لغز ماليزيا

الحدث الثلاثاء ٣١/يوليو/٢٠١٨ ٠٣:٥٤ ص
لغز ماليزيا

كوالالمبور - - وكالات

أصدر محققون أمس الاثنين تقريرا عن تحقيق بشأن طائرة الرحلة إم.إتش 370 المفقودة التابعة للخطوط الجوية الماليزية، وقالوا إنهم لم يتمكنوا من تحديد السبب في واحدة من أكثر حوادث الطيران غموضا في العالم.وقال كوك سو تشون، رئيس فريق التحقيق الخاص بالسلامة في الرحلة إم.إتش 370، للصحفيين «الفريق غير قادر على تحديد السبب الحقيقي لاختفاء طائرة الرحلة إم.إتش 370».

وقال ردا على سؤال بشأن ما إذا كان بمقدورهم يوما معرفة ما حدث على الطائرة «لا يمكن أن تكون الإجابة حاسمة إلا بالعثور على الحطام».

أكثر من 4 سنوات

يأتي التقرير بعد شهرين من إنهاء ماليزيا عملية بحث تحت الماء عن الطائرة كانت تجري بتمويل خاص. وكانت الطائرة تقل 239 شخصا واختفت وهي في طريقها من كوالالمبور إلى بكين في الثامن من مارس العام 2014.

وقالت أسر ركاب الطائرة أمس إن التقرير الذي قُدّم لهم عن التحقيق بشأن الواقعة لم يتضمن جديدا حول لغز اختفاء الطائرة.
وقالت الأسر للصحفيين بعد اجتماع للإعلان عن التقرير إنه سلّط الضوء على ارتكاب أخطاء وعدم الالتزام ببروتوكولات وإرشادات.
وقالت المحامية جريس ناثان التي كانت والدتها آن ديزي على متن الطائرة «نأمل ألا تتكرر هذه الأخطاء وأن توضع إجراءات للحيلولة دون تكرارها في المستقبل».
وأضافت: «ركزوا على نقطة واحدة هي أن التقرير لا يهدف لإلقاء اللوم على أحد، كان تحقيقا عن السلامة فقط».

وقالت إن جهود المحققين كانت محدودة لأنها كانت معتمدة على معلومات مقدّمة لهم.

رغم عمليات البحث

أوقفت ماليزيا يوم 29 مايو عملية بحث استمرت ثلاثة أشهر أجرتها شركة (أوشن إنفينيتي) الأمريكية شمل مساحة 112 ألف كيلومتر مربع في جنوب المحيط الهندي ولم تتوصل إلى نتائج مهمة.

وكانت هذه ثاني عملية بحث كبيرة بعد أن أنهت استراليا والصين وماليزيا عملية بحث غير مجدية تكلفت 200 مليون دولار أسترالي (147 مليون دولار) وغطت مساحة 120 ألف كيلومتر مربع العام الفائت. وقالت الأسر إن التقرير أشار إلى أخطاء ارتكبها مركز مراقبة الملاحة الجوية الماليزي. وأظهر التقرير أنه كانت هناك محاولتان فقط للاتصال بالطائرة من الأرض تفصل بينهما أربع إلى خمس ساعات. وقالت جريس إن المحققين لم يستطيعوا تقديم إجابات شافية عن السبب في عدم إجراء محاولات أخرى للاتصال بالطائرة بعد اختفائها من شاشات الرادار.

ويعتقد المحققون، الذين يحاولون تحديد سبب انحراف الطائرة عن مسارها المقرر وابتعادها آلاف الأميال قبل أن تسقط في المحيط الهندي، أن شخصا ربما أغلق عمدا جهاز الاتصال بالطائرة قبل تحويل مسارها. والطائرة من طراز بوينج 777.
يذكر أن وزير النقل الماليزي، أنتوني لوك، كان قد أعلن في وقت سابق أن بلاده ستقوم في 30 يوليو الجاري بنشر التقرير المفصل حول اختفاء الرحلة (MH370) التابعة للخطوط الجوية الماليزية، والتي كانت متجهة من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى بكين في الثامن من مارس العام 2014.

ونقلت شبكة (يورو نيوز) الأوروبية عن لوك قوله «إن فريق التحقيق في اختفاء الطائرة طراز «بوينج 777» التي كان على متنها 239 شخصا، سيقوم بإطلاع عائلات الضحايا على التقرير في جلسة مغلقة»، مضيفا أنه سيعقد مؤتمر صحفي بعد ذلك. وأشار إلى أن الوزارة ملتزمة بتطبيق معيار الشفافية في هذا التقرير، وأن التقرير «سيُقدَّم كاملا وبدون أي تعديلات أو إضافات»، لافتا إلى أنه سيتم توفير نسخ ورقية منه، كما ستتم إتاحته على الإنترنت لأهالي الضحايا ووسائل الإعلام وكافة المعنيين بالأمر من المجتمع الدولي.
من جانبها، كانت «مجموعة 370» التي تضم ذوي الضحايا طالبت الحكومة الماليزية في وقت سابق، باستعراض ما حدث للطائرة بالإضافة إلى عرض أي تسجيلات مزورة أو محذوفة على صلة بهذه الرحلة وصيانتها.
يذكر أن شركة «أوشن إنفينيتي» الأمريكية التي كانت تولّت البحث عن الطائرة المنكوبة في المحيط الهندي لمدة ثلاثة أشهر أنهت مهمتها في 29 مايو الفائت دون الوصول إلى نتائج جديدة، حيث إن النبأ المؤكد الوحيد في قضية الاختفاء هو طفو حطام ثلاثة قطع من جناح الطائرة المنكوبة في المحيط الهندي.

البحث مجددا مرهون بأدلة جديدة

يذكر أن رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد كان قد أكد أمس أن البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة رحلة رقم (إم.اتش370) والذي انتهى أمس دون العثور على أي أثر ربما يستأنف إذا ظهرت أدلة جديدة. وقال مهاتير في مؤتمر صحفي «وصلنا إلى مرحلة لا يمكننا فيها مواصلة البحث عن شيء لا نستطيع العثور عليه». وأضاف: «إذا وجدنا أي معلومات جديدة فقد نستأنف عملية البحث».
واختفت الطائرة في الثامن من مارس 2014 بينما كانت في رحلة من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 شخصا ليصبح تحديد مكانها واحدا من أكبر الألغاز في تاريخ الطيران في العالم.