التعليم والمسؤولية المشتركة!

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٧/أغسطس/٢٠١٨ ٠٢:٤٩ ص
التعليم والمسؤولية المشتركة!

علي بن راشد المطاعني

يستعد الطلبة والطالبات في مراحل التعليم المختلفة من رياض الأطفال إلى الجامعات لبدء العام الدراسي الجديد (2018 -2019) ولينهلوا من ينابيع العلم العذبة ما شاء لهم، وليمتطوا صهوة خيول الجد والاجتهاد من أجل الوصول إلى الغايات السامقة علوا وهي بناء الأمة والرقي بالمجتمع والنهوض بالذات أدبا وعلما وثقافة وخلقا، ولله الحمد من قبل ومن بعد إذ التعليم متاح للجميع من المرحلة الابتدائية إلى الجامعية وبالمجان وهذا الفضل وتلك النعمة من ثمرات النهضة المباركة التي لا تعلو عليها أي قيمة أخرى، هذه الجهود المضنية التي بذلت لتوفير التعليم للجميع لن تكتمل دائرة نجاحها إلا بتضافر الجهود وتكاملها ما بين مؤسسات التعليم وأولياء الأمور ليقوم كل طرف بالمسؤولية الملقاة على عاتقة كما يحب ربنا ويرضى.
الحقيقة الساطعة والحديثة والمؤكدة اليوم أن صيغ التعلم قد اختلفت عن النمط القديم، أضحى التعلم الذاتي واكتساب المعرفة والمهارة هي الأساس في التفوق، ولابد من إكساب التلميذ هذه المقومات منذ نعومة أظافره ليشب عليها ولتبقى أمرا عاديا بالنسبة إليه مع مرور السنين مع التأكيد على حقيقة أن النهوض بالمستويات التعليمية هي مسؤولية الأفراد، والمقصود بالأفراد هو البيت قبل المدرسة، ليدرك أولياء الأمور بأنه مع افتتاح المدارس لأبوابها فإن أبواب المسؤولية الجسام قد فتحت أبوابها لديهم في ذات اللحظة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
المسؤولية المعنية والملقاة على عاتق أولياء الأمور تتمثل في متابعة تحصيل الأبناء في المدارس وحتى الكليات والجامعات، وتهيئة الأجواء المنزلية المناسبة للمراجعة والبحث والاستقصاء في بطون الكتب وفي أرفف المكتبات عن كل معلومة وردت في المنهج الدراسي، كما أن متابعة المواظبة تعد أمرا لا يستهان به.
الحقيقة المسلم بها أن متابعة الأبناء لم تعد محصورة في رياض الأطفال وفي المراحل الابتدائية كما يُعتقد، لقد استطالت تلك المسؤولية حتى اقتحمت أسوار الجامعات والكليات داخل السلطنة وخارجها، باعتبار أن التعثر في مراحل التعليم العليا عواقبه وخيمة ومؤلمة فذلك يعني أن الزرع لن يأتي يوم حصاده المنتظر، تلك لحظات مدمرة بكل المقاييس، فصخب الحياة والمغريات المعروفة تغري الشباب بالانغماس في مياهها الآسنة، بعدها يأتي الغرق والفصل من الجامعة أو الكلية، فالجامعات لا تتواني عن اتخاذ هذه الخطوات حفاظا على سمعتها الأكاديمية التي لن تفرط فيها تحت أي شعار كان.
بالطبع لا ننكر أن هناك من أولياء الأمور من يضع كل تلك الحقائق نصب عينيه ولا يحيد عنها أبدا، فهم فعلا وحقا كما أشرنا، هؤلاء هم بالفعل قدوتنا الحسنة والتي نأمل أن ينهل الجميع من تجاربهم الناجحة مع أبنائهم، هؤلاء هم الموقنون بأن المدرسة أو الكلية إنما تضع فقط الخطوط العريضة التي يتعين السير على هداها، أما تأكيد السير على تلك الخطوط فهي مسؤولية البيت ومسؤولية أولياء الأمور أعانهم الله.
نتطلع أن يكون العام الدراسي والأكاديمي الجديد عاما مبهرا بالنجاح والتفوق وبالإنجازات العلمية المدوية، فنجاح الأبناء وتفوقهم هو الرحيق الذي ننتظر تذوقه في نهاية العام بعدها ننيخ مطايانا لنستريح بعد طول عناء.