أحمد جبر
من يدعي أن المرأة لا تقدر على العمل في الشرق الأوسط، بالتأكيد لم يعرف عن بعض رائدات الأعمال الواعدات في المنطقة. سنحاور خمسة من رائدات الأعمال اللاتي حققن نجاحات كبيرة. تقول إليسا فريحة، إحدى المستثمرات من أصل لبناني-أمريكي، والشريك المؤسس لمنصة Womena التي تهدف لتمكين رائدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتمكين التنوع بين الجنسين، «لا نملك رفاهية تشبع الأسواق كي تصبح لدينا وجهة نظر متحيزة ضد المرأة».
تؤمن فريحة أن النظام الإيكولوجي لريادة الأعمال في المنطقة لا يزال وليداً، مما يجعل المجتمع بشكل عام أكثر انفتاحاً على التنوع بين الجنسين.
«رائدات الأعمال في المنطقة تتوافر أمامهن فرصة أفضل للحصول على التمويل والدعم اللازم، خاصةً مع الطفرة الجارية في المنصات التي تركز على دعم المرأة، مثل Womena”.
تسعى الشركات الناشئة الحالية والمستقبلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي أسستها رائدات الأعمال للحصول على الإلهام والدعم من البرامج المخصصة لدعم رائدات الأعمال في المنطقة، وانتهاز تلك الفرصة وإثبات فعالية وجهة نظر فريحة:
HelloChef
يمكن دعم المرأة العاملة بعدة طرق، وواحدة من الطرق التقليدية لذلك هي مساعدة المرأة العاملة في تحقيق التوازن المناسب بين العمل والأسرة. HelloChef تقدم فقط الدعم والمساعدة للمرأة العاملة، أو العائلات المنشغلة بشكل عام، لطهي الطعام الصحي ذا المذاق الجيد، دون مواجهة العناء التقليدي المتعلق بذلك.
وتقوم HelloChef، استناداً إلى خطة اشتراك أسبوعية، بتوصيل عبوات مخصصة تحتوي على المكونات الطازجة بنسب متوازنة ووصفات بسيطة لكيفية طهي الطعام عند عتبة بيتك.
المؤسسة أوليفيا مانر حاصلة على درجة علمية في إدارة الضيافة من فنلندا. انتقلت أوليفيا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أربع سنوات، واستوحت الفكرة من الأنشطة التي تنظمها مبادرة Mompreneurs ME، إحدى المبادرات الشريكة لمنصة Womena التي تهدف لتمكين المرأة في المنطقة. تؤمن أوليفيا أن الفرص المتوافرة أمام الإناث بالمنطقة غير محدودة: «أعتقد أن هناك الكثير من الفرص المتوافرة أمام النساء أكثر منها أمام الرجال في النظام الإيكولوجي للمنطقة، فليست هناك مجموعات لدعم الرجال فقط، كما هو الحال بالنسبة للنساء».
Jaleesa
تقدم Jaleesa خدمات جليسات الأطفال المدربات، والمتحقق من هويتهن لتلبية احتياجات الأمهات العاملات في لبنان. تعمل المنصة بمثابة سوق لتقديم خدمات رعاية الرُضَّع والأطفال، عن طريق مجموعة من جليسات الأطفال المدربات في مجالات إدارة السلوك، والعلوم الصحية، والكفاءة المهنية، كما يتم التحقق من خلفيتهن الأمنية بواسطة قوى الأمن الداخلي اللبنانية. يمكن للمنصة كذلك معالجة كافة المدفوعات وتوفير وسائل المواصلات للمربيات للانتقال إلى مقار عملهم حتى منتصف الليل.
انطلاقة المنصة كانت منذ عامين تقريباً على يد أنجيلا سولومون، رائدة الأعمال اللبنانية التي عملت سابقًا على تأسيس شركتين ناشئتين لإدارة المطاعم في بيروت، وتحتفل الآن بمرور 10 آلاف ساعة قضتها جليسات الأطفال العاملات بالمنصة في مارس 2018.
The Tempest
منصة The Tempest هي إحدى المنصات الإعلامية التي تتحدث حول العديد من الموضوعات والتحديات ذات الصلة بالجيل الحالة من نساء الألفية من مختلف الأعراق والخلفيات الثقافية، فالمنصة تهتم بنساء الألفية ممن لم تجدن من يمثلهن من مختلف مناطق العالم.
ماشال وقار، التي تبلغ من العمر فقط 22 عاماً، مؤسسة المنصة، تسعى للتنوع وإدراج المنصة في النظام الإيكولوجي للشركات الناشئة في الإمارات العربية المتحدة. تضم المنصة في الوقت الحالي أكثر من 1000 من المساهمين من مختلف أنحاء العالم، كما حصلت وقار كذلك على «أفضل رائدة شابة في العام» في الدورة التاسعة عشر للمنتدى الاقتصادي العالمي لريادة المرأة.
Meltoo
تأسست سوق Meltoo في مارس 2014 على يد شارين لي وزوجها، وهي سوق على الهواتف النقالة مقرها الإمارات العربية المتحدة لبيع البضائع المستعملة. ومع ذلك، تختلف سوق Meltoo كثيرًا عن منظورك للأسواق التقليدية. وضعت السوق خدمة الوسيط الخاصة بها، التي يُطلق عليها «سداد وشحن آمن»، ذلك الوسيط الذي يقوم بجمع المنتج من البائع، وإيصاله إلى المشتري، وتحصيل الأموال، مما يقلل من مشكلات عدم الثقة.
وكذلك، من خلال الشراكات المتعددة مع بعض المؤسسات الخيرية وشركاء المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، تدير Melltoo مبادرة «التأثير» حيث يمكن للجميع بيع البضائع المستعملة لأي سبب كان، بما في ذلك جمع الأموال لدعم مرضى السرطان بالإمارات، ومساعدة اللاجئين، وكذلك حماية البيئة وحياة الحيوانات البرية.
Brailleye
أصبحت جينغرو ما واحدة من أصغر رائدات الأعمال الشابات في المنطقة في سن العشرين. تعمل ما، إلى جانب فريق العمل المكون من خمسة من الشركاء المؤسسين، جميعهم طلاب في جامعات الإمارات العربية المتحدة، على تطوير جهاز يشبه الهاتف النقال يمكنه تحويل أي نص إلى كتابة برايل أو نطق صوتي من خلال مسح النص باستخدام الكاميرا المدمجة بالجهاز.
ما، صينية المنشأ، التي انتقلت إلى الإمارات العربية المتحدة في العام 2016، تبدو متفائلة للغاية فيما يتعلق بالفرص المتوافرة أمام النساء داخل النظام الإيكولوجي لمباشرة الأعمال الحرة في المنطقة. حضور ما لورش العمل والفعاليات التي تركز على رائدات الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة جعلها تهتم بصورة أكبر بمجالات الاستثمار والتمويل.
تقول ما، «هناك الكثير من الحديث حول الابتكار في الشرق الأوسط. بالنسبة إليّ، لم أشعر بفارق كبير لو كنت رائد أعمال رجل».
كاتب متخصص ف
ي شؤون الشركات الناشئة وريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لديه أكثر من 14 سنة خبرة في المجال الرقمي والتكنولوجيا.