل الخبرات بين المشاركين في مجال التدابير البيئية للشواطئ وحماية السواحل، وعرض تجارب من الدول الأعضاء لمنظمة الأيسيسكو حول كيفية المحافظة على الشواطئ في ظل التوسع العمراني للمدن الشاطئية وما يرافق ذلك من استثمارات سياحية وصناعية، إلى جانب مناقشة القضايا البيئية المختلفة وما تخلفه من دمار للشواطئ. كما تهدف الندوة إلى بناء الشراكات بين المشاركين والمؤسسات ذات الصلة بحماية البيئة ودعم قدراتهم في هذا المجال، والتوعية البيئية حول أهمية المحافظة على الشواطئ والبيئة الساحلية.

حفل افتتاح الندوة
رعى حفل افتتاح الندوة وزير البيئة والشؤون المناخية معالي محمد بن سالم التوبي بحضور المستشار بوزارة التربية والتعليم سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي، وتضمن الحفل كلمة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ألقاها أمين اللجنة محمد بن سليّم اليعقوبي قال فيها: "تعد المخاطر البيئية من الهموم العالمية المشتركة التي باتت تهدد كيان كوكب الأرض، ولعل الاهتمام والتعاون العالمي للتصدي لهذه المشاكل من الدلائل البارزة على الوضع البيئي الخطير المحدق بكوكبنا. ومن البديهي بأن المشاكل البيئية لا تعترف بالسلطات ولا الحدود، وهي تؤثر علينا جميعا بلا استثناء، ولذلك أدركت كافة الحكومات والمنظمات الدولية أهمية التعاون للوصول إلى حلول مشتركة تحد من تدهور البيئة وتخفف من آثارها، ولقد تجلى هذا المعنى من خلال الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في قمة الأرض بالبرازيل عام 1992م، حيث قال: "إن الحفاظ على البيئة مسؤولية جماعية لا تحدها الحدود السياسية للدول".

أهمية إستراتيجية
وأكد اليعقوبي في كلمته على أن الأهمية الإستراتيجية للشواطئ والسواحل تعززت في الوقت الحاضر، فمع زيادة التبادل التجاري بين الدول، والتحديات التي تواجه الأمن الغذائي، والتناقص المتسارع في مصادر الطاقة الناضبة، أصبحت الشواطئ والسواحل والمياه الإقليمية هي الملاذ الآمن لمواجهة الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إلا إنه مع تزايد أهمية السواحل برزت الكثير من التحديات بل المخاطر التي تهدد البيئة البحرية والتي كان الإنسان سببها الأساسي، ومن أبرزها التسربات النفطية، وعوادم المخلفات الصناعية التي تلقى في مياه البحار والأنهار، وكذلك مياه الصرف غير المعالجة، بالإضافة إلى الاستنزاف الجائر وغير المقنن للثروات البحرية.

سواحل السلطنة
وأضاف قائلا: "إن سلطنة عمان تتميز بسواحل طويلة تمتد لأكثر من 3,165 كيلومترا في مجمل أطوالها، وهذا أتاح لها ميزة الانفتاح على العالم منذ القدم، فقد اشتهرت عمان بأساطيلها البحرية، وبتجارتها الخارجية، وعلاقاتها العالمية وانفتاح شواطئها، وشهرة موانئها التي بلغت جميع أنحاء العالم. كما إن الامتداد الطويل للسواحل العمانية وما تتميز به شواطئها من بيئات وتضاريس متنوعة أكسبها شهرة واسعة وجعلها وجهة سياحية متميزة، ومصدرا للكثير من الثروات المائية التي تحظى بطلب عالمي متزايد. وإدراكا من الجهات المعنية بالسلطنة منذ وقت مبكر للتحديات التي باتت تهدد السواحل والبيئة البحرية بمختلف نواحيها، فقد سنت القوانين والتشريعات التي تضمن سلامة هذه البيئات واستدامة مواردها".

تنفيذ برامج بيئية
وأكد في ختام كلمته بأن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع الدول الأعضاء تسعى إلى تنفيذ الكثير من البرامج والأنشطة المشتركة لمناقشة القضايا البيئية وما تواجهه من تحديات، وهذا يبدو جليا في خطة العمل الثلاثية للمنظمة للأعوام 2016 - 2018، والتي سعت من خلالها إلى مساعدة الدول الأعضاء على وضع برامج تهدف إلى حفظ وإدارة البيئة البحرية، ولعل هذه الندوة أحد الأمثلة البارزة للتعاون في المجال البيئي بين السلطنة والمنظمة.

كلمة منظمة الأيسيسكو
بعدها ألقى د.عبد المجيد طريباق خبير برامج البيئة بمديرية العلوم والتكنولوجيا بمنظمة الإيسيسكو كلمة المنظمة قال فيها: "إن دول العالم الإسلامي تواجه مثل غيرها من دول العالم، تراجع النظم البيئية الساحلية، وصعوبة في إيجاد التوازن المطلوب بين المقدرات الطبيعية والحاجيات الاقتصادية المتصاعدة للمجتمعات البشرية، لذا يجب تكثيف الجهود وتعميق البحث والتشاور لإيجاد الآليات لتحقيق الأمن البيئي المطلوب، من خلال تفعيل الإستراتيجيات الوطنية والإقليمية مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتشريعية والبيئية والثقافية الداعمة لمبادئ التنمية المستدامة".

عمل مشترك
وأكد في كلمته على أن المنظمة الإسلامية ومن خلال العمل الإسلامي المشترك في مجال البيئة والتنمية المستدامة، وفي إطار اختصاصات المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة، وضعت مجموعة من الإستراتيجيات شملت مجال المياه والطاقات النظيفة، والحد من مخاطر الكوارث وإدارتها في البلدان الإسلامية، حيث يأتي ضمن أولوياتها الحفاظ على المحيط الحيوي سعياً للمحافظة على الموارد الطبيعية واستخدامها بشكل مستدام.

كلمة مؤسسة محمد السادس
كما تضمن حفل افتتاح الندوة كلمة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بالمملكة المغربية وألقاها مسؤول برامج حماية الساحل بالمؤسسة حسن الطالب، قال فيها: "تعتبر التربية البيئية إحدى المقومات الأساسية في تهذيب السلوك وتقوية حس المواطنة تجاه قضايا التنمية المستدامة، وانطلاقا من الأهمية المتزايدة للبيئة أصبح المجتمع الدولي يوليها اهتماما؛ نظراً لدورها الحيوي في التنمية المستدامة. وفي هذا الصدد انفتحت مؤسسة محمد السادس على التجارب الدولية، حيث نفذت بالتعاون مع المؤسسة الدولية للتربية البيئية عام 2002م عددا من البرامج منها "المفتاح الأخضر" و"اللواء الأزرق" وبرنامجا "الصحفيون الشباب من أجل البيئة"، و"المدارس الإيكولوجية" اللذان يهتمان بالتربية البيئة والتوعية داخل المؤسسات التعليمية.
وتعمل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ضمن عدّة برامج في مجالات التربية البيئية، وحماية الساحل، والسياحة المستدامة، والهواء والمناخ، إعادة تأهيل الحدائق التاريخية، وحماية وتنمية واحة نخيل مراكش.

تدشين فيلم
عقب ذلك، قام معالي راعي حفل افتتاح الندوة بتدشين فيلم "البيئة البحرية في سلطنة عُمان" من إنتاج المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، ويعدُّ الفيلم نتاج الدراسات البحثية الميدانية للمركز في مجال البيئة، حيث استعرض أهم الموارد الطبيعية للبيئة البحرية التي تزخر بها السلطنة، والتحديات التي تواجهها، والحلول لمواجهتها، كما استعرض الاتفاقيات الدُولية التي انضمت إليها السلطنة في مجال البيئة البحرية، إلى جانب الترويج للبيئة البحرية العُمانية كواجهة سياحية رائدة للسلطنة من خلال إبراز المقومات الطبيعية كالمحميات البحرية، والموارد الأحيائية كأشجار القرم والشعاب المرجانية والطيور البحرية، إضافة إلى الشواطئ الخلابة التي تتميز بها البيئة البحرية العُمانية.