"مصيرة" جزيرة الشواطئ الرملية الخلابة والبحار المرجانية الدافئة

مزاج الاثنين ٢٩/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٠:٥٣ ص
"مصيرة"
 جزيرة الشواطئ الرملية الخلابة والبحار المرجانية الدافئة

مسقط - خالد عرابي

تعتبر "مصيرة" الجزيرة الأكبر في السلطنة، وتقع قبالة ساحل منطقة تسمى بر الحكمان ويمكن الوصول إليها عن طريق العبّارات، كما تقع قبالة الساحل الجنوبي الشرقي من عمان وتمتد بطول 15 كيلومترا من الشواطئ الرملية الخلابة والبحار المرجانية الدافئة التي تجذب العديد من السيّاح محبي المغامرات والاستكشاف، كما تحتوي على الكثير من السلاحف بأنواعها المختلفة وخاصة الخضراء، حيث توصف بأنها موطن لأربعة أنواع من السلاحف التي تعشش وهي: الأبلة، والأخضر، ومنقار الصقر، وسلاحف ريدلي الزيتون، وجميعها يمكن اعتبارها من السلاحف النادرة بتنوعها الرائع، كما توجد بالجزيرة الغزلان، وتوصف الجزيرة أيضا بأنها تضم أكثر من 130 نوعا من الطيور التي تقع عند الشواطئ الجنوبية الغربية حيث الشعاب المرجانية والتي ترتبط بالحياة البحرية المتنوعة. ويمكن خلال زيارة الجزيرة القيام بمجموعة كبيرة من الرياضات البحرية مع الرحلات في الصحاري والتلال القريبة، حيث تضم الجزيرة عددا من التلال المنخفضة والتي يتم فصلها عن المجموعة الشرقية من قبل السهل الرملي الواسع الذي يتخلله العديد من التلال. بينما يرتفع جبل مضرب إلى 256م ويمتد إلى حوالي 13 كيلومترا من الطرف الشمالي من جنوب الجزيرة.

رحلة لا تعوض
وتعتبر جزيرة مصيرة من بين أهم المواقع البيئية والسياحية في السلطنة والتي تحظى باهتمام بالغ في مجال الصون، وتتمتع ببيئة سياحية متفردة تشمل شواطئ ناصعة البياض وأودية نظيفة وجُزراً صغيرة تعتبر مأوى للطيور متعددة الأنواع، وأماكن مليئة بالحياة النباتية ومواقع للغوص تضم شعابا مرجانية متنوعة، ومناطق بعيدة عن أضواء المدينة فتعطي سماؤها الفرصة لمحبي رصد ومشاهدة النجوم والكواكب، والبحار المفتوحة لممارسة هواية صيد الأسماك حيث تشتهر الجزيرة بمصائدها الوفيرة في بحر العرب والمحيط الهندي.
وتبلغ مساحة جزيرة مصيرة حوالي 640 كيلومترا مربعا وطولها 95 كيلومترا ويفصلها عن الساحل الشرقي للسلطنة خليج صغير يبلغ عرضه ما بين 10 إلى 15 ميلا، كما يمكن الوصول إليها عبر عدة طرق برية ممهدة تماما تؤدي إلى مرفأ شنّة بولاية محوت بمحافظة الوسطى، ومنه يمكن استقلال العبّارات إلى الجزيرة في وقت يبلغ ساعة في العبّارات الحديثة التي تمتلكها الشركة الوطنية للعبّارات، وما بين حوالي ساعة وعشر دقائق إلى ساعة ونصف في العبّارات الأخرى التي تؤدي دورا كبيرا فيما يتعلق بالتنقل من وإلى الجزيرة وخدمة الحركة السياحية ونقل الركاب والمؤن والبضائع المختلفة بما يسهم في تعزيز وتنشيط جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الجزيرة.

جذب سياحي طوال العام
وتشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة النقل والاتصالات إلى وجود 11 عبّارة تعمل على خط شنّة - مصيرة والعكس، قامت (العبّارات الأهلية) حتى نهاية شهر أغسطس من العام الجاري بـ2075 رحلة من مرفأ مصيرة إلى مرفأ شنّة مقابل 1775 من مرفأ شنّة إلى مرفأ مصيرة، بينما نفّذت العبّارات التابعة للشركة الوطنية للعبّارات 1581 رحلة من وإلى جزيرة مصيرة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، ونقلت أكثر من 127 ألف راكب، فيما قامت خلال العام 2017 بـ2980 رحلة في الاتجاهين ناقلة 194 ألفا و214 راكبا.
تستقطب الجزيرة آلافاً من السياح على مدار العام، حيث يأتون إليها من داخل السلطنة ومن جنسيات مختلفة من خارجها مستمتعين بطقسها المعتدل ونقاء بيئتها وجمال شواطئها وقضاء إجازة هادئة إضافة إلى صيد الأسماك ورحلات الغوص والقيام بالرياضات البحرية ومشاهدة الطيور والسلاحف. وقد أكدت إدارة السياحة بمحافظة جنوب الشرقية على ذلك حينما أعلنت قبل فترة أن هناك 15189 سائحا تم تسجيلهم في كشوفات المنشآت الفندقية والسياحية بجزيرة مصيرة خلال العام 2017 أقاموا في منشآتها السياحية المرخصة من فنادق وشقق فندقية، هذا بخلاف الأعداد الكبيرة من المواطنين والسيّاح ممن زاروا الجزيرة طوال العام لقضاء أجازاتهم لمدة يوم واحد دون المبيت وهم لم يتم تسجيلهم أو احتسابهم.

مشاهدات مذهلة وأنشطة ممتعة
ويمكن للسائح القادم إلى جزيرة مصيرة مشاهدة أربعة أنواع من السلاحف، حيث تضم الجزيرة ثاني أكبر تجمّع في العالم وأكبر تجمّع في المحيط الهندي لسلحفاة الريماني، التي تعشش بها ما بين 30 إلى 60 ألف سلحفاة سنويا، كما يوجد بها نوعان من السلاحف، وهما الزيتونية التي لا تبيض في شواطئ ولايات السلطنة الساحلية الأخرى إلا في شواطئ جزيرة مصيرة، وسلحفاة الشرفاف التي تعشش وتبيض في الجزيرة وتجمّعها في السلطنة يعتبر الأكبر على مستوى العالم (500 إلى 1500 سلحفاة تبيض سنويا)، بينما تعشش السلحفاة الخضراء في معظم شواطئ مصيرة.
وتعتبر الجزيرة موقعا مميزا لمشاهدة الحوت الأحدب الذي يعتبر أكثر الحيتان وجودا في بحار السلطنة، كما يوجد بها الدلفين طويل المنقار، وطيور الرخمة المصرية، حيث تعتبر الجزيرة من أهم الموقع بالعالم لتجمّع هذا الطائر، وهي أيضا المكان الوحيد في السلطنة الذي يوجد فيه طائر زقزاق السرطان وهو طائر مهاجر أبيض اللون، إضافة إلى وجود العقاب النساري، وطائر البلشون الرمادي والنحام الكبير وصياد السمك، وصياد السمك أبيض الياقة وخطاف البحر سانتوش وخطاف البحر أبيض الخد، وكلها في الجزء الغربي من الجزيرة.
وتعد ممارسة رياضة ركوب الأمواج على ساحلها الشرقي من الرياضات التي بدأت تنتشر حاليا، حيث تنشط الأمواج خلال الفترة ما بين شهري يوليو وسبتمبر من كل عام تأثرا بالرياح الموسمية.
وتوجد بالجزيرة عدة فنادق من فئة نجمة واحدة وحتى ثلاث نجوم وشقق فندقية واحدة وبيت ضيافة، وسيتم خلال العام الجاري تدشين منشأة أخرى جديدة من الشقق الفندقية تضم 15 شقة، وافتتاح فندق آخر يضم 43 غرفة خلال العام المقبل، كما أن هناك تراخيص جديدة قادمة.