واشنطن تلغي حسابات وتأشيرات مكتب منظمة التحرير الفلسطينية

الحدث الثلاثاء ١٨/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:٤٣ ص

واشنطن - رويترز

في العام 1994 سمحت الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة التحرير الفلسطينية بأن تفتح مكتبا لها في واشنطن، ليكون الجهة الممثلة رسميا لجميع الفلسطينيين. وقام الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون حينها بإلغاء قانون ينص على أن الفلسطينيين لا يستطيعون الحصول على مكاتب.

وتقوم مهمة المكتب على تسهيل التفاعل بين السلطات الفلسطينية والحكومة الأمريكية، باعتبار أن الولايات المتحدة لا تعترف بدولة فلسطين، وليس للفلسطينيين أي تمثيل دبلوماسي أو قنصلي فوق الأراضي الأمريكية.
لكن إدارة ترامب قررت تغيير التعامل مع مكتب المنظمة حينما قررت إغلاقه بل والقضاء على أي وجود له فقد ذكر رئيس مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن السفير حسام زملط أن الولايات المتحدة ألغت تأشيرات عائلته في أحدث تفاقم للعلاقات بين الإدارة الأمريكية والقيادة الفلسطينية.
وأضاف زملط أن عائلته، بما في ذلك طفليه، غادرت الولايات المتحدة بعد إبلاغها بأن تأشيرات أفرادها ستصبح غير سارية عند إغلاق مكتب البعثة الشهر المقبل. وكان من المقرر أن ينتهي العمل بالتأشيرات في العام 2020.
وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين أن المكتب الذي يقع في واشنطن سيغلق. وانتقدت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي الإدارة الأمريكية ووصفتها بأنها «انتقامية». وأضافت في بيان «وكأن إعلان أمريكا إغلاق مكتبنا في واشنطن العاصمة لم يكن كافيا. هذا السلوك الانتقامي من قبل إدارة ترامب بغيض. لقد صعّدت الولايات المتحدة محاولاتها للضغط على الفلسطينيين وابتزازهم إلى مستوى جديد».
وقال زملط في مقابلة إن اثنين من موظفي المكتب التقيا بأفراد في طاقم الخارجية الأمريكية الأسبوع الفائت طلبوا عقد الاجتماع.
وأضاف: «أبلغت الخارجية الأمريكية زميلينا، في إطار مناقشة الإغلاق، بأن تأشيرات زوجتي وطفلي تعتمد على بعثة منظمة التحرير الفلسطينية ولذلك لن تصبح سارية بعد إغلاق المكتب وبأنهم إذا أرادوا البقاء فسيضطرون لتغيير وضع الهجرة الخاص بهم».
وتابع: «يتنافى هذا مع الأعراف الدبلوماسية. لا علاقة للأطفال والزوجات والعائلة بالخلافات الدبلوماسية».
وأثارت القيادة الفلسطينية غضب البيت الأبيض بقرارها مقاطعة جهود السلام منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها في تحوّل عن السياسة الأمريكية المعمول بها منذ عقود. ووضع القدس إحدى أكبر العقبات في سبيل التوصل لأي اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويقود جاريد كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه مسعى لوضع خطة سلام تهدف لإطلاق مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لإنهاء الصراع القائم منذ عقود. ولم يُتّخذ قرار بعد بشأن موعد عرض المبادرة.
وأغلقت واشنطن الحسابات المصرفية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في خطوات وصفتها المنظمة «بالانتقامية».
واعتبر السفير الفلسطيني في واشنطن حسام زملط أن هذه الإجراءات جزء من الهجمة على القضية والشعب والقيادة الفلسطينية انتقاما لموقفهم الرافض لما أسماها صفقة القرن.
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني إن قرار إغلاق الحسابات المصرفية تم في نفس يوم إغلاق مكتب المنظمة في واشنطن، ووصف القرار الأمريكي «بالهمجي واللاإنساني والذي لا يمت للأعراف الدبلوماسية بشيء».
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف إن السفير حسام زملط مقيم منذ أربعة أشهر في رام الله (بالضفة الغربية)، بناء على طلب من القيادة الفلسطينية.