سد دجانيا (إسرائيل) - رويترز
ورد في التوراة أن السيد المسيح عبر بحيرة طبرية سيرا قبل نحو ألفي عام. والآن لا يتطلب ذلك معجزة.
ففترات الجفاف الطويلة والاستهلاك المفرط استنزفا مياه البحيرة لدرجة أن جزيرة من الأعشاب والحشائش تشكلت عند حافتها الجنوبية وستتحول قريبا إلى شبه جزيرة. ويسير المصطافون والصيادون لمسافة على شواطئها السبخة للوصول إلى المياه.
ويعرض نضوب مياه البحيرة أكبر خزان مياه في إسرائيل للخطر، إذ يخفض مستوى المياه في نهر الأردن والبحر الميت. ويقضي كذلك على معلم ينافس القدس كمقصد جذب للزوار المسيحيين.
وترى إسرائيل حلا للمشكلة في التحلية، وهي من روادها على مستوى العالم. وتعتزم أن ترفع إلى المثلين كمية مياه البحر المتوسط التي تعالجها على أن تضخ نصفها في البحيرة عبر أنابيب تمتد 75 كيلومترا.
وقال وزير الطاقة يوفال شتاينتز، الذي يتقلد حقيبة المياه، لرويترز "نحن نفعل ذلك لإنقاذ طبيعتنا ولمكافحة الاحتباس الحراري ولمنع التأثير... التأثير المدمر للاحتباس الحراري على بحيرة طبرية وأيضا لإيجاد مخزون مهم للغاية من المياه لدولة إسرائيل".
ورحّب خبراء البيئة بهذه الخطوة. وآخر مرة كانت بحيرة طبرية فيها ممتلئة بالمياه عام 2004، وانخفض منسوبها ستة أمتار. وقد تفصلها أسابيع فقط عن الوصول إلى "الخط الأسود"، الذي يمثل مستوى 214.87 متر تحت سطح البحر، مما يجازف بتعرضها لتلوث دائم وتغيّر في الضغط جراء الرواسب.
ويأمل الإسرائيليون أن ترجئ أمطار الشتاء ذلك لحين ضخ أول مياه محلاة فيها العام المقبل.
سيسمح الحفاظ على البحيرة لإسرائيل بتقديم مزيد من المياه للأردن بموجب معاهدة السلام لعام 1994.
وقال نائب رئيس السفارة المسيحية الدولية في القدس ديفيد بارسونز، والتي تشرف على تواصل الطائفة الإنجيلية مع إسرائيل "إذا لحق ببحيرة طبرية والأردن والنظام البيئي بأكمله ضرر يتعذر إصلاحه، فقد يستخدم أعداء إسرائيل ذلك ضدها".
وأضاف "قد يؤثر أيضا على السياحة المسيحية على الأرض. من الجيد جدا أن نرى إسرائيل تتخذ خطوات مسؤولة للتصدي لذلك في نهاية المطاف".
وتقوم خطة إسرائيل على ضخ 120 مليون متر مكعب سنويا. ويأمل شتاينتز أن يرتفع ذلك إلى ثلاثة أمثال في تصويت للحكومة الشهر المقبل. وقال إن هذه السعة ستسد النقص في مياه البحيرة بحلول 2026.
وتوقع زيادة بسيطة في رسوم المياه على المستهلكين، وذلك للمساعدة في دفع كلفة البنية الأساسية البالغة 622 مليون دولار.
لكن في ظل إجراء انتخابات برلمانية في 2019 واقتراب حلول شتاء مطير على نحو غير معتاد، يخشى البعض أن تواجه طبرية الإهمال مجددا.
وقال مدير فرع إسرائيل بجماعة إيكو بيس/أصدقاء الأرض الشرق الأوسط جدعون برومبرج "مكمن الضعف في هذا البرنامج هو أن سلطة المياه عليها أن تواصل الالتزام برفع إنتاج المياه المحلاة إلى الحد الأقصى... وهذا التزام قد يتغير كل عام".
وفي المقابل تحدث مدير سلطة المياه جيورها شاحام بنبرة مطمئنة.
وقالت "نحتاج هذه المياه، ليس فقط نحن وإنما الأردنيون أيضا لأنهم يواجهون ظروفا صعبة للغاية الآن فيما يتعلق بمشكلة المياه".