التجارة الإلكترونية تنتظر التطوير

بلادنا الاثنين ٢٤/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٢:٣٢ ص
التجارة الإلكترونية تنتظر التطوير

مسقط - محمد سليمان

أكد خبراء ومختصون أن التجارة الإلكترونية في السلطنة تواجه العديد من التحديات، مشيرين إلى أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد إقبالاً أكبر بفعل الظروف والمتغيّرات العالمية.

وفي هذا السياق أكد عضو هيئة التدريس بجامعة السلطان قابوس د.عبدالله البحراني أن السلطنة ما تزال في طور «المستورد» للتجارة الإلكترونية، موضحا أنه لا توجد حتى الآن مشاريع تجارية «حقيقية» في السلطنة قائمة على التجارة الإلكترونية كخدمات متكاملة، باستثناء المبادرات الفردية البسيطة، والجهات والمؤسسات الحكومية.
وأكد البحراني أن معظم خدمات التجارة الإلكترونية، إن لم تكن كلها، «مستوردة» مثل مواقع حجز تذاكر الطيران والسفر والفنادق، أو مكاتب الأيدي العاملة، لاسيما وأن السنوات المقبلة ستتحوّل فيها المعاملات العالمية إلى التقنية الرقمية «ديجيتال».
وأقرّ عضو هيئة التدريس بالجامعة أن هناك العديد من المبادرات التي تبنّتها الجهات الحكومية مثل الصندوق العماني لتقنية المعلومات، وحاضنات هيئة تقنية المعلومات، بالإضافة إلى بعض مبادرات القطاع الخاص مثل «عمانتل» وغيرها. وبجانب ذلك تقام مسابقات لتشجيع الشباب على استخدام التقنيات، لكنه أكد أن القضية أعمق من ذلك بكثير قائلا: نحن بحاجة إلى إيجاد مجتمع لديه الوعي الكامل بالتجارة الإلكترونية كقضية.
وأكد البحراني أنه لا توجد في السلطنة حتى الآن تجارة إلكترونية بمعناها التفاعلي الكامل، فضلا عن أن هناك قطاعات بأكملها غابت عن هذا التوجه منها على سبيل المثال «قطاع التأمين».
وأوضح البحراني أن المشكلة تكمن في «عدم توجه» الأفراد أصحاب العقول التجارية، للتجارة الإلكترونية أو تفعيلها، مع العلم أن البنوك لا تمول مثل هذه المشاريع الحيوية الصاعدة.
من جانبه أشار رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة تجارة وصناعة عمان أحمد بن عبدالكريم الهوتي إلى أن البنية الأساسية المطلوبة لنشر تعاملات التجارة الإلكترونية ما تزال غير مكتملة وفي بداياتها، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك مستقبلا كبيرا ينتظرها خلال السنوات المقبلة؛ نظرا لأن الجهود التي تبذل من كافة القطاعات وصلت إلى الجاهزية المثلى لتطبيق الفوترة الإلكترونية، والدفع الإلكتروني، وغيرها من التعاملات الأخرى. وأضاف الهوتي أن جزءا من المشكلة يكمن في عدم ربط الجهات الحكومية بعضها ببعض، وأيضا ربطها مع الجهات الخاصة، وقال: نتوقع للتجارة الإلكترونية انتشارا أكبر إذا اكتملت البنية الأساسية المطلوبة لإنجاز هكذا تعاملات.
وأشار الهوتي إلى أن تحديات التجارة الإلكترونية مرتبطة أيضا بالثقافة والوعي الغائبين حولها، بالإضافة إلى أن الهجمات الإلكترونية، وعدم طمأنينة الجمهور إلى التعامل معها، دفع الكثير إلى الانصراف عن استخدامها.