الهواتف الذكية تعكّر صفو النوم

مزاج الاثنين ١٤/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٤٦ ص
الهواتف الذكية تعكّر صفو النوم

إد جنت-ترجمة: أحمد بدوي

وعدت شركة ابل أن يتضمن تحديثها المقبل لنظام التشغيل iOS خاصية تطلق عليها «التحول الليلي» يمكنها مساعدة مستخدم الهاتف على النوم بصورة أفضل. ولكن كيف يمكن أن تؤثر الهواتف الخلوية على نومنا؟

كشفت مجموعة متزايدة من الأبحاث العلمية أن التعرّض لضوء أزرق ساطع يمكن أن يعطّل أنماط النوم، وهذا هو بالضبط نوع الضوء الذي يصدر عن شاشات الكريستال السائل (ال إي دي) الحديثة كتلك الموجودة في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
وتأمل ابل أن تساعد مستخدمي هواتفها للاحتفاظ بنوم هادئ، وجنباً إلى جنب مع العديد من التطبيقات الأخرى التي تركّز على الصحة سيتضمن الإصدار الجديد من نظام تشغيل الهواتف iOS 9.3 ميزة التحول الليلي. وهذا التطبيق يساعد الهاتف على مدار الساعة من خلال تحديد الموقع الجغرافي لمعرفة وقت غروب الشمس وتحويل شاشة الهاتف الملونة تلقائياً إلى وضع نهاية طيف الضوء حتى صباح اليوم التالي.
تقول أستاذة علم الأعصاب والنوم في جامعة ولاية بنسلفانيا، آن ماري تشانج، إن الضوء الأزرق يتسبب في إرباك النوم من خلال تعطيل إيقاعات الساعة البيولوجية. ونشرت تشانج بحثاً في يناير الفائت يبيّن أن استخدام أجهزة القراءة الإلكترونية مساءً يتسبب في إرباك أنماط النوم وانخفاض القدرة على الاستيقاظ اليوم التالي.
وإيقاعات الساعة البيولوجية هي دورات تمتد على مدار 24 ساعة وتتحكم في توقيت الكثير من العمليات الفسيولوجية في الحيوانات والنباتات والفطريات وحتى بعض أنواع البكتيريا. وهذه الإيقاعات مسؤولة لدى الحيوانات عن تحديد أنماط النوم والتغذية، فضلاً عن نشاط الدماغ وإنتاج الهرمون وتجديد الخلايا.
وقد أظهرت الدراسات أن إرباك هذه الإيقاعات قد يزيد من فرص تعرّض الشخص للعديد من الأمراض الخطيرة الحادة والمزمنة بما في ذلك السمنة والسكري ومخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما ذكرت تشانج في حديثها مع مجلة لايف ساينس Livescience.
وتحتوي خلايا خاصة في شبكية العين على بروتين حساس للضوء يسمى ميلانوبسين melanopsin وهذه الخلايا توفر معلومات عن مستوى الضوء في الوسط المحيط بالإنسان. وعندما يكون الضوء موجوداً يقمع إنتاج هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية ويساعد الإنسان على النوم، وعند حلول الظلام يتوقف هذا القمع ويتم إنتاج الميلاتونين الذي يعطي الجسم الشعور بالرغبة في النوم، وهذه هي الطريقة التي ينظم بها الجسم دورات النوم مع دورة الأرض على مدار 24 ساعة من الضوء والظلام.
غير أن التعرض للضوء الاصطناعي في أوقات غير عادية يمكن أن يسبب نوبات مماثلة تعكّر صفو إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية. تقول تشانج إن خلايا الشبكية عند الإنسان حساسة بشكل خاص للضوء بالموجات الأقصر في نهاية الطيف الأزرق، مثل الضوء الناتج عن التعرض للهاتف الذكي والحاسوب والتلفاز.
وتقول تشانج إن سبب التركيز على الهواتف وأجهزة الحاسوب المحمولة واللوحية وغيرها من الأجهزة المحمولة التي ينبعث منها الضوء وتسببها لمشاكل في إيقاعات الساعة البيولوجية أن المستخدم ينظر مباشرة إلى هذه المصادر للضوء وليس إلى المحيط المجاور لها كما يحدث مع مصادر الإنارة الأخرى.
ويشير خبير النوم والأعصاب في كلية هارفارد الطبية، ستيفن لوكيلي، إلى أن الأجهزة المحمولة تمثل قلقاً خاصاً نظراً لمدى قرب مصدر الضوء إلى عيني المستخدم، ويقول إنه من المهم أن نتذكر أن الضوء كله وليس الضوء الأزرق فقط يزيد اليقظة ويكون له تأثير على الساعة البيولوجية للجسم.

عن لايف ساينس