بروكسل - رويترز
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن مساعيه دفعت الشركاء الآخرين في حلف شمال الأطلسي إلى زيادة مساهماتهم في الحلف الدفاعي الغربي لكنها ما تزال غير كافية لتخفيف العبء عن كاهل دافعي الضرائب في الولايات المتحدة.
وأضاف ترامب للصحفيين قبل قمة للحلف في بروكسل "قدمت الدول الأخرى حوالي 40 بليون دولار خلال العام الفائت لمساعدة حلف شمال الأطلسي لكن هذا ليس كافيا بعد".
وتابع: "تنفق الولايات المتحدة الكثير والدول الأخرى لا تنفق ما يكفي خاصة بعضها. هذا الوضع مستمر منذ عقود وليس متكافئا ولا عادلا بالنسبة لدافعي الضرائب في الولايات المتحدة وسنجعله عادلا. أريد أن أثني على الأمين العام فهو يعمل بجد شديد لحل هذه المشكلة".
وطلب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكف عن تقريع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بشأن مستويات الإنفاق العسكري قبيل قمة للحلف من المتوقع أن تشهد خلافات.
وقبيل توجهه إلى بروكسل، وبّخ ترامب مجددا حلفاء بلاده في التكتل العسكري لعدم إسهامهم بما يكفي لتمويل الحلف في الوقت الذي تحتفظ فيه تلك الدول بفائض تجاري مع الولايات المتحدة.
وهذا أحدث انتقاد يوجهه ترامب لأعضاء الحلف بشأن القضايا التي تؤثر على العلاقات عبر الأطلسي.
وقال توسك، وهو رئيس وزراء بولندي سابق، عقب توقيع بيان بخصوص زيادة التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "عزيزتي أمريكا: قدري حلفاءك فليس لديك الكثير".
وبصفته رئيسا للمجلس الأوروبي، يرأس توسك زعماء الاتحاد الأوروبي في القمم.
ونشر حلف الأطلسي أمس تقديرات جديدة بشأن الإنفاق الدفاعي لأعضائه العام 2018 أوضحت أن من المتوقع أن تفي لاتفيا وليتوانيا بالحد المستهدف من الإنفاق على الجيش والذي يبلغ اثنين بالمئة من إجمالي الناتج المجلي. ومن بين 29 دولة عضوا في الحلف، لم تفِ سوى الولايات المتحدة وبريطانيا وإستونيا واليونان وبولندا بذلك الهدف في 2017.
وذكر الحلف أن رومانيا أيضا بصدد الوفاء بذلك الهدف في 2018.
وحث عديد من الرؤساء الأمريكيين الحكومات الأوروبية على إنفاق المزيد على جيوشها. لكن ترامب كثّف المطالب لدرجة أثارت قلق الحلفاء من أن يضر ذلك بمعنويات حلف شمال الأطلسي ويُفيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يتهمونه بمحاولة زعزعة استقرار الغرب.
وقال توسك: "عزيزي الرئيس ترامب: أمريكا ليس لديها ولن يكون لديها حليف أفضل من أوروبا.. اليوم ينفق الأوروبيون (مجتمعون) على الدفاع أكثر عدة مرات مما تنفقه روسيا وعلى نفس قدر ما تنفق الصين".
وأضاف أن الأموال ساعدت في تعزيز الأمن الأمريكي، إذ إن الولايات المتحدة تعتبر روسيا والصين تهديدين.
وشدد الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج على أن جميع الحلفاء يزيدون إنفاقهم الدفاعي لأن الاقتصادات في أوروبا تنمو. كما قال إن واشنطن تعزز من أمنها ونفوذها العالمي من خلال الحلف.
وقال: "حلف شمال الأطلسي هو مضاعف القوة للولايات المتحدة".
وذهب ترامب في تغريدة له إلى ما ذهب إليه في تغريدات له أخرى، إذ قال إن واشنطن تتحمّل على نحو غير منصف جميع تكاليف الدفاع عن أوروبا تقريبا.
وقال ترامب: "أستعد للمغادرة إلى أوروبا. أول اجتماع- (مع) حلف شمال الأطلسي. الولايات المتحدة تنفق أكثر مرات عديدة من أي دولة أخرى من أجل حماية تلك الدول. هذا ليس إنصافا بالنسبة لدافع الضرائب الأمريكي".
ويقول المسؤولون الأوروبيون إنه في الوقت الذي يشكّل فيه الإنفاق الدفاعي الأمريكي 70 في المئة من ميزانيات الدفاع لدول التحالف مجتمعة، فإن 15 في المئة فقط من الإنفاق الأمريكي ينفق في أوروبا على شؤون دفاعية مرتبطة بحلف الأطلسي.
وقال ترامب في نفس التغريدة "إضافة إلى أننا نخسر 151 بليون دولار في التجارة مع الاتحاد الأوروبي، فإنهم يفرضون علينا رسوما (حواجز) كبيرة".
واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دولا في حلف شمال الأطلسي بالتقصير في تحمّل نفقاتها العسكرية، مطالبا إياها بـ"تسديد" متأخرات للولايات المتحدة.
وكتب ترامب على تويتر في الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" خلال توجهه إلى بروكسل أن "دولا عدة في حلف شمال الأطلسي ندافع عنها، لا تكتفي بعدم الوفاء بتعهد الـ2 بالمئة، لكنها تقصر منذ أعوام في تحمّل نفقات لا تسددها. هل ستسدد المتأخرات للولايات المتحدة؟"، وذلك في سياق مطالبته المستمرة للأوروبيين بزيادة نفقاتهم العسكرية في إطار الحلف.
وتعهدت الدول الـ29 الأعضاء في حلف الأطلسي بتخصيص 2 بالمئة من إجمالي ناتجها المحلي للنفقات الدفاعية بحلول العام 2024.
وبلغت 4 دول هذا السقف هي الولايات المتحدة وبريطانيا واليونان وإستونيا، فيما ستبلغه 4 أخرى مع نهاية العام هي ليتوانيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا، بحسب ما أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج، الثلاثاء.
لكن انعدام التوازن بين الأعضاء يُثير استياء ترامب الذي يتحفظ خصوصا عن نفقات ألمانيا -أكبر اقتصاد أوروبي- التي لا تشكّل سوى 1.24 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي.
وحذّر الرئيس الأمريكي من أن قمة الحلف في بروكسل والتي تعقد الأربعاء والخميس قد يشوبها التوتر، حتى أنه أعلن أن لقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في هلسنكي في 16 يوليو قد يكون أكثر سهولة.
وفي 2017 أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) لم يعد أبدا من الكيانات التي عفا عليها الزمن متراجعا بذلك عن موقفه السابق الذي سبّب قلقا في الحلف.
حيث أكد ترامب أن الحلف اكتسب أهمية كبرى بعد تنامي خطر "الإرهاب"، مطالبا التحالف ببذل المزيد من الجهد في مجال "مكافحة الإرهاب الدولي، ودعم الشركاء في العراق وأفغانستان".
وكان ترامب قد انتقد حلف الناتو متسائلا عن جدوى بقائه مع دفع الولايات المتحدة حصة مبالغا فيها من مصاريف الحلف مقارنة مع ما تدفعه بقية الدول الأعضاء.
وأضاف ترامب "وقد قلت سابقا إن الناتو قد عفا عليه الزمن لكنه لم يعد كذلك الآن".
وأكد ترامب أنه إذا دفعت الدول الأخرى الأعضاء في الحلف نصيبها من المصاريف بشكل عادل بدلا عن التعويل على الولايات المتحدة فسيكون الجميع في موقف أفضل وأكثر أمنا.
وتشير بيانات حكومات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى أن العجز التجاري الأمريكي مع الاتحاد يقارب 100 بليون دولار، بما في ذلك خدمات كالتمويل، التي لدى الولايات المتحدة فائض فيها. كما يقول مسؤولو الاتحاد إن معظم الرسوم المفروضة على السلع الأمريكية منخفضة بالفعل إلى الصفر.