القاهرة- خالد البحيري
كشفت سهام حسن الأخصائية النفسية وعلاج اضطرابات النطق والكلام وتعديل السلوك لدى الأطفال أنه لا توجد -حتى الآن- دراسة علمية توضح أسباب التوحد بشكل صريح، في حين يرى البعض من الأخصائيين النفسيين أنه مرض وراثي وخلل في الجينات، كما يفسره آخرون بأنه نتيجة للفقر البيئي والاقتصادي وتدنى المستوى الثقافي للآباء، وحذرت في حوار خاص مع «الشبيبة» من دفع الأطفال باتجاه التوحد عن طريق التعرض الزائد للتكنولوجيا الحديثة كالتليفزيون والإنترنت والألعاب الإلكترونية.
وقالت: يعرف التوحد بأنه خلل واضطراب في النمو العصبي للطفل ويظهر عادة لدى الطفل قبل بلوغ عمر الثلاث سنوات، ويجب التفرقة بينه وبين الانطوائية حيث أن الأخيرة مشكلة سلوكية نتيجة للانعزال عن المجتمع وعلاجها ادماج الطفل بالأنشطة الجماعية.
وتنحصر أعراض التوحد بين 13 أو 14 عرضا، تختلف من طفل إلى آخر وقد تقل إلى 4 أو 5 أعراض وهنا نطلق عليها سمات توحد وهي الدرجة القليلة منه، أو تصل إلى 6 أو7 ويسمى توحد بسيط، وقد ترتفع لـ 11 و12 عرِضا، ومن أبرزها: عدم التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وصعوبة التفاهم مع الطفل وتعليمه الصواب من الخطأ، والصراخ الدائم والمتواصل بسبب وبدون سبب، مع صعوبة التكلم بشكل طبيعي وتكرار نفس الكلمات فى غير موضعها.
وعند ملاحظة هذه الأعراض على الطفل أو الشك في وجود سمة منهما يجب سرعة الذهاب للطبيب أو أحد المتخصصين لإجراء أكثر من اختبار لتحديد نسبة التوحد، ومساعدة الطفل على العلاج والتقليل من الأعراض، وينصح بعدم ربط الاستجابات الذهنية بنسبة التوحد فالبعض أذكياء جداً والآخر لديهم ضعف وقصور ذهني.
وأكدت أن كثرة تعرض الأطفال للتليفزيون وبرامج الكرتون والتكنولوجيا الحديثة تؤدى إلى اضطرابات وتأثيرات سلبية كسمات توحد، وفرط حركة، وتشتت الانتباه، لتصل بالطفل في النهاية لدوامة اضطرابات عقلية نفسية، فنجد الطفل يتحدث بلغة الكرتون المدبلجة، ولا يستطيع التعبير عن نفسه، لذلك يفضل عدم تعرض الأطفال أقل من 3 سنوات لمشاهدة التليفزيون.
وحول علاج مشكلة العصبية، والعناد، والعدوانية والعنف عند الطفل قالت سهام حسن: هذه الأمور من الصفات من السلوكيات المكتسبة عند الطفل، فهو يُخلق صفحة بيضاء ويكتسب ذلك من الأم والأب والبيئة المحيطة به، وليس بالوراثة، لذلك يجب على الآباء الانتباه إلى تصرفاتهم الخاطئة أمام الطفل لأنه يقلد كل ما يلاحظه، وعندما يقول المختصون لابد من تعديل سلوك، فهنا يقصدون تعديل سلوك الكبار قبل الصغار.
ولفتت إلى أن الرياضة من الأمور الضرورية والمفيدة لحياة الطفل، وممارستها في الصغر أفضل من سن المراهقة، بالإضافة إلى أن بعض الألعاب كالجمباز والسباحة تتطلب ممارستها عند سن 3 أو 4 سنوات لأنها تؤهل الأطفال للتعرف على بعض الأجهزة والأدوات المساعدة في بناء جسمه بدنياً.
وحول أسباب تأخر النطق والتخاطب عند الأطفال، وكيفية علاجها قالت: هناك فروق فردية ونسب متفاوتة، فكل طفل يميزه الله بقدرات معينة، فالبعض منهم يتأخر في النطق والآخر يتحدث في سن مبكر، وغالباً الإناث أسرع من الذكور في التخاطب، ونسب الذكاء والتعلم اللغوي، ومن ضمن أسباب هذه المشكلة هو ترتيب الطفل من بين أخواته وقد تكون عوامل نفسية كمشكلة الغيرة، إضافة إلى العوامل البيئة المحيطة به أيضا، ومنها تعرض الطفل لأكثر من لغة في سن صغير، فمثلاً إذا كان للطفل مربية أجنبية فهذا قد يثير اضطراباً في تطور اللغة لديه أو أن أمه وأباه لا يتحدثان معاً أمامه كثيراً.
وإذا استمر عدم النطق لسن سنتين أو3 سنوات يجب آنذاك عرض الطفل على أخصائي نفسي وتخاطب للمتابعة معه، فالاكتشاف المبكر يساعد على الشفاء العاجل.
وردا على سؤالنا حول طرق التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أجابت قائلة: يجب التدخل المبكر وعرضه على أخصائي أو إلحاقه بإحدى المراكز المتخصصة، والبدء في تأهيله وتعليمه، وليس عزله عن المجتمع لأنه يمر بمراحل نمو طبيعية مثل نظيره السوي.
وحول طرق تنمية الذكاء لدى الأطفال قالت: تبدأ طرق تنمية الذكاء عند الأطفال وفقاً لاهتماماتهم، فعندما يكون الاهتمام منصبا على ممارسة الرياضة، هنا يكون الذكاء حركيا، بينما الموسيقى والغناء والعزف تنمى الذكاء والمهارات اليدوية، وعندما يكون الاهتمام بالقراءة، فلابد من تنمية ذكائه ودعمه معرفياً بالعديد من المعلومات.
واختتمت بالقول: يجب تدريب الأطفال على حماية أنفسهم من الاعتداء أو التحرش الجنسي وهناك بعض التعليمات التي يمكن تلقينها للأطفال لحمايتهم ومنها: عدم تناول شيء من غير الوالدين خارج المنزل وبخاصة الحلوى والعصائر أو الألعاب، مع تعليم الطفل الخصوصية وعدم خلع ملابسه أمام أحد، وعدم فتح باب المنزل لأحد في غياب الوالدين.