موسكو-واشنطن-دمشق- وكالات:
دعت روسيا، أمس الأربعاء، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لعدم السماح بحدوث أي استفزاز كيميائي في مدينة إدلب السورية. وقال مندوب روسيا لدى المنظمة ألكسندر شولغين، إن بلاده «ستقوم بكل ما يمكن للحيلولة دون ذلك»، داعياً المنظمة لعدم السماح بحدوث أي استفزاز في إدلب. بينما قالت الأمم المتحدة إن الأسوأ ربما لا يزال قادما في الطريق في إدلب، محذرة من شن هجوم عسكري شامل، بعد أن استأنفت الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها ضرب مواقع الجماعات الإرهابية هناك.
وفر أكثر من 30 ألف شخص حتى الآن من منازلهم من آخر معقل تسيطر عليه الجماعات المسلحة المسلحة في شمال غرب سوريا،
لكن متحدثا باسم الأمم المتحدة قال إن عملية عسكرية في هذه المنطقة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين شخص بينهم مليون طفل و 1.4 مليون نازح داخليا قد تؤدي إلى كارثة إنسانية مُحتملة.
أين كلمة المنظمة؟
وأضاف ألكسندر شولغين، لقناة «روبتلي» الروسية: «المنظمة يجب أن تقول كلمتها، بعدم السماح بحدوث هذا الاستفزاز. عدد من الوفود اتفق مع وجه النظر هذه، وأكدنا أنه يجب القيام بكل ما يمكن من أجل تجنب حدوث استفزاز».
بدء التصوير
وجاء في البيان: «حسب المعلومات الواردة من سكان محافظة إدلب، بدأ في منطقة جسر الشعور السكنية تصوير تمثيل استفزاز يزعم استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين». قال مركز المصالحة الروسي في سوريا في بيان إنه وبحسب المعلومات الواردة من سكان إدلب، فقد بدأت أعمال تصوير محاكاة استفزاز يزعم استخدام سلاح كيميائي من قبل الجيش السوري.
سيناريو دقيق
وجاء في البيان: «حسب المعلومات الواردة من سكان محافظة إدلب، بدأ في منطقة جسر الشعور السكنية تصوير تمثيل استفزاز يزعم استخدام الجيش السوري «للأسلحة الكيميائية» ضد المدنيين». وأشار مركز المصالحة الروسي، إلى أن سيناريو «الهجمات الكيميائية» في سوريا يفترض تقديم المساعدة للمدنيين من قبل «الخوذ البيضاء» بعد استخدام مزعوم للجيش السوري لـ «براميل متفجرة» تحتوي على مواد سامة، وقام المسلحون «بنقل عبوتين تحتوي على مواد سامة يدخل الكلور في تركيبتها، من بلدة خربة الجوز إلى مدينة جسر الشغور» من أجل إضفاء طابع مقنع على التسجيل المصور.
أطقم التصوير
وأشار المركز إلى أن أطقم تصوير تابعة لقنوات تلفزيونية شرق أوسطية وفرع إقليمي لإحدى القنوات الإخبارية الأمريكية قد حضرت منذ الصباح إلى جسر الشعور. وأن «سيناريو تصوير الهجوم الكيميائي المفبرك يتضمن «تقديم المساعدة» لسكان جسر الشعور بواسطة «نشطاء الدفاع المدني» (الخوذ البيضاء) بعد هجوم مزعوم باستخدام الجيش السوري ما يسمى «ببراميل القنابل الجوية» التي تحتوي على مواد سامة».
ثم التسليم للقنوات
وأعلن المركز أن جميع التسجيلات المصورة للهجوم الكيميائي المزعوم في جسر الشغور ستُسلم لوسائل الإعلام حيث قال في بيانه إن: «جميع التسجيلات المصورة لهجوم كيميائي مزعوم في جسر الشغور ستُسلم إلى مكاتب تحرير القنوات التلفزيونية لتبث على الهواء بعد نشرها في الشبكات الاجتماعية».
تحذير روسي
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد حذرت في وقت سابق، من أنه يتم الإعداد لاستفزاز بالأسلحة الكيميائية في سوريا، ليكون ذريعة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لمهاجمة منشآت حكومية سورية. وكانت الدول الثلاث قد قامت بمهاجمة أهداف حكومية سورية في وقت سابق، واصفة الضربة بأنها رد على هجمات كيميائية.
محاولات إفشال
كما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال القمة الثلاثية للدول الضامنة حول الأزمة السورية، والتي عقدت في طهران 7 سبتمبر الجاري، بأن المجموعات المتطرفة المتبقية في سوريا والمتمركزة في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب تقوم بمحاولات لإفشال وقف إطلاق النار، علاوة على ذلك، يحضرون لتنفيذ أنواع مختلفة من الاستفزازات، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية.
شحنة جديدة
وكانت مصادر محلية أفادت لوكالة «سبوتنيك» الروسية في 22 أغسطس الفائت، من داخل محافظة إدلب بأن عناصر من الخوذ البيضاء يستقلون 8 سيارات «فان مغلقة» قاموا بنقل شحنة جديدة من البراميل من معمل اطمة عند الحدود التركية، المتخصص بإعادة تصنيع مادة الكلور، وتوجهوا من ريف إدلب الشمالي مرورا بمدينة أريحا وصولا إلى مناطق بجسر الشغور، تحت حماية مشددة من قبل مسلحي «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي «المحظور في روسيا».
براميل بلاستيكية
وأضافت المصادر أن السيارات المغلقة المذكورة كانت تحمل براميل بلاستيكية كبيرة أشاعت تركيا فيما مضى أنها تحوي على الكلور السائل لأغراض تعقيم مياه الشرب، وتم نقل هذه الشحنة من أحد المستودعات في بلدة اطمة الحدودية باتجاه جهة مجهولة في منطقة جسر الشغور، تزامنا مع استدعاء ما يسمى عناصر الاحتياط في «الخوذ البيضاء» في عدة مناطق بإدلب والطلب منهم الالتحاق فورا بالعمل من دون وجود أية معلومات إضافية عن سبب الاستدعاء.
ووصل سوريون هاربون من العنف في إدلب بأعداد كبيرة إلى قرى قرب الحدود التركية خشية أن تشن دمشق هجوما شاملا على معقل الجماعات الإرهابية.
وقال علي المحيمد (50 عاما) والذي فر من قرية سرجة في محافظة إدلب مع عائلته الأسبوع الفائت: «ما حدث كان دمارا في كل الأماكن وحرائق أمر لا يمكن وصفه». وقال لرويترز من قريبة قرب معبر باب الهوى مع تركيا: »لم يفرقوا بين المدنيين والآخرين» حسب تعبيره.
وانتقل للعيش في خيمة هناك مع 13 من أقاربه في مقر إيواء مؤقت بعد دفع إيجار لصاحب الأرض.
وقال المحيمد وهو أب لخمسة أبناء إن الناس يفرون بالمئات وبعضهم لا يجلب معه سوى أغطية وأدوات مطبخ. وأضاف: «الناس يأملون أن يكون ذلك هو الصواب الآن.. هنا الوضع أكثر أمانا من هناك لكن الغيب بيد الله». وقال إنه إذا تقدمت القوات الحكومية على نحو أقرب صوبنا فلن يكون لنا أي خيار سوى اللجوء إلى الحدود التركية. وأضاف: «لا يوجد مفر».
وتقول دمشق وموسكو إنهما لا يستهدفان سوى الفصائل المسلحة ويسعيان لإنهاء حكم متشددين مرتبطين بالقاعدة على منطقة إدلب. وتشكل إدلب جزءاً كبيراً من الركن الشمالي الغربي لسوريا وهي آخر معقل للجماعات المسلحة.