موسكو-دمشق-واشنطن:
رصدت مراصد بحرية روسية توجُّه غواصة «نيوبورت نيوز» الأمريكية إلى شرق البحر المتوسط بعد عبورها لمضيق جبل طارق مع اقتراب الاستعدادات الروسية لمساندة هجوم قوات الجيش السوري لاستعادة محافظة إدلب من سيطرة الجماعات المسلحة وبخاصة جبهة النصرة المصنفة دوليا جماعة إرهابية وجبهة تحرير الشام التي تصنفها سوريا وروسيا وتركيا وإيران بالإرهابية.
يذكر أن هذه الغواصة «نيوبورت نيوز» التي أكد مرصد Navy Vessels دخولها إلى البحر المتوسط تحمل صواريخ «توماهوك». وتفيد المعلومات المتوفرة عن وجود غواصتين أمريكيتين أخريين مسلحتين بصواريخ توماهوك في البحر المتوسط.
كما دخلت مدمرة صاروخية أمريكية أخرى مسلحة بصواريخ «أرلي بيرك» هي «ونستون شرشل» إلى البحر المتوسط في الأول من سبتمبر.
ويعتقد مراقبون بأن الولايات المتحدة تحشد صواريخ توماهوك في البحر المتوسط لقصف أهداف في سوريا.
وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في الثالث من سبتمبر بأن العسكريين الروس رصدوا حشد الولايات المتحدة لصواريخ جوالة (كروز) في الشرق الأوسط.
وقال المتحدث العسكري الروسي إن مدمرة «روسّ» الأمريكية دخلت إلى البحر المتوسط في 25 أغسطس حاملة 28 صاروخ توماهوك.
وكر للإرهابيين
ورفض الكرملين تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من شن هجوم على إدلب السورية الواقعة تحت سيطرة المعارضة قائلا إن المنطقة أصبحت «وكرا للإرهابيين».
وكان ترامب حذر الرئيس السوري بشار الأسد وحليفيه إيران وروسيا من «التهور بشن هجوم» على إدلب قائلا: إن مئات الآلاف قد يلقون حتفهم في ذلك الهجوم.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن وجود مسلحين إدلب يقوض عملية السلام السورية ويجعل المنطقة قاعدة لشن هجمات على القوات الروسية في سوريا.
فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، امس الأربعاء، أن موسكو لا تثق بإشارات الولايات المتحدة وبريطانيا حول الوضع في سوريا، وأن أكثر ما يقلقها خطر وقوع استفزازات جديدة، مشيرا إلى أن بلاده تعمل بشكل انتقائي وبدقة في سوريا. وقال ريابكوف: «نحن، كما قلنا مرارا، نتصرف بدقة وبشكل انتقائي، في محاولة لتقليل المخاطر المحتملة ضد المدنيين».
وأضاف ريابكوف ردا على طلب الصحفيين التأكيد ما إذا كانت العملية العسكرية في منطقة إدلب قد بدأت: «من وجهة النظر العسكرية، الأمر حول بدء العملية العسكرية سيكون أكثر وضوحا، بعد أن يعقد قادة الدول الضامنة الثلاث (روسيا، إيران، تركيا) محادثات يوم غدا الجمعة في طهران .
وتجهز دمشق، بدعم من حليفتيها روسيا وإيران، لهجوم بهدف استعادة إدلب والمناطق المجاورة في شمال غرب البلاد واستأنفت الضربات الجوية العنيفة أمس الأول الثلاثاء بعد أسابيع من الهدوء.
ونسبت صحيفة تركية إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوجان قوله إن أي هجوم على إدلب سيكون «مذبحة خطيرة» وعبر عن أمله في أن تتمخض قمة مع زعيمي روسيا وإيران يوم الجمعة لبحث الأمر عن نتيجة إيجابية.
وقالت الأمم المتحدة إن النازحين يشكلون بالفعل نصف عدد من يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا وعددهم ثلاثة ملايين.
وتعاني فصائل المسلحين في إدلب من انقسامات ويسيطر تحالف جهادي يشمل الجناح السابق لتنظيم القاعدة في سوريا على معظم الأراضي. وصنفت الأمم المتحدة التحالف المعروف باسم هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية.