انسحاب قوات روسيا من سوريا بين الجدل والامل

الحدث الخميس ١٧/مارس/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
انسحاب قوات روسيا من سوريا بين الجدل والامل

عواصم – ش – وكالات

أكدت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السورى بشار الأسد أن القوات الروسية قد تعود إلى سوريا بعد انسحاب الجزء الأكبر منها من البلاد.
وقالت شعبان امس الأربعاء - إنه "إذا سحب الأصدقاء الروس جزءا من قواتهم، هذا لا يعنى أنها لا يمكن أن تعود"، كما نفت أن يكون الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يقوم بالضغط على دمشق بخطوة سحب القوات الروسية، مؤكدة استقلالية القوات السورية وقدراتها العسكرية.
وأضافت أنه "بعد أن تنسحب القوات الروسية، فإن الخطوة المقبلة هى أن يخفض المجتمع الدولى الإمدادات إلى فصائل المعارضة التى تقاتل الحكومة السورية
وكان بوتين قد أعلن يوم الاثنين الماضى أنه سيتم سحب معظم القوات الروسية من سوريا. ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة أخرى من طائراتها غادرت قاعدة جوية روسية فى سوريا وعادت إلى أرض الوطن. يأتى إعلان امس الأربعاء بعد يومين من إصدار الرئيس فلاديمير بوتين أوامر للجيش الروسى بسحب معظم القوات القتالية من سوريا، مما يشير إلى نهاية الحملة الجوية الروسية التى استمرت أكثر من خمسة أشهر
الانسحاب من قاعدة حميميم يتزامن مع استئناف محادثات السلام التى توسطت فيها الأمم المتحدة فى جنيف بين الحكومة السورية وممثلى المعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب. ولم توضح روسيا متى ستغادر المجموعة التالية من الطائرات أو كم عدد الطائرات التى سيتم سحبها.
من جانبه قال رئيس الأركان الإسرائيلى جابى ايزنكوت إن إسرائيل تفاجأت بإعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين انسحاب قواته من سوريا. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن " ايزنكوت" خلال كلمته بلجنة الخارجية والأمن بالكنيست أن الجيش الروسى لم يقوم بأى تنسيق مع الجيش الإسرائيلى قبل انسحاب القوات الروسية، موضحا أنه كان هناك تنسيق كبير فى سوريا قبل الانسحاب.
وقال ايزنكوت إن روسيا لم تنسحب بشكل كامل من على الأرض، وإنما قرار سحب القوات جاء عقب اكتمال العمليات التى خطط لها قبل إرسال القوات، مؤكدا أن هناك قوات روسية كبيرة لا زالت تعمل على الأرض فى مناطق عسكرية عدة. وقالت الإذاعة أن تصريحات ايزنكوت حول روسيا تعد أول رد فعل رسمى من إسرائيل حول هذا القرار.

مؤشر إيجابي
من جانبه وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جود ظريف قرار روسيا سحب قواتها من سوريا "بالمؤشر الإيجابي" الذي يدل على إمكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة.
ونقلت محطة (برس.تي.في) التلفزيونية الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني قوله خلال زيارة إلى النمسا أمس الثلاثاء "حقيقة أن روسيا أعلنت أنها ستسحب جزءا من قواتها تشير إلى أنهم لا يرون حاجة وشيكة للجوء إلى القوة للحفاظ على وقف إطلاق النار."
وأضاف "قد يكون ذلك في حد ذاته مؤشرا إيجابيا."
وتجري الحكومة السورية والمعارضة المدعومة من الغرب محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف في إطار جهود دبلوماسية مدعومة من الولايات المتحدة وروسيا بغية إنهاء الصراع. وتدعم إيران الأسد في الصراع المستمر منذ خمس سنوات
و نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها اليوم الأربعاء إن سحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية في سوريا لن يضعف الرئيس بشار الأسد.
وذكرت المتحدثة ماريا زاخاروفا أن سوريا ستكون الموضوع الرئيسي لزيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لموسكو الأسبوع المقبل.

"تطور مهم" وآمال
واعتبر مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الانسحاب الجزئي للقوات الروسية "تطورا مهما"، واعرب عن الامل في ان يكون له "تاثير ايجابي" على مفاوضات السلام في جنيف.
ورحبت فرنسا بحذر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية "اخذنا علما باعلان الرئيس بوتين. وفي حال ترجم الى وقائع فسيكون تطورا ايجابيا. لا بد من تشجيع اي خطوة تساهم في تخفيف حدة التوتر".
واعلن متحدث باسم البيت الابيض ان "المؤشرات الاولية تدل على ان روسيا تنفذ قرارها" بالانسحاب، مشيرا في الوقت ذاته الى انه من المبكر جدا تحديد تاثيرات هذا القرار.
واوضحت وزارة الدفاع الاميركية ان "أقل من عشر" طائرات روسية غادرت سوريا حتى الان من اصل خمسين.
وقال المتحدث باسم الوزارة بيتر كوك "في الوقت الراهن، نحن ننتظر مثل أي شخص آخر معرفة ما سوف تفعله روسيا. سنحكم عليها من خلال افعالها".
وقال وزير الخارجية الاميركي انه سيتوجه "الى موسكو الاسبوع المقبل للقاء الرئيس بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف لمناقشة كيف يمكن ان نحرك العملية السياسية بشكل فعال ونحاول الاستفادة من هذه اللحظة".
وبالاضافة الى الطائرات الحربية، تنشر روسيا نحو اربعة الاف جندي في سوريا فضلا عن بطاريات مدافع، وفقا لتقديرات وزارة الدفاع الاميركية. كما تنشر ثلاثين مروحية عسكرية ودبابات من طراز تي-90.
وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الروسي ان اكثر من 800 عسكري سيبقون في سوريا، بالاضافة الى انظمة الدفاع الجوي.

انتقال سياسي
في جنيف، اعلنت الامم المتحدة انها تسلمت من كل من وفدي المعارضة والنظام وثيقة تتضمن رؤية كل منهما لمرحلة الانتقال السياسي، التي اعتبرها دي ميستورا الاثنين "النقطة الاساسية" في المفاوضات.
وقال الموفد الدولي الخاص الى سوريا اثر اجتماعه الرسمي الاول اليوم مع الوفد السوري المعارض "تسلمت ورقة من الجانب الحكومي (...) وكذلك من المعارضة"، مضيفا "سنقوم بتحليلهما ونرى ماذا يمكن ان نفعل بهما".
واستهل دي ميستورا اجتماع امس بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الضحايا الذين قتلوا خلال النزاع في الذكرى الخامسة لاندلاعه، معتبرا انه كان يجب "الوقوف 300 الف دقيقة صمت"، في اشارة الى عدد القتلى الذين تقدر الامم المتحدة انهم سقطوا في سوريا خلال الحرب.
وقال عضو الوفد السوري المفاوض جورج صبرا بعد اللقاء "اكدنا على موقفنا من ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات اي تنفيذ القاعدة الاساسية التي بنيت عليها عملية الانتقال السياسي في بيان جنيف 2012".
واتفقت مجموعة عمل من الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وتركيا ودول عربية في 30 حزيران/يونيو 2012 في جنيف على مبادئ مرحلة انتقالية تتضمن هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، لكن الاطراف المعنية بالنزاع اختلفت على تفسير هذه المبادىء التي لم تلحظ بوضوح مصير الاسد، نقطة الخلاف الابرز.
واعلنت المعارضة استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام عبر وساطة دي ميستورا اذا حققت المفاوضات تقدما.
واشار دي ميستورا الى انه يفضل الانتظار حتى تحين "اللحظة المناسبة لهذه المفاوضات المباشرة".
وتعقد المفاوضات في ظل هدنة مستمرة منذ نحو ثلاثة اسابيع مع خروقات محدودة في سوريا، وتنظيم قوافل مساعدات انسانية الى المناطق المحاصرة.
ورحب محققو الامم المتحدة بـ"التراجع الملحوظ" للعنف. وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا باولو بينيرو في جنيف "الان، للمرة الاولى، هناك امل بالتوصل الى نهاية" النزاع.

..................

دعوة لاستقبال 400 ألف لاجئ سوري إضافي
واشنطن - ش دعا المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي المجتمع الدولي إلى استقبال 400 ألف لاجئ سوري إضافي.
وأعلن غراندي خلال أول زيارة له إلى واشنطن بعد تعيينه مفوضا من قبل الأمم المتحدة "في 30 مارس، سأترأس اجتماعا في جنيف حيث سأطلب خلاله من المجتمع الدولي استقبال 10 في المئة من اللاجئين السوريين".
وأوضح للصحافيين أن "عشرة في المئة هو عدد كبير من الأشخاص. أي ما يشكل أكثر من 400 ألف شخص" من اللاجئين الفارين من الحرب السورية التي دخلت الثلاثاء عامها السادس.
وأدى النزاع السوري الذي بدأ في 15 مارس 2011 إلى مقتل أكثر من 270 ألف شخص، وتهجير نصف السكان، أربعة ملايين منهم فروا خارج سوريا، وأكثر من ستة ملايين نزحوا داخلها.
وتكافح الدول المجاورة لسوريا، تركيا ولبنان والأردن، من أجل التعامل مع تدفق اللاجئين الذي أدى إلى نشوء أزمة إنسانية وسياسية في أوروبا.
وقد استقبلت كندا وألمانيا عشرات الآلاف من اللاجئين، في حين أن بلدانا أخرى، بينها الولايات المتحدة، تتباطأ في استقبالهم.
وأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما باستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري خلال السنة المالية 2016 (أيلول/سبتمبر 2016-تشرين الأول/أكتوبر 2017). وقبل ستة أشهر، لم يتمكن إلا 1115 لاجئا من دخول الأراضي الأميركية.