صعدة (اليمن) - رويترز
شيّع آلاف اليمنيين عشرات الأطفال الذين قُتلوا في ضربة جوية شنّتها طائرات التحالف العربي على حافلة في شمال اليمن في واحدة من أعنف الهجمات على مدنيين في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وقالت جماعة أنصار الله والقوات المتحالفة معها إن ما لا يقل عن 40 طفلا قُتلوا في الضربة الجوية التي أصابت الحافلة يوم الخميس أثناء مرورها في سوق ضحيان وهي بلدة في محافظة صعدة التي يسيطر عليها أنصار الله.
ورغم الغضب الشديد الذي ينتاب جماعات حقوق الإنسان الدولية ومسؤولو الأمم المتحدة، وصف التحالف الضربة بأنها «عمل عسكري مشروع» استهدف ضرب قادة أنصار الله. ويقول التحالف إنه لا يتعمّد مهاجمة أهداف مدنية وإنه شكّل لجنة للتحقيق فيما يتردد عن سقوط أعداد من الضحايا في ضربات جوية لكن اللجنة برّأت التحالف في أغلب الحالات.
ونقلت سيارات النعوش الخشبية التي تحمل صور الأطفال من ساحة كبيرة أقيمت فيها صلاة الجنازة إلى المقابر حيث حفرت صفوف من القبور يوم الجمعة. وردد المشيعون هتاف «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل» في تكرار لشعار أنصار الله.
وقال فارس الرازحي ناعيا ابنه البالغ من العمر 14 عاما «ابني ذهب إلى السوق للقيام ببعض المهمات المنزلية ووقعت ضربة «العدو» الجوية وأصيب بشظية ومات».
وتقود الرياض وأبوظبي تحالفا من الدول الإسلامية تدخّل في الحرب اليمنية العام 2015 في محاولة لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا للسلطة بعد أن طردها أنصار الله والقوات المتحالفة معهم من العاصمة صنعاء العام 2014.
وقال التحالف يوم الجمعة إنه سيحقق في الضربة الجوية بعد أنْ أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الهجوم ودعا إلى تحقيق مستقل.
لكن وكالة الأنباء السعودية ذكرت يوم السبت أن البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة سلّمت رسالة لجوتيريش تؤكد فيها أن «الائتلاف لدعم الشرعية في اليمن ذكر أن الاستهداف الذي حدث يوم الخميس الموافق 9 أغسطس 2018 في محافظة صعدة، هو عمل عسكري مشروع استهدف قادة أنصار الله الذين كانوا مسؤولين عن تجنيد وتدريب الأطفال الصغار، ومن ثم إرسالهم إلى ساحات القتال كما استهدف أحد أبرز المدرّبين على الأسلحة، بما في ذلك مدرّب على القنص. وإن هذا العمل العسكري تم وفقا للقانون الإنساني الدولي وقواعده العرفية».
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش: «للأسف الحرب لا يمكن أن تكون عملية نظيفة... لكنني أقول إن على جميع الأطراف قبول دورها فيما تقوم به».
وقال التحالف في بادئ الأمر بعد الهجوم إن الضربة كانت تستهدف مطلقي صواريخ استخدمها أنصار الله في مهاجمة منطقة جازان في جنوب السعودية.
وقال وزير الصحة اليمني في حكومة أنصار الله والقوات المتحالفة معهم طه المتوكل، الأسبوع الفائت، إن التقديرات تفيد بأن عدد القتلى 51 منهم 40 طفلا وإن 79 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح منهم 56 طفلا. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر العدد نفسه نقلا عن السلطات في صعدة.
ونقلت قناة المسيرة التابعة لأنصار الله، الاثنين الفائت، عن مسؤول بقطاع الصحة قوله إن طفلا آخر توفي متأثرا بجراحه مما يرفع عدد القتلى إلى 52 قتيلا.
وحضر رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي الجنازة وحمَّل الولايات المتحدة المسؤولية عمّا وصفه بأنه مذبحة ضد أطفال اليمن.
وتقدّم الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى السلاح ومعلومات المخابرات للتحالف وانتقدتها منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان بسبب الضربات الجوية للتحالف التي قتلت مئات المدنيين في مستشفيات ومدارس وأسواق.
وقالت متحدثة باسم الجيش الأمريكي إن القوات الأمريكية لم تشارك في الضربة الجوية يوم الخميس. وحثّت وزارة الخارجية الأمريكية التحالف على «إجراء تحقيق مفصَّل يتسم بالشفافية».
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الأحد الفائت إنه أرسل جنرالا إلى الرياض «لبحث ما حدث».