«الصحة» تحتفل بالذكرى السادسة لخلو السلطنة من التراخوما

بلادنا الأربعاء ١٤/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٢:٥٥ ص
«الصحة» تحتفل بالذكرى السادسة لخلو السلطنة من التراخوما

مسقط -
احتفلت السلطنة ممثلة بوزارة الصحة مساء أمس بالذكرى السنوية السادسة لخلوها من مرض التراخوما وذلك برعاية وزير الصحة معالي د.أحمد بن محمد السعيدي وحضور ممثلة منظمة الصحة العالمية بالسلطنة سعادة د.أكجيمال ماجتيموفا وذلك بفندق جراند حياة بالقرم.

حيث اعترفت منظمة الصحة العالمية بخلو السلطنة من مرض التراخوما في شهر نوفمبر العام 2012 لتكون أول دولة في العالم يتم الاعتراف بخلوها من هذا المرض.
وألقى مدير عام الرعاية الصحية الأولية بالوزارة د.سعيد بن حارب اللمكي كلمة ترحيبية قال فيها: قامت السلطنة بعمل العديد من البحوث والدراسات التي تعطي دلالات علمية عن مستوى انتشار المرض في المجتمع، فمن خلال المسح الذي قامت به وزارة الصحة في العام 1997م كانت نسبة التراخوما 2.2 % ونسبة التواء الشعرة 1 %. وفي مسح آخر تم إجراؤه العام 2009م كان معدل الإصابة بالتواء الشعرة هو 1 لكل 1000 من السكان. أما في العام 2017م فكانت نسبة التراخوما لدى الأطفال الأقل من 10 سنوات 0.04 %.
وأضاف د.سعيد اللمكي: من خلال استراتيجية SAFE التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، وطبقتها السلطنة كباقي دول العالم، تمت السيطرة على انتشار المرض والوصول به لأدنى المستويات أي أقل من المستويات التي حددتها منظمة الصحة العالمية. كذلك تم إدخال مرض التراخوما من ضمن أمراض الترصد الوبائي حيث يتم التبليغ عن الحالات ومعالجتها فورا. ومع تطور الأنظمة تم تفعيل نظام التبليغ الإلكتروني التابع لدائرة الأمراض المعدية بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض التي ترصد الأمراض وتتخذ الإجراءات اللازمة من أجل علاجها.
وأكد اللمكي بأن الجهات الحكومية وغير الحكومية بالسلطنة لعبت دورا مهما وبارزا في المساهمة في انخفاض هذا المرض وكان لأفراد المجتمع بشكل عام دور فاعل وتعاون مثمر في تحقيق هذا الإنجاز، وتقدم الوزارة شكرها وتقديرها للكوادر الطبية والطبية المساعدة العاملين بالبرنامج الوطني لرعاية صحة العين والأذن الذين عملوا بكل تفان في تدريب الكوادر في الرعاية الصحية الأولية والصحة المدرسية الذي كان له الأثر في القضاء على التراخوما.
وكانت السلطنة قد قطعت شوطا كبيرا في التخلص من مسببات هذا مرض التراخوما على حسب معايير منظمة الصحة العالمية، حيث كان (برنامج مكافحة التراخوما) إحدى الركائز الأساسية بوزارة الصحة الذي ابتدأ فعليا منذ العام 1982م. ومن خلال التقارير والدراسات التي أُجريت منذ ذلك الحين إلى الآن، فقد كانت نسبة الإصابة بالتراخوما في العام 1980 تقارب من 70-80 %، فانخفضت النسبة إلى 39 % في العام 1984م. وكانت نسبة التواء الشعرة في نفس العام 9 %. أما في العام 1991 فقد انخفضت الإصابة بالمرض إلى 15%. وقد تم إدراج استراتيجية SAFE التي تبنّتها منظمة الصحة العالمية من أجل القضاء على مرض التراخوما وهي تعنى بالتالي:
جراحة لتصحيح مراحل متقدمة من المرض في الجفن العلوي، المضادات الحيوية لعلاج العدوى النشطة، وذلك باستخدام دواء (أزيثروميسين) للمصابين بالمرض والمحيطين بهم، نظافة الوجه للحد من انتقال المرض، والتغيّر البيئي وتوفير المياه النظيفة وتحسين الصرف الصحي.

جهود وزارة الصحة في

مواجهة مرض التراخوما

تبنّت وزارة الصحة برنامج مكافحة التراخوما العام 1982م الذي كان أحد الركائز الرئيسية لعمل الوزارة، وكان اللبنة الأولى في سبيل مواجهة والقضاء على المرض. كما أصدرت الوزارة الدليل الإرشادي عن رعاية صحة العين العام 1995م ويتضمن فقرة كاملة عن الاهتمام بكيفية الوقاية والعلاج عن مرض التراخوما ثم تلاه إصدار آخر العام 2000م.
وفي العام 2005م قدمت السلطنة برنامجا متكاملا نموذجيا لبرنامج مكافحة التراخوما في الاجتماع ذي الاختصاص الذي عقد في جنيف وقد نال هذا البرنامج استحسان الجميع واستنسخت بعض الدول هذا البرنامج. كذلك تم إدخال برنامج مكافحة التراخوما ضمن مجال صحة العين في الخطط الخمسية لوزارة الصحة، وكان لوزارة التربية والتعليم دور فعال في توفير الجو المناسب والجيد في المدارس لما يخص دورها في متابعة الحالات التي تحتاج إلى علاج وكذلك توفير المياه الصالحة للشرب والبيئة النظيفة والتثقيف الصحي بالإضافة إلى الدور الفعال الذي قامت به وزارة البلديات الإقليمية وبلدية مسقط في المحافظة على بيئة نظيفة خالية من المخلفات.