حلقة نقاشية عن علاقة الإبداع بالنقد في جامعة السلطان قابوس

مزاج الأحد ٠٧/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٤:١٩ ص
حلقة نقاشية عن علاقة الإبداع بالنقد في جامعة السلطان قابوس

مسقط - ش

نظمت جامعة السلطان قابوس يوم "الخميس" الفائت ممثلة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية وبالتعاون مع النادي الثقافي حلقة نقاشية بعنوان علاقة الإبداع بالنقد.

بدأت الحلقة بكلمة ترحيبية من د.محمد بن سالم المعشني أستاذ مشارك ورئيس قسم اللغة العربية بالكلية وقد شكر جميع من شارك وساهم في إعداد الحلقة، وقام د.أحمد يوسف أستاذ مشارك من القسم نفسه بإدارة الجلسة كما تحدث عن معنى الفكر النقدي وعن علاقة الإبداع بالنقد وبأن النقاد والمبدعين لابد من أن يكون لديهم علاقة وسلطة يتفقون فيها مع بعضهم، مشيرًا إلى ضرورة توفر شرط الحرية في الجامعة، لتكون منبراً للإبداع وتبادل الأفكار والرؤى، ليترك الفرصة بعد ذلك للأساتذة والنّقاد ليتحدثوا عن أفكارهم وزوايا نظرهم، وتجاربهم في مجال الكتابات الأدبية والنقد.

افتتح الحوار د.خالد بن محمد البلوشي أستاذ مساعد بقسم اللغة الإنجليزية بالحديث عن تجربته في هذا المجال وتطرق إلى كيفية الجمع بين الإبداع والنقد في آن واحد وما تركه يبدع في الشعر والنقد، واستمع الحضور إلى قصته التي تضمنها بموقف مقارنة بين امرأة سوداء، وامرأة بيضاء وماذا سيقول زوج كل واحدة منهما لها، منطلقا بهذا التأمل إلى إيجاد حالة شعورية نقدية ذاتية، وصنف نقده بأنه قريب جدا من نقد الذات، لنطلق الشاعر من خلال تأملاته في مجال الكتابة الشعرية والنقدية، وهو في صدد إصدار إحدى الكتب النقدية قريبا، وانتقل الميكرفون إلى الشاعر محمود حمد الذي عرضت أغلب عناوين أعماله الشعرية في الجلسة وتحدث عن العلاقة بين المبدعين والنقاد وأشار بأن المبدع يحتاج للنقد، وأن المجالين مكملان لبعضهما، حيث تطرق إلى اللغة الشعرية كونها لغة الخاصة لنجد بالمقابل لغة عامة يشترك في فهمها الجميع، أشار أيضا إلى أن القلق الفني هو المشكل لوجود علاقة بين الإبداع والنقد. وبالنسبة للدكتور الشاعر إسحاق الخنجري فقد ذكر بأن النقد والإبداع شيء جمالي وعلاقتهما هي تركيب عاطفي في لحظة من الزمن، مشيرًا إلى أن قيم الجمال تتطلب تأملا واعيا، ليثير بعدها العديد من التساؤلات حول جوهر النقد والإبداع، وحول قضية هل يعي الشاعر ما يقول؟ مقدما من خلال ذلك لمحة عامة حول رؤيته في علاقة النقد بالإبداع، لينتقل الحديث بعد ذلك إلى الدكتور مبارك الجابري الذي قدم تفسيرا للنقد والأدب بتعمق أكبر لدى الشعراء والأدباء، حيث تحدث عن ثلاث وقفات سريعة، وهي وهم التسمية انطلاقا من مبدأ أن التسمية طريق لمحاصرة الخطاب، والوقفة الثانية حول قضية الطلاق بين النقد والإبداع، إذ أن الفصل بينهما لا يصح فالنقد الذي يؤتي ثمره، هو من يضيف للإبداع شيء آخر، ليتحدث أخيرا عن وهم التجربة التي تجمع بين النقد والإبداع، كون هذه التجارب هي المعبر الحقيقي لماهية النقد والإبداع.

في نهاية الحلقة فتح الباب للأسئلة والنقاش بين الحضور والمشاركين، وقد تفاعل فيها الجميع بطرح العديد من التساؤلات التي شارك في إجابتها جميع المشاركين في الندوة من الأساتذة والنقاد، لتنتهي الجلسة بقول الدكتور أحمد يوسف: "يبدو هنا أن الكلام هو المنتصر وليس النقد أو الإبداع"، وقد شهدت الندوة حضوراً كبيراً من قبل الطلبة والأكاديميين من قسم اللغة العربية ومن كلية الآداب والعلوم الاجتماعية.