مسقط - عزان الحوسني
تصوير- شابين
بحضور رئيسها التنفيذي سعادة م.هلال بن محمد البوسعيدي وعدد من المستثمرين والمسؤولين ومشايخ وأعيان ولاية المضيبي، كشفت الهيئة العامة للتعدين بمقرها صباح أمس عن مشروع تعدين النحاس بالولاية والذي يجري تنفيذه من قبل "الشركة الحديثة للمصادر" بعد استكمال الموافقات اللازمة لانطلاق المشروع. حيث تم الكشف عن تفاصيل المشروع من جوانبه الفنية والمالية وما سيحققه من قيمة مضافة لقطاع التعدين.
ويأتي هذا المشروع بناء على الجهود المتواصلة للهيئة في تطوير وتنمية قطاع التعدين في السلطنة وتنويع مصادر الدخل، واستثمار القطاع على نحو أمثل ورفع قيمته المضافة.
وأكد البوسعيدي أن التكلفة الإجمالية للمشروع تقدر بحوالي 25 مليون ريال عماني وإن التدفق النقدي للمشروع هو حوالي 200 مليون ريال عماني على مدى عشر سنوات وهو العمر الافتراضي للمشروع وهو قابل للزيادة.
وأضاف أن هذا المشروع المتكامل سيعود بفوائد على الوطن والمواطنين ويحقق قيمة مضافة، لتكامله ما بين عمليات التعدين والتصنيع، وما سيقدمه من فرص عمل للشباب العماني تقدر بأكثر من مائة وظيفة في المجالين الفني والإداري، كما أن المشروع سيساهم في تنمية المنطقة التي يقع فيها والمناطق المحيطة به سواء بشكل مباشر كاستئجار المساكن والمعدات والسيارات أو غير مباشر كتنشيط الحركة الاقتصادية لأهالي المنطقة.
وتقدر مساحة المشروع بـ 39 كيلومترا مربعا، حيث مر المشروع بعدد من المراحل الأساسية قبل أن يصل إلى مرحلة الانطلاق، ابتدأ من عمليات الاستكشاف والتنقيب منذ عام 2006م، و استمر البحث والتنقيب في هذا الموقع وموقعين آخرين (ملق - واللآجال) لأكثر من ست سنوات حتى تم اكتشاف خام النحاس بموقع وادي عندام بكميات تجارية تزيد عن 16 مليون طن، باستثمار ما يزيد على 4 ملايين ريال عماني في هذه المواقع خلال تلك الفترة. ومن ثم بدأت عملية دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع بإقامة مصنع للنحاس بولاية المضيبي باعتبار أن كميات النحاس المكتشفة هي كميات تجارية بالإضافة إلى تغذية المصنع من المواقع الأخرى كملق واللآجال، وذلك لأن المشروع قائم على مخطط تكاملي يتضمن استخراج المواد الخام من المواقع الثلاثة القريبة من بعضها، ومعالجتها في مصنع الاستخلاص والمعالجة في وادي عندام، في حين لا توجد جدوى اقتصادية من بناء وحدات معالجة أو استخلاص في كل من هذه المواقع بصورة مستقلة. ويعمل المصنع على استخلاص ومعالجة النحاس، حيث سيتضمن وحدة للتكسير بكثافة سنوية تبلغ مليون طن، و وحدات للاستخراج والمعالجة بكثافة 800.000 طن سنويا.
وتصل تكلفة المشروع إلى حوالي (25 مليون ريال عماني) بتدفق نقدي للمشروع يصل إلى (200 مليون ريال عماني) على مدى عشر سنوات وهو العمر الافتراضي للمشروع.
وسوف يساعد المصنع في توظيف عدد من الشباب العمانيين بشكل مباشر يصل إلى 100 وظيفة في المجالين الفني والإداري بالإضافة إلى ما سيوفره من فرص عمل غير مباشرة.
وعن تاريخ تعدين النحاس ومستقبله قال د.سالم الحروقي: أشارت الكشوف الأثرية إلى أن عمان عرفت تعدين النحاس وصهره منذ الألف الثالث قبل الميلاد أي قبل 5000 آلاف سنة. وتشير الوثائق السومرية والأشورية إلى أن عمان صدرت النحاس إلى بلاد ما بين النهرين وقد أطلق عليها الأشوريون والسومريون اسم (مجان) وتعني أرض النحاس.
وفي العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بدأ التنقيب عن النحاس منذ عام 1973 وكللت جهود السلطنة باكتشاف مناجم الأصيل والبيضاء وعرجاء بولاية صحار معلنة بذلك بداية تصدير النحاس العماني بكميات تجارية في عام 1983. واستمرت عمليات استخراج وصهر النحاس في السلطنة إلى أن توقف الإنتاج المحلي من خام النحاس في عام 2004 فيما استمرت عمليات صهر النحاس المستورد من الخارج إلى عام 2015.
لذا تكمن أهمية المشروع في كونه إيذانا بإعادة ولادة صناعة النحاس من جديد بعد توقف دام أكثر من 14 سنة معلنا بذلك بدء مرحلة جديدة لإنتاج النحاس وتأكيدا للأهمية الاقتصادية والتاريخية التي تشكلها ثروة هذا المعدن في السلطنة.