خميس البلوشي
لايزال موضوع اختيار المدرب الجديد لمنتخبنا الوطني الاول يحظى بمتابعة كبيرة من الوسط الرياضي الذي يترقب ما ستسفر عنه كل هذه الاجتماعات والمداولات والتسريبات المباشرة وغير المباشرة والتلميحات والوعود المتواترة..عملية اختيار المدرب الجديد للمنتخب تكون معنا الشغل الشاغل في كل مرة لاننا لسنا كبقية الفرق او المنتخبات التي يكون البديل معها جاهزاً ..ننتظر الايام القادمة على اعتبار ان موعد الكشف عن هوية المدرب القادم يتجدد من أسبوع الى اخر وربما نجد العذر للجنة المشرفة على الامر لانها امام مسؤولية كبيرة فالقادم اصعب والتركة ثقيلة وترتيب البيت يحتاج الى مهندس حقيقي ..قلت في وقت سابق ان موضوع المدرب اصبح يندرج تحت بند( عِلمٌ لا ينفع وجهالةٌ لن تضر) لكثرة الإشاعات وتعدد المصادر ولأنه موضوع سيتم عاجلا او اجلا ولا داعي لكل هذه الفبركات والاجتهادات والتحليلات والانفرادات التي لا تحكي الحقيقة ..الشيء الوحيد الذي يمكن به تفسير مايحدث هو ان الجماهير الوفية قلبها على المنتخب الذي فقد الكثير من هويته وتريده ان يعود للامس القريب والجميل وتريد مدرباً يغير اللوحة القاتمة التي رسمها لوجوين ومن معه طيلة اربع سنوات ..اعذروا الجماهير في هذا الامر فهي التي تأتي الى الملعب بساعات في كل الأوقات صيفاً وشتاء وتهتف طيلة المباراة وتؤازر الفريق في كل محطاته في الوقت الذي يجلس فيه البعض على أريكة مريحة ويشربون الشاي الاحمر والأخضر ..
وحتى يأتي المدرب الجديد ونعرف هويته وشكله ولونه وخبرته واهدافه وطموحه فان احوال المنتخب أصبحت عجيبة وتتقاذفه الفلسفات من كل جانب وهو الان في معسكر لم يسبق له مثيل ولا نعلم كيف نصنفه ؟! هل هو معسكر تدريبي او تعريفي او ترفيهي ؟! والسؤال هنا سؤال استفهامي لا تهكمي وحاشا لله..اذا كان معسكراً تدريبياً فالمنتخب بدون مدرب معتمد وإذا كان معسكراً تعريفياً لان هناك اسماء جديدة تم استدعاؤها فالامر لا يستحق ذلك وإذا كان معسكرات ترفيهياً فالوقت غير مناسب أبداً رغم جمال الطقس..أربعة أشخاص يقودون هذا المعسكر الذي لا نعلم الهدف منه وكأن المنتخب محطة تجارب مع كل الاحترام والتقدير للجميع ..المنتخب بدون مدرب والأسماء تم اختيارها من قبل الادارة الفنية بالاتحاد وبعض العناصر جديدة من منتخب الشباب والمعسكر بدون مباريات ودية ..معسكر عجيب فعلاً ..كيف تم اختيار القائمة ولماذا الزج ببعض لاعبي منتخب الشباب في معسكر لا يسمن ولايغني من جوع؟! اذا كان لابد من عمل المعسكر واختيار اللاعبين لأي سبب كان منطقياً او دعائياً أو غيره فكان من الأولى الاعتماد على العناصر المعروفة التي كانت مع المنتخب حتى لا نقع في الحرج امام الوسط الرياضي لأن هناك اسماء قدمت في نصف الموسم مستويات جيدة جداً وتستحق التواجد مع المنتخب ..ماذا سيكسب اللاعبون من المعسكر؟! ألم يكن بقاؤهم مع أنديتهم افضل ؟ خاصة أؤلئك اللاعبون الذين سيخوضون دور ال١٦ من مسابقة الكاس ..تخيلوا المعسكر ينتهي بعد غدٍ الثلاثاء ومباريات الكاس يومي الأربعاء والخميس اي ان اللاعبين لن يتدربوا مع أنديتهم تحضيرا للكاس ؟! سألت عدداً من المختصين بكرة القدم العمانية من فنيين وإداريين ولاعبين سابقين عن ماهية وفائدة هذا المعسكر من وجهة نظرهم ووجدتهم اكثر استغراباً مني ..بل ان احدهم قال بصريح العبارة :( نحن نتفنن في صناعة المشاكل وتهييج الجماهير والمتابعين) وهو امر خطير جداً خاصة للجماهير التي وجدت قائمة المنتخب جاهزة للمعسكر ومعلنة وبكل ثقة دون ان تعلم من قام باختيارها وهو الامر الذي يعزز فيهم الاعتقاد المعروف بان قائمة المنتخب كالمعتاد لا تخضع لرأي المدرب واختياراته..(لا اتفق مع هذا الاعتقاد بنسبة كبيرة جداً لكنني لا الوم من يعتقده اذا كان هذا هو حالنا)..فنحن من نفتح الأبواب على انفسنا وبالتالي علينا ان نتقبل شكل وقوة الرياح التي ستدخل..ورغم كل المظاهر البراقة والتفنن في تزيين المواقف الا اننا لا نحسن صناعة التوافق والود والشراكة مع من حولنا وننظر للآخرين على انهم (لا يفهمون كرة القدم ) ..
وعلى كل حال نتمنى ان يأتي مدرب المنتخب قريباً حتى نعرف الى اين نحن ذاهبون وأتمنى ان يأتي قريباً حتى نقطع الشك باليقين ونُنهي هذ الحالة الرمادية التي أصبحت أرضاً خصبة للاجتهادات والمنافسة في تقديم المعلومة المتأرجحة بين الشك واليقين لأن (ظَنُ العاقل خيرٌ من يقينِ الجاهل ).
خميس البلوشي