إعلام كوريا الشمالية يروّج لتنازلات ترامب

الحدث الخميس ١٤/يونيو/٢٠١٨ ٠٤:٤٥ ص

سول - رويترز

أثنت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية أمس الأربعاء على القمة التي عُقدت بين الزعيم كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبارها «نجاحا مبهرا»، وركّزت على تنازلات ترامب واحتمال حلول عصر جديد من السلام والرخاء في شبه الجزيرة الكورية.

وأفاد تقرير لوكالة الأنباء المركزية الكورية بأن ترامب عبّر عن اعتزامه وقف المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، ونيّته عرض ضمانات أمنية للشمال ورفع العقوبات عن بيونج يانج مع تحسّن العلاقات بين الجانبين.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية «لدى كيم جونج أون وترامب إدراك مشترك لحقيقة أهمية الالتزام بمبدأ التحرّك خطوة بخطوة وبشكل متزامن لتحقيق السلام والاستقرار وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي».
وأكّد ترامب أن الولايات المتحدة لن تجري المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية أثناء التفاوض مع بيونج يانج كبادرة حسن نية إزاء نزع السلاح النووي.
وقال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز في سنغافورة بعد القمة «لن نجري المناورات العسكرية طالما نجري المفاوضات وذلك من منطلق حسن النية».
وأضاف: «إن هذا أمر جيّد لعدد من الأسباب، إضافة إلى أننا سنوفّر قدرا كبيرا من المال... فكما تعلمون هذه الأشياء مكلّفة. أكره أن أبدو رجل أعمال لكني أواصل التساؤل: كم تتكلف؟».
وقال السيناتور الجمهوري لينزي جراهام إن من «السخيف» أن تكون التكلفة هي السبب الذي دفع ترامب لوقف المناورات.
وأضاف: «نشر قوة هجومية في كوريا الجنوبية ليس عبئا على دافعي الضرائب الأمريكيين.. إنه يجلب الاستقرار ويعد إنذارا للصين بأنه لا يمكنها السيطرة على المنطقة بأكملها».

تدريبات عسكرية

يوجد بعض الغموض بشأن ماهية التعاون العسكري مع سول الذي تعهد ترامب بوقفه.

وتبلغ المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الذروة كل عام بتدريبي فول إيجيل وماكس ثاندر اللذين اختتما الشهر الفائت.
وهناك تدريب كبير آخر يحل موعده في أغسطس.
وكان الإعلان مفاجأة حتى لحكومة الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن في سول التي عكفت في الشهور الأخيرة على تأمين انعقاد القمة بين ترامب وكيم.
وقال كيم أوي-كيوم، المتحدّث الرئاسي الكوري الجنوبي، للصحفيين، ردا على سؤال بشأن تصريحات ترامب، إن من الضروري السعي لإجراءات تساعد على تعزيز التعامل مع كوريا الشمالية ولكن من الضروري أيضا التأكد مما يعنيه ترامب تحديدا.
لكن وكالة يونهاب للأنباء نقلت أمس الأربعاء عن المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية إن وقف المناورات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة قد يكون ضروريا لتسهيل المحادثات الخاصة بنزع سلاح كوريا الشمالية النووي.
أما الصين قالت أمس الأربعاء إن إعلان ترامب وقف المناورات العسكرية الأمريكية على شبه الجزيرة الكورية يظهر أن اقتراح «التعليق المزدوج» الذي طرحته بكين كان عمليا.
ويقول منتقدون في الداخل إن الرئيس الأمريكي تخلّى عن أمور كثيرة في اجتماع منح الزعيم الكوري الشمالي مكانة دولية.
والزعيم الكوري الشمالي منعزل، وتتهم جماعات حقوقية بلاده بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتخضع البلاد لعقوبات من الأمم المتحدة بسبب برامجها النووية والصاروخية.

وقف الأعمال العدائية

قال وزير الدفاع الياباني، إيتسونوري أونوديرا، إنه رغم تعهّد كوريا الشمالية بالتخلّي عن السلاح النووي، إلا أنها لم تتخذ خطوات ملموسة وإن اليابان لن تتخلّى عن الحذر.

وقال يوشيهيدي سوجا، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، للصحفيين إن من المتوقع أن تتحمّل اليابان والصين أكثر التكاليف الأولية لنزع سلاح كوريا الشمالية النووي لكن ذلك لن يبدأ إلا بعد أن تستأنف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عمليات التفتيش هناك.