مسقط - - العمانية
تحتفل مملكة البحرين الشقيقة اليوم الأحد بعيدها الوطني الـ47 والذكرى الـ19 لتولي العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم. حيث تزينت العاصمة المنامة وسائر المدن البحرينية الأخرى بالأعلام التي كست الشوارع والمجمعات التجارية باللونين الأحمر والأبيض.
واستطاعت البحرين منذ استقلالها في عام 1971 إرساء الدولة الحديثة القائمة على التوجه الديمقراطي ودولة المؤسسات الدستورية وسيادة القانون وحرصت على ترسيخ المبادئ التشريعية والقانونية التي تصون وتحفظ حقوق الإنسان وتعزز قيم التآخي والتسامح والتعايش في المجتمع إيمانا بما تشكله من دعامة أساسية للنهضة والتحضر.
نقلة اعلامية
وفي مجال الإعلام تحققت نقلة نوعية كبرى في الإعلام البحريني بمختلف وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية مع الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات فهناك ثماني صحف يومية تصدر باللغتين العربية والإنجليزية و66 مجلة، كما تأسست جمعية للصحفيين واتحاد للمراسلين الأجانب، وتستضيف المنامة مقر اتحاد الصحافة الخليجية فضلاً عما تشهده هيئة الإذاعة والتليفزيون من تطوير مستمر فيما تقدمه من مواد وبرامج إعلامية للنهوض بالإنتاج الإذاعي والتليفزيوني لمملكة البحرين.
علاقات راسخة
وبهذه المناسبة اكد سفير مملكة البحرين لدى السلطنة سعادة د. جمعة بن أحمد الكعبي الى أن العلاقات البحرينية العمانية، علاقات تاريخية حضارية في عمق الزمن، مشيرا إلى أن العلاقات بين مملكة البحرين والسلطنة، وبفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظهما الله ورعاهما- أصبحت في أوج عهدها وتعتبر نموذجاً راسخاً لعلاقات الأخوة التي تستند إلى ما يربط الشعبين الشقيقين من علاقات تاريخية وطيدة وأواصر المحبة ووشائج القربى.
انتماء بحريني لقيادته
وقال سعادة السفير إن الاحتفالات بالأعياد الوطنية تأتي لتعمق شعور انتماء شعب البحرين الوفي لقيادته الحكيمة ولتؤكد أن مستقبل البحرين يسير بخطوات ثابتة وفقاً لرؤية البحرين 2030 نحو المزيد من التطور والازدهار في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى- حفظه الله ورعاه، مشيداً بكل فخر واعتزاز بما تحققه مملكتنا الغالية انطلاقا من رؤية جلالته المنيرة من إنجازات رائدة في مختلف المجالات، فالديمقراطية البحرينية التي أرسى قواعدها جلالة ملك البحرين تواصل بنجاح مسيرتها المباركة وما نجاح العملية الانتخابية النيابية والبلدية التي جرت في هذا الشهر ووصلت نسبة المشاركة إلى 67%، إلا دليل واضح على تطور المسيرة الديمقراطية في البلاد ووعي المواطن بأهمية المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، حيث انعكست آثارها الإيجابية في شتى المجالات، بل أصبحت التجربة البحرينية السياسية رغم قصر عمرها النسبي أكثر نضجاً ووعياً.
وذكر سعادة السفير بأن مملكة البحرين خطت خطوات رائدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030م وأولت اهتماما بالغا بها منذ اعتمادها في عام 2000.
تنمية إقتصادية
وسعت المملكة إلى مواصلة جهودها في تنمية اقتصادية مستدامة وجذب الاستثمارات العالمية وحافظت على المرونة الاقتصادية ولا تزال رائدة في المنطقة في الحرية الاقتصادية كما أنها أصبحت مركزاً ماليا للنشاط الاقتصادي الحيوي في ظل تحقيق التجارة والاستثمار مستويات عالية والمدعومة بيئية تنظيمية تنافسية وذات كفاءة.
تمكين المرأة
وفي مجال تنمية المرأة، تخطت مملكة البحرين مرحلة التمكين للمرأة سياسياً واقتصاديا واجتماعيا وكسب الحقوق لتصل إلى مرحلة أكثر تقدما، تكون فيها المرأة على قدم المساواة مع الرجل في ميادين العمل لتشكل جزءاً أصيلا من اعتبارات التنمية المستدامة الشاملة ومحركاً للاقتصاد الوطني بناءً على عراقة مشاركتها الوطنية ونضج تجربتها وتميز عطائها. وبإنجاز دولي، تفخر مملكة البحرين كأول دولة عربية تصل إلى المستوى المتميز والفئة الأولى في تقرير الاتجار بالبشر الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية في يونيو 2018م، والذي حظي بإشادات دولية بهذا الإنجاز.
حقوق الإنسان
وفي مجال حقوق الإنسان، حققت مملكة البحرين إنجازاً عالمياً رائدا بفوزها للمرة الثالثة بعضوية حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للسنوات من 2019 ولغاية 2021 تقديراً من المجتمع الدولي لمواقف المملكة المشرفة في مجال صون حقوق الإنسان واحترام الحريات السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية.
إصلاح سوق العمل
وفي مجال سوق العمل، تعد مملكة البحرين من الدول الرائدة في مجال إصلاح سوق العمل وحماية حقوق العمال وتحديداً مشروع تصريح العمل المرن والذي يعتبر أفضل الممارسات الدولية بالإضافة إلى منح العامل الوافد حق الانتقال من صاحب العمل الذي لديه وذلك وفقا للضوابط التي حددها القانون.
التعايش السلمي
تعد مملكة البحرين نموذجاً في التعايش السلمي وحرية الديانات والمذاهب والثقافات بفضل أجواء الحرية والانفتاح التي أرساها صاحب الجلالة- حفظه الله ورعاه- ضمن مشروعه الإصلاحي الشامل وتوج ذلك بتأسيس كرسي جامعي باسم صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى في إحدى الجامعات الأوربية لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان.
سياسة معتدلة
وقال سعادة السفير إن مملكة البحرين تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية حكيمة ومعتدلة ومتوازنة آخذه بالانفتاح والتواصل طريقاً وبالإيمان والصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية والرخاء الاقتصادي هدفا في إطار من التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي ومع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو امن واستقرار ورفاهية ورقي كافة شعوب العالم.
التعاون العماني البحريني
وأشار سعادة سفير مملكة البحرين إلى أنه وفي إطار تطوير وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وقعت البحرين وسلطنة عمان على 5 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية مشتركة في هذا العام تشمل الثقافة والسياحة والتقاعد المدني وحماية البيئة والقطاع الشبابي والرياضي، وذلك أثناء الاجتماع اللجنة العليا البحرينية العمانية المشتركة الذي عقد في شهر سبتمبر الفائت. وفي مجال العمل البرلماني، تم عقد اجتماعات ولقاءات بين السلطة التشريعية في كلا البلدين من اجل تعزيز العمل البرلماني المشترك وتنسيق المواقف البرلمانية في المحافل الإقليمية والدولية. وفي المجال الاستثماري، تم الاتفاق بين غرفتي التجارة والصناعة في كلا البلدين على اتخاذ الخطوات التي من شأنها تعزيز الاستثمار وذلك من خلال تأسيس شركة قابضة للاستثمار تجمع رجال الأعمال في كلا البلدين وذلك لدفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى آفاق أوسع لتحقيق المصالح المشتركة والتي تعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين وتطلعاتها نحو مستقبل أفضل لبناء الحاضر والمستقبل. وفي مجال تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فقد تم تأسيس العديد من الشركات البحرينية التي تعمل في السلطنة في مختلف المجالات ومنها التطوير العقاري والإنشاءات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأشار سعادة سفير مملكة البحرين إلى أنه وعلى الرغم مما تحقق إلا أننا نأمل في فتح آفاق واعدة للشراكة الإستراتيجية بين البلدين على كافة المستويات، وزيادة التبادل التجاري بما يعكس طموح وتطلعات قائدي البلدين صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعــــظم- حفظه الله ورعاه، ويترجم العلاقات الأخوية والتاريخية المتأصلة بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان الشقيقة.