رسائل سلام تنبعث من القرن الإفريقي

الحدث الخميس ٢١/يونيو/٢٠١٨ ٠٤:٠١ ص

أديس أبابا - رويترز

أنعش الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أمس الأربعاء الآمال في حدوث انفراجة في واحد من أصعب الصراعات في إفريقيا عندما وصف بوادر السلام الأخيرة من جانب إثيوبيا بأنها "رسائل إيجابية".
وقال أسياس (72 عاما) في كلمة خلال فعالية لإحياء يوم الشهداء في العاصمة أسمرة إنه سيرسل وفدا إلى أديس أبابا للتعرّف على موقف رئيس وزرائها الجديد أبي أحمد و"وضع خطة".
وهذا هو أول رد من إريتريا، إحدى أكثر الدول انغلاقا في إفريقيا، على تعهد أبي المفاجئ هذا الشهر بمراعاة كل شروط اتفاق سلام أنهى حربا اندلعت بين البلدين من العام 1998 إلى العام 2000.
وانتهت الحرب بعد توقيع الجانبين على اتفاق الجزائر في العام 2000، الذي نصّ على تكليف قوات حفظ السلام من 60 دولة، بحفظ الأمن في "منطقة آمنة مؤقتة"، على مساحة 25 كيلومتراً بين الجانبين. كما منحت محكمة العدل الدولية في لاهاي في العام 2002، إريتريا الحقّ في منطقة بادمي، لكن ذلك لم يؤدِّ إلى خروج القوات الإثيوبية منها، ما ترك الأبواب مفتوحة لتجدّد الحرب في أي لحظة بين البلدين، كما حصل في يونيو 2016 وكاد أن يحصل في سبتمبر من العام 2015.
وشبّه البعض هذا النزاع بالحرب العالمية الأولى مع إجبار دفعات من المجندين على السير عبر حقول ألغام نحو خنادق إريترية حيث حصدتهم نيران الرشاشات الآلية.
ومن المعتقد أن ما يصل إلى 80 ألفا سقطوا قتلى في هذه الحرب. ويختلف البلدان بشأن عدد القتلى رغم أن أكثر التقديرات تفيد بأن 50 ألف جندي إثيوبي قتلوا مقابل 20 ألفا من الجانب الإريتري.
وحتى بعد انتهاء الحرب، بقيت التحصينات العسكرية على الحدود المتنازع عليها خاصة عند بلدة بادمي التي أفاد تحكيم دولي في 2002 بأنها جزء من إريتريا.
ومنذ ذلك الحين، تجاهلت أديس أبابا الحكم ورفضت سحب القوات أو المسؤولين، مما أثار غضب أسمرة.
لكن أبي (41 عاما) الذي شرع في إصلاحات اقتصادية وسياسية جذرية منذ توليه رئاسة الوزراء في مارس، فاجأ الإثيوبيين هذا الشهر بقوله إن أديس أبابا ستحترم جميع شروط التسوية بين البلدين، ملمِّحا إلى استعداده للتنازل عن بادمي.
وقال أسياس إن هذا التنازل، الذي سيثير على الأرجح اعتراضات داخل الائتلاف الإثيوبي الحاكم، نشأ من رغبة البلدين في تحقيق "سلام" طويل المدى.
وأضاف، وفقا لترجمة رسمية لخطابه على التلفزيون الإريتري الرسمي، "الإشارات الإيجابية التي صدرت الأيام الماضية يمكن اعتبارها تعبيرا عن هذا الخيار الشعبي. نستطيع القول بأن هذه الرسائل الإيجابية... إشارات إلى خيار الشعب".
وكان دبلوماسي إريتري بارز قد قال أمس الأربعاء إن أسياس سيرسل وفدا إلى أديس أبابا "للتواصل البناء" مع إثيوبيا بعد ما أبداه رئيس وزرائها الجديد من ميل للسلام.
وكتب سفير إريتريا لدى اليابان إستيفانوس أفورقي على تويتر أن الرئيس أسياس أعلن عن هذه الخطوة التي قد تمثل تقدما كبيرا في سبيل تسوية واحد من أطول النزاعات في أفريقيا. ولم يكشف مزيدا من التفاصيل.
ولا تربط إريتريا علاقات دبلوماسية بإثيوبيا وإن كانت لها سفارة في أديس أبابا في إطار تمثيلها في الاتحاد الإفريقي الذي يوجد مقره في العاصمة الإثيوبية.
وأقر أبي في البرلمان هذا الأسبوع بأن التوترات تكبد البلدين خسائر اقتصادية كبيرة، وقال إن على أديس أبابا التوقف عن إخفاء هذا الأمر عن الشعب الإثيوبي، وهو ما يمثل أيضا نقطة تحوّل عن الماضي.