ليس هكذا يا جوارديولا

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٠/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٦ ص

حسام بركات

وضع المدرب الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ بطل ألمانيا بكرة القدم لاعبه الصغير يوشوا كيميتش في موقف حرج لا يحسد عليه عندما وقف لدقائق طويلة يوبخه أمام عدسات الكاميرات.

جوارديولا ضرب اللاعب البالغ من العمر 21 ربيعا على يده وصرخ في وجهه وأنّبه بعنف شديد وبقي محتجزا حريته لفترة من الزمن قبل أن يخرج لوسائل الإعلام ويقول إنه معجب بالمدافع الألماني الشاب.

جوارديولا يواصل نثر الرماد في العيون بقوله أن كيميتش قدم أفضل مباراة في مسيرته أمام بوروسيا دورتموند في قمة البوندز ليجا التي انتهت سلبية السبت الفائت.. وهنا نسأل لماذا لم تصبر عليه حتى دخل إلى غرفة الملابس لتقدم له هذه المحاضرة الطويلة ما دام أنه أحسن الأداء كما تقول؟.
لم يكن المدرب الإسباني ولا غيره ليقدم مثل هذه المحاضرة العنيفة للاعب كبير ومشهور حتى ولو اقترف الكبائر في المباراة، ولكن على حساب لاعب صغير في بداية مشواره فلا بأس من تعنيفه ما دام أنه يهز رأسه طائعا كما فعل «المسكين».
النجم الشاب قدم أداء مبهراً في الكلاسيكو الألماني ضمن الأسبوع الـ25 من الدوري وقال النقاد إنها أفضل مباراة له منذ انتقاله إلى بايرن ميونيخ العام الفائت.
ونجح يوشوا في إيقاف خطورة أوباميانج كما شاهد الجميع، وأنقذ هدفاً مؤكداً كان رويس في الطريق لتسجيله رغم أنه لعب مدافعا وليس في مركزه الأساسي كلاعب وسط، ومع ذلك لم ينتظر جوارديولا خروج اللاعبين من أرض الملعب وبدأ يتحدث بحدة شديدة للصغير الذي أخذ يومئ برأسه موافقاً على كلام المدرب حتى دون أن يفهمه.
الآن وعندما بدأ المدرب الإسباني يحصي أيام الخروج الأخير من بايرن ميونيخ متجها مع نهاية الموسم الحالي إلى مانشستر سيتي الانجليزي بدأت سلبياته تظهر على سطح الماء.
«يوجه الانتقادات باستمرار وهو ببساطة لا يرضى أبدا».. بهذه الكلمات تم وصف مدرب برشلونة السابق، كما قال صحافيون إنه قدم هذا الاستعراض أمام وسائل الإعلام لإقناع الجميع بأنه لا يزال مهتما بنتائج الفريق البافاري كمدرب محترف لا يهمه أين سيكون بعد أشهر قليلة من الآن.
الغريب أن المستوى الذي ظهر عليه كيميتش سيؤهله بحسب صحف ألمانيا للانتقال من منتخب الشباب إلى 21 عاما مباشرة إلى المنتخب الأول المشارك في نهائيات أمم أوروبا - يورو 2016 في فرنسا الصيف المقبل.
والغريب أكثر أن الضحية وافق على تصرفات جلاده، فسرعان ما خرج اللاعب لوسائل الإعلام متفهما الأسباب التي دفعت مدربه لتصحيح أخطائه أمام الكاميرات قبل أن يحتضنه في مشهد درامي أخرجه ستيفن ألان سبيلبرغ.
هناك من يدافع ايضا عن جوارديولا ويقول الحياة قاسية بلا شك، وكرة القدم جزء من هذه الحياة، وحتى يصبح كيميتش نجما اسطوريا مثل لوتار ماتايوس مثلا، فعليه أن يتحمل مزاجات المدربين مهما كلف الأمر.