أعضاء بالشورى يشيدون بجهود توثيق تراث السلطنة

بلادنا الأحد ٢٠/مارس/٢٠١٦ ٠١:٣٢ ص
أعضاء بالشورى يشيدون بجهود توثيق تراث السلطنة

مسقط -
زارت لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشورى المتحف الوطني بهدف الاطلاع على هذا المكون الثقافي الذي يرصد التراث ويحفظ مكنوناته وفق أحدث التقنيات وبأساليب متنوعة تعكس مدى العناية التي تقوم بها وزارة التراث والثقافة في سبيل الحفاظ على التاريخ العماني.

تكون وفد مجلس الشورى من أصحاب السعادة أعضاء لجنة الإعلام والثقافة برئاسة سعادة حمودة بن محمد الحرسوسي رئيس اللجنة، وعدد من أعضاء لجنة التربية، بالإضافة إلى جملة من موظفي الأمانة العامة بالمجلس من الباحثين والمختصين، حيث اطلعوا خلال الزيارة على المقومات السياحية والثقافية والتاريخية التي يتميز بها المتحف الوطني الذي يضم ما يزيد عن خمسة آلاف قطعة أثرية تؤرخ لمختلف الحقب التاريخية بالسلطنة.
في بداية الزيارة قدم المدير العام للمتحف جمال الموسوي نبذة مختصرة قال فيها: يعد المتحف الوطني في السلطنة مشروعاً حيوياً يهدف إلى تحقيق رسالة ثقافية إنسانية والارتقاء بالوعي العام وترسيخ القيم العُمانية النبيلة وتفعيل انتماء المواطن والمقيم والزائر للسلطنة وتاريخها وتراثها وثقافتها وتنمية قدراتهم الإبداعية والفكرية.

إبراز الأبعاد الحضارية

وأشار الموسوي في حديثه إلى أن المتحف يسعى إلى الحفاظ على الشواهد والمقتنيات المادية والمعنوية المكونة لتاريخ وتراث وثقافة وفنون السلطنة بكافة تجلياتها وإبراز الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية لأكثر من مليوني عام مع توظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات الإدارة المتحفية وإدارة المقتنيات والعرض والمعروضات والمعارض والأنشطة الخاصة وخدمات الزوار والتربية المتحفية والبحوث والإصدارات والعلاقات العامة والتسويق ونظم الأمن المتحفي إضافة إلى تقديم الرؤية والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة. وأوضح مدير عام المتحف أنه مشروع وطني يهدف إلى المحافظة على مكنونات التراث الثقافي العماني من خلال دعم الأبحاث والدراسات العلمية والتاريخية والخطط للحفظ والصون الوقائي إضافة إلى التعليم والتواصل المجتمعي الذي يتحقق من خلال مركز التعليم الذي يقدم الخدمات التعليمية المتميزة لكافة الزوار ومختلف الفئات العمرية خاصة للأطفال والفئات العمرية للطلاب ومن خلال تقديم خدمات الزوار المتميزة وللفئات الخاصة.
وذكر الموسوي أن المتحف الوطني يضم أول مركز للتعليم المتحفي في السلطنة وأول مرافق للحفظ والصون الوقائي صُممت وفق معايير المجلس الدولي للمتاحف، كما أنه أول مبنى عام في السلطنة يضم تسهيلات متقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم المكفوفون وذوو الإعاقة الجسدية من خلال توظيف رموز لغة (برايل) بالعربية وتوظيف العرض المكشوف حتى يمكن التفاعل مع المقتنيات بشكل حسي مباشر، وهو أول متحف في الشرق الأوسط يقوم بتوظيف رموز (برايل) العربية في سياق التفسير المتحفي ومنظومة المخازن المفتوحة حيث يستطيع الزائر أن يشاهد ويعايش المراحل التي تمر بها التحف الأثرية من جرد وتوثيق وفحص مبدئي وحفظ وصون وصولاً إلى مرحلة حفظها بالشكل المؤقت في المخازن المفتوحة، وما كان سابقا يتم خلف الكواليس سيكون في المتحف الوطني متاحا للمشاهدة بشكل ثابت ومتواصل.
وأشار الموسوي إلى أنه سيكون للمتحف لاحقاً موقع على الشبكة العالمية للمعلومات «الإنترنت» حيث سيتاح المجال للباحثين والدارسين للاطلاع على الأبحاث والدراسات المتاحة في هذا الجانب والتعرف عن كثب على هذه المفردات.

15 قاعة متحفية

وقام الوفد الزائر بزيارة قاعات المتحف البالغ عددها 15 قاعة متحفية ومنها: قاعة الأرض والإنسان، وقاعة التاريخ البحري، وقاعة السلاح، وقاعة المنجز الحضاري، وقاعة الأفلاج، وقاعة العملات، وقاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة، وقاعة عمان والعالم الخارجي، وقاعة عظمة الإسلام، وقاعة عصر النهضة، إلى جانب وجود قاعة مخصصة للمعارض المؤقتة تم تصميمها وفق الضوابط والمعايير المتبعة عالميا لهذا النوع من المنشآت ومجهزة بشاشات عرض إلكترونية تمثل مفاتيح للزائر حول مكونات القاعة وتعمل باللمس، وتعرفوا خلال جولتهم على أبرز مكونات تلك القاعات وتاريخها. كما شاهد وفد مجلس الشورى عرضا سينمائياً في قاعة سينمائية توظف تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد لعرض الأفلام الوثائقية ذات المدلول الثقافي الغزير، يستخدمها المتحف الوطني لتعريف زواره بتراث السلطنة وحضارتها.

وناقش أعضاء لجنة الإعلام والثقافة بالمجلس مع مدير المتحف والمختصين به أبرز التحديات التي صادفت إنشاءه، وكذلك الأسباب التي أجلت افتتاحه أمام الزوار، وكيف يمكن تخطيها في المرحلة المقبلة لاسيما من خلال تأهيل عدد كبير من العمانيين المختصين في دراسة المتاحف لأن هذا الصرح الثقافي بحاجة إلى مزيد من الكوادر المؤهلة والقادرة على العمل فيه وفق خلفيات علمية ومعرفية كافية من خلال فتح تخصصات في مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة في مجال إدارة المتاحف.

وعبرت اللجنة والوفد الزائر عن سعادتهم بالمستوى الذي وصل إليه مجال حفظ وصوت التراث العماني من خلال هذا المكان. وفي ختام الزيارة أشادت اللجنة بالجهود المبذولة من قبل وزارة التراث والثقافة في حفظ وتوثيق وصون التراث العماني وجمعه ضمن هذا الصرح الثقافي الذي يعد نافذة مهمة للتعريف بتراث السلطنة عبر أجيال ممتدة، كما أنه يسهم في التعريف بتاريخ السلطنة لجميع زوارها. وعبّر أصحاب السعادة أعضاء المجلس عن سعادتهم بما شاهدوه من توظيف التقنيات الحديثة في مجال التعريف بتراث السلطنة، وأبدت اللجنة تمام استعداداها لدعم القائمين على المتحف من خلال رصد التحديات ودراستها ورفع مرئيات من شأنها تحقيق الأهداف المرجوة.