عواصف على طهران

الحدث الخميس ٠٥/يوليو/٢٠١٨ ٠٣:٠٢ ص
عواصف على طهران

طهران - واشنطن - فيينا

تصاعدت حدة التصريحات بين الولايات المتحدة وإيران بعد أن قال الرئيس الأمريكي إن واشنطن ستحث حلفاءها وأصدقائها في دول العالم على عدم شراء النفط الإيراني في محاولة تستهدف إجبار إيران على تغيير سلوكها -حسب التصريحات الصادرة من واشنطن- فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى فرض العزلة على الشعب الإيراني، وأن هذا سيكلفهم ثمنا باهظا، مشيرا إلى أن غالبية الدول ترفض ذلك.

ونقلت وكالة «إرنا» عن روحاني خلال لقائه حشدا من الإيرانيين المقيمين في العاصمة النمساوية فيينا ضمن جولة أوروبية تشمل سويسرا والنمسا، قوله إن «فرض العزلة على الشعب الإيراني هو هدف إجراءات أمريكا الجديدة وذلك سيكلفهم ثمنا باهظا جدا وسيكون الشعب الإيراني أكثر مقاومة مما مضى أمام ذلك».

وأضاف روحاني: «لو كانت الإجراءات الأمريكية ضد جزء أو مجموعة خاصة في إيران لربما كان بإمكانهم أن يفعلوا شيئا ما، لكنهم الآن يقفون ضد الشعب الإيراني كله، وهم يوجهون رسائل تهديد لأي شركة أو مصرف يقيم علاقات مع إيران من أجل قطع هذه العلاقات».

لا ينجحون

وتابع الرئيس الإيراني الذي وصل إلى العاصمة النمساوية مساء أمس: «لا أريد القول إن الأمريكيين لا يمكنهم أن يسببوا مشاكل لإيران، إلا أنهم لا ينجحون أبدا في تنفيذ ما يدعون إليه، وليس بإمكانهم قطع خطوط اتصال العالم مع إيران».

وواصل روحاني إن «المنظمات الدولية ومنها مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والغالبية الساحقة من دول العالم والشعوب تقف إلى جانب إيران»، كما شدد «إيران عازمة كما في السابق على التصدي للمؤامرات الأمريكية وإجهاضها لأن مواقفهم غير منطقية وظالمة ومناهضة للتعهدات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي».

خيارات للشركات الصغيرة

وحول تعامل الشركات الأجنبية مع إيران، قال روحاني: «من الممكن أن تواجه الشركات الكبرى بعض المشاكل في استمرار التعاون مع إيران، إلا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعد خيارات أنسب لنقل التكنولوجيا قد أعلنت استعدادها للتعاون».

إلى الصفر

وفي برن السويسرية قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الولايات المتحدة لن تستطيع خفض إيرادات بلاده من النفط إلى «الصفر» وحذّر من أن هذه السياسة تنتهك كل القوانين والقواعد الدولية.
وأدلى روحاني بهذه التصريحات خلال زيارة تستغرق يومين إلى سويسرا.

نفي مزاعم التفجير

من جانب آخر قالت إيران إن بوسعها إثبات عدم وجود صلة لها بمخطط مزعوم لتفجير اجتماع للمعارضة الإيرانية في فرنسا، فيما قالت النمسا إنها ستجرّد إيرانيا من وضعه الدبلوماسي بعد القبض عليه في ألمانيا في إطار القضية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن شخصين مشتبها بهما في بلجيكا هما في واقع الأمر عضوان في حركة مجاهدي خلق والتي تعتبرها إيران منظمة إرهابية.

ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى قاسمي قوله «المحتجزان في بلجيكا هما عضوان معروفان في هذه المنظمة الإرهابية.. والسلطات الإيرانية على استعداد لتوفير الوثائق اللازمة لتوضيح أبعاد هذا السيناريو».

اعتراض مشتبهين

وقالت السلطات البلجيكية إن الشرطة اعترضت اثنين اشتبهت بهما في بلجيكا يوم السبت الفائت وعثرت في سيارتهما على 500 جرام من مادة بيروكسيد الأسيتون المتفجرة التي يمكن صناعتها منزليا وأداة تفجير.

واتهم قاسمي حركة مجاهدي خلق «بتنفيذ سيناريو يهدف للتأثير على الزيارة الأوروبية (للرئيس حسن روحاني) والإضرار بصورة إيران لدى الرأي العام الأوروبي».

ورفض مسؤولون فرنسيون التعقيب على القضية قائلين إن طبيعة الواقعة غير واضحة وشديدة الحساسية.
وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرِم مع إيران في 2015، تعهدت الدول الأوروبية الموقعة عليه وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا بإنقاذ الاتفاق رغم ضغط واشنطن عليها للانسحاب.

التجريد من الوضع الدبلوماسي

أي مؤشر على أن السلطات الإيرانية تقف وراء المخطط في فرنسا سيجعل من الصعب سياسيا على الزعماء، ولا سيما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاستمرار في دعم الاتفاق النووي.

وفي سويسرا، بدا أن روحاني يهدد بتعطيل شحنات النفط من دول مجاورة إذا مضت واشنطن قدما في هدفها بإجبار كل الدول على الكف عن شراء النفط الإيراني. ومن المقرر أن يزور النمسا بعد سويسرا. وقالت وزارة الخارجية النمساوية في بيان إنها ستجرّد أسد الله أسدي (46 عاما) من وضعه الدبلوماسي بعد اعتقاله في ألمانيا للاشتباه بصلته بالاثنين المقبوض عليهما في بلجيكا.

ورفض قاسمي المزاعم ضد الدبلوماسي ووصفها بأنه لا أساس لها.
كما ألقي القبض على ثلاثة أشخاص آخرين في فرنسا لصلتهم بالقضية لكن أُفرج عن اثنين منهم.
وقالت وزارة الخارجية النمساوية في بيان «ستُنزع الصفة الدبلوماسية عن الدبلوماسي الإيراني خلال 48 ساعة لوجود مذكرة اعتقال أوروبية بحقه».
وأضافت الوزارة أنها استدعت السفير الإيراني يوم الاثنين للمساعدة في توضيح ملابسات القبض على الدبلوماسي.

الدبلوماسي ووحدة المخابرات

وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (المعارضة) في بيان إنه يعتقد أن الدبلوماسي كان مدير وحدة المخابرات في السفارة منذ 2014. ووفقا لموقع حكومي نمساوي فقد كان الدبلوماسي القنصل الثالث في السفارة.
وأضاف المجلس الوطني أن الاثنين اللذين اعتُقلا في بلجيكا تظاهرا بأنهما من أنصار مجاهدي خلق.
ونفت إيران في وقت فائت أي تآمر لتفجير اجتماع المعارضة ووصفت عمليات الاعتقال بأنها «مخطط زائف».
وحضر رودي جولياني محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزراء أوروبيون وعرب سابقون اجتماعا مطلع هذا الأسبوع للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وكانت حركة مجاهدي خلق مدرجة على قوائم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية لكن اسمها رُفع بعد ذلك.
ولطالما دعت طهران لشنّ حملة على المجلس الوطني في باريس والرياض وواشنطن. وكثيرا ما توجه انتقادات للمجلس في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.